الخميس 19 يونيو 2025 الموافق 23 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ثلاثي الخطر.. كيف تساهم المخبوزات في رفع السكر والضغط وزيادة الوزن؟

الدقيق
الدقيق

المخبوزات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي اليومي لملايين الأشخاص حول العالم، إذ يصعب على الكثيرين مقاومة رائحة الخبز الطازج أو طعم الفطائر والمعجنات الساخنة التي تملأ أرفف المخابز أو موائد الإفطار والعشاء، لكن خلف هذا الإغراء الذوقي تكمن حقيقة صادمة ترتبط بثلاثي الخطر الصحي وهم «ارتفاع السكر» و«ضغط الدم» و«السمنة المفرطة»، إذ تؤكد دراسات طبية متزايدة أن الإفراط في تناول المخبوزات يمثل عاملًا مشتركًا في الإصابة بهذه المشكلات التي تؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية والمخ والجهاز الهضمي.

الكربوهيدرات البسيطة في المخبوزات.. القاتل الصامت

المخبوزات تحتوي في الغالب على كميات كبيرة من «الدقيق الأبيض» وهو مصدر رئيسي للكربوهيدرات البسيطة التي تُهضم بسرعة داخل الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع «مستوى السكر في الدم» بشكل مفاجئ وسريع، وهو ما يشكل عبئًا على البنكرياس لإفراز كميات مضاعفة من «الأنسولين» لمحاولة السيطرة على هذا الارتفاع، ومع الاستمرار في تناول هذه الأنواع من الأطعمة تتطور الحالة إلى ما يُعرف بـ«مقاومة الأنسولين» التي تعتبر مقدمة مباشرة لمرض السكري من النوع الثاني.

كما أن المخبوزات الجاهزة تحتوي في كثير من الأحيان على «سكريات مضافة» ومكونات صناعية لتحسين الطعم وزيادة مدة الصلاحية، وكلها عناصر تعزز من تأثيرها السلبي على توازن السكر في الجسم وتجعل الشخص أكثر عرضة لنوبات الجوع والرغبة في تناول المزيد من الطعام ما يخلق «حلقة مفرغة» تضع الجسم في حالة من الإرهاق الغذائي المستمر.

المخبوزات وارتفاع ضغط الدم.. العلاقة الخفية

قد لا يدرك كثير من الناس أن المخبوزات يمكن أن تكون سببًا مباشرًا في ارتفاع ضغط الدم، لكن الحقيقة أن كثيرًا من هذه المنتجات تحتوي على نسب عالية من «الصوديوم» سواء من خلال إضافة الملح أو من خلال المواد الحافظة والمكونات الصناعية، وتناول كميات كبيرة من الصوديوم يوميًا يؤدي إلى احتباس السوائل داخل الجسم وزيادة ضغط الدم داخل الشرايين مما يشكل خطرًا مباشرًا على القلب والكلى والأوعية الدموية.

كما أن الدهون المشبعة الموجودة في بعض أنواع المعجنات مثل الكرواسون أو الفطائر المحشوة تزيد من نسبة الكوليسترول الضار في الدم، ما يعزز من فرص الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت، ولذلك فإن تقليل تناول المخبوزات الجاهزة يعد خطوة فعالة في السيطرة على ضغط الدم ومنع تطور مضاعفاته.

السمنة والمخبوزات.. علاقة تزداد وضوحًا

أحد الأسباب الرئيسية لانتشار السمنة في العصر الحديث هو الاعتماد الزائد على المخبوزات في الوجبات اليومية، فهذه الأطعمة غالبًا ما تكون عالية السعرات الحرارية بسبب ما تحتويه من دهون وسكريات وكربوهيدرات مكررة، ولا توفر في المقابل شعورًا دائمًا بالشبع، ما يدفع الشخص إلى تناول كميات أكبر على مدار اليوم.

وقد أظهرت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الخبز الأبيض والمخبوزات المصنعة هم أكثر عرضة لاكتساب الوزن مقارنة بأولئك الذين يعتمدون على الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه، حيث تعمل هذه الأخيرة على تنظيم مستوى السكر في الدم وتعزز من الشعور بالامتلاء وتساعد في الحفاظ على وزن صحي.

بدائل صحية وآمنة

رغم أن المخبوزات تمثل جزءًا محببًا من النظام الغذائي، إلا أن بالإمكان الحفاظ على الطعم دون التضحية بالصحة، وذلك من خلال اختيار بدائل صحية أكثر فائدة للجسم، مثل الاعتماد على «الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة» مثل الشوفان أو القمح الكامل الذي يحتوي على ألياف تساعد في تنظيم عملية الهضم والسيطرة على نسبة السكر في الدم.

يمكن أيضًا تجربة وصفات منزلية للمخبوزات باستخدام دقيق اللوز أو دقيق جوز الهند وتقليل كمية السكر المضاف مع استخدام بدائل صحية مثل العسل أو سكر التمر، كما يُنصح باستخدام الزيوت النباتية غير المشبعة بدلًا من الزبدة أو السمن الصناعي الذي يزيد من نسبة الدهون المشبعة في الجسم.

نصائح يومية لتقليل الاعتماد على المخبوزات

من المفيد إعادة تنظيم وجبات الطعام اليومية لتشمل خيارات متنوعة تحتوي على البروتينات النباتية والحيوانية والخضروات الطازجة، والابتعاد عن جعل المخبوزات عنصرًا أساسيًا في كل وجبة، كما يُفضل تناول الفواكه بين الوجبات بدلًا من المعجنات أو البسكويت لضبط مستوى السكر والدهون.

أيضًا من المهم قراءة مكونات المنتجات الجاهزة بعناية لتجنب الأنواع التي تحتوي على «سكريات مضافة» أو «دهون مهدرجة» أو «صوديوم مرتفع» لأن هذه المكونات قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة حتى لو تم تناولها بكميات قليلة، كما أن إدخال النشاط البدني المنتظم إلى الروتين اليومي يساعد في تقليل آثار المخبوزات على الوزن والسكر والضغط.

المخبوزات ليست شرًا مطلقًا لكن طريقة تحضيرها ومكوناتها هي ما تحدد مدى تأثيرها على الصحة، والإفراط في تناولها قد يؤدي إلى الوقوع في فخ «ثلاثي الخطر» الذي يضم ارتفاع السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وهي حالات تمهد بدورها للإصابة بأمراض مزمنة أكثر خطورة مثل القلب والجلطات والسكري المزمن، ولذلك فإن الاعتدال في استهلاك المخبوزات واختيار بدائل صحية منها يمثلان خطوة ذكية نحو الحفاظ على صحة الجسم وعافيته.

تم نسخ الرابط