جوجل تنهي شراكتها مع شركة ذكاء اصطناعي بسبب «تحركات زوكربيرغ المفاجئة»

جوجل تفاجئ العالم بخطوة استراتيجية لا تقلق بشأنها، ولكنها تحمل رسائل صريحة في عالم الذكاء الاصطناعي، فقد أعلنت عن إنهاء شراكتها مع إحدى كبرى شركات ترميز البيانات، بعد أن استحوذت شركة ميتا التابعة لمارك زوكربيرغ على حصة كبيرة فيها، ما يعكس تحولًا جديدًا في التنافس بين عمالقة التقنية، ويشكل منعطفًا مهمًا في تاريخ التعاون التجاري في قطاع الذكاء الاصطناعي.

جوجل تنهى الشراكة مع Scale AI بعد دخول ميتا

بحسب تقارير عدة، كانت جوجل من أكبر العملاء لشركة Scale AI المتخصصة في ترميز البيانات للتدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث خططت العام الحالي لإنفاق نحو 200 مليون دولار، وكانت قد أنفقت ما يقارب 150 مليونًا العام الماضي، وتمثل عملية التدريب هذه دعامة أساسية لجوجل في منافستها لـGemini، منافسها لـChatGPT  .

إلا أن تحرك مارك زوكربيرغ لشراء 49 % من أسهم Scale AI عبر ميتا، بقيمة تراوحت بين 14 إلى 14.3 مليار دولار، أثار مخاوف كبيرة لدى جوجل وشركة مايكروسوفت ومبادرات أخرى مثل xAI، من أن تتعرض بياناتهم البحثية والسرية للتسرب أو السيطرة بشكل غير مباشر، خاصة وأن ميتا تُعتبر منافسًا مباشرًا في ساحة الذكاء الاصطناعي.

وبناءً على ذلك، قررت جوجل اتخاذ خطوة حاسمة لقطع علاقة الشراكة مع Scale AI، وتبحث الآن عن بدائل تضمن لها الاستقلال التام في تدريب نماذجها وتطوير تقنياتها دون مخاوف من النفوذ الخارجي.

مخاطر البيانات السرية والتحوّط من «التجسس الصناعي»

جوجل وضعت عنوانًا واضحًا لاستراتيجيتها الجديدة، وهو تجنب أي شراكات قد تؤدي إلى تسرب بياناتها البحثية أو خططها المستقبلية إلى منافسين كبار مثل ميتا، وهو ما وصفته بعض التقارير بـ«مخاوف من التجسس الصناعي».

وتعكس هذه الخطوة الاتجاه الجديد لدى الشركات التقنية الكبرى في تعزيز الحماية والخصوصية لأي بيانات تدريبية أو نماذج مستقبلية، خاصة إذا توفر طرف يمتلك القدرة على النفوذ التقني والمالي، مثل ميتا في هذه الحالة.

تداعيات استراتيجية على Scale AI والسوق

باتت Scale AI تواجه خطرًا كبيرًا بعد خسارتها عميلًا رئيسًا مثل جوجل، خاصة أنها تجني جزءًا كبيرًا من إيراداتها—870 مليون دولار في 2024—من شركاء مثل جوجل ومايكروسوفت وOpenAI وxAI .

ومن المتوقع أن تنتقل أعداد كبيرة من الشركات التي تعتمد على خدمات ترميز البيانات مثل Labelbox وHandshake وغيرها لتزود جوجل بما تحتاجه، بينما تسعى Scale AI لافتتاح شراكة مع ميتا نفسها، ويعمل مؤسسها الآن داخل مختبراتها لتطوير الذكاء الاصطناعي.

وقد وصف بعض الخبراء هذا الحدث بأنه تحوّل جسيم في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد بوسع الشركات الكبرى أن تعتمد على طرف واحد محايد في خدمات البيانات التدريبية .

جوجل تبحث عن بدائل محلية وبدعم داخلي

بحسب ما نقلته المصادر، فإن جوجل تعمل حاليًا على توسيع شبكة شركائها من شركات ترميز البيانات مثل Labelbox وHandshake، وتدرس حتى تسخير موظفيها الخاصين للقيام بالترميز داخليًا لتجنب الاعتماد على طرف خارجي واحد، خاصة بعد المخاطر التي برزت مع دخول ميتا.

وبهذا تتجه جوجل نحو تطوير بنية تحتية تدريبية أكثر أمانًا، ومعزولة عن أي تأثر من أطراف منافسة، وهو ما يوضح استراتيجيتها لحماية تقنياتها من التجسس أو تسريبات قد تُضعف وضعها في المنافسة.

أثر القرار على مستقبل المنافسة في الذكاء الاصطناعي

تجسد خطوة جوجل فصل شراكتها مع Scale AI نقطة تحول في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ يلمّح هذا التطور إلى أن المنافسة المقبلة لن تقتصر على تطوير النماذج، بل تشمل حتى تجهيز البيانات وتحكمًا أكبر في مصادرها.