الخميس 19 يونيو 2025 الموافق 23 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

روسيا تحذر أمريكا وتركيا تتدخل .. العالم على شفا الهاوية

القارئ نيوز

في لحظة تاريخية فارقة في العالم، يتأرجح الشرق الأوسط على حافة الهاوية، فالحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل لا تهدد مصير المنطقة فحسب، بل العالم أجمع.

 بينما تتصاعد ألسنة اللهب، تبرز تحذيرات دولية صارخة وتدخلات إقليمية حاسمة، مما يكشف عن تعقيدات المشهد وخطورة الموقف، وإنها معركة ليست كأي معركة، ففيها تتشابك المصالح وتتداخل التحالفات، وبين هذا وذاك، يقف العالم متفرجًا على صراع قد يغير وجه الجغرافيا السياسية للأبد.

تحذير روسي.. خط أحمر لواشنطن

الخارجية الروسية وجهت تحذيرًا لا لبس فيه لواشنطن، مؤكدة أن أي مساعدة عسكرية مباشرة لإسرائيل في حربها ضد إيران سيحل الجهيم، «خطوة نحو زعزعة جذرية للاستقرار في الشرق الأوسط»، وسيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، شدد على أن موسكو تراقب الوضع عن كثب، وتعتبر أي دعم عسكري أميركي لتل أبيب يُعد تجاوزًا للخطوط الحمراء، هذا التحذير يعكس قلقًا روسيًا عميقًا من توسع رقعة الصراع، وتأثيره المحتمل على توازن القوى الإقليمي والدولي، وموسكو تدرك أن المغامرة الأميركية قد تفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها.


ترامب والتهديد النووي: وسيط أم طرف؟

على الجانب الآخر، يصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية تدخل واشنطن لدعم إسرائيل في «القضاء على البرنامج النووي الإيراني»، ملوحًا بخيار العمل العسكري رغم تأكيده على عدم انخراط بلاده حاليًا في المواجهة، وتصريحات ترامب تثير تساؤلات حول نوايا الإدارة الأميركية الحقيقية، خاصة بعد إلغاء الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، وفي تناقض واضح، يبدي ترامب انفتاحه على دور وسيط محتمل لفلاديمير بوتين، ما يعكس حالة من التخبط أو المناورة السياسية في ظل هذا التصعيد الخطير.


تركيا: دعم للمقاومة وتنديد بالعدوان

في موقف حاسم، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأردوغان لم يتردد في وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «تجاوز في ظلمه الزعيم النازي أدولف هتلر»، مندداً بالهجمات الإسرائيلية «الجنونية» و«الإرهاب الدولي»، وهذا الموقف التركي القوي يعكس تحولاً في موازين القوى الإقليمية، ورغبة أنقرة في لعب دور أكبر في تسوية الأزمات، مع استعدادها لمواجهة أي تداعيات محتملة للصراع، وتأكيدها على ضرورة محاكمة نتنياهو وشركائة.


نفاق عالمي وصحوة الشعوب

بينما تتصاعد حدة الصراع، تبرز فضيحة النفاق الدولي حول السلاح النووي، فإسرائيل، التي تمتلك ترسانة نووية سراً ومنتهكة للقانون الدولي، تحاول منع الآخرين من امتلاكها، وتُتهم بتهديد غزة بالنووي، وهذه الازدواجية الأخلاقية تثير سخط الشعوب التي أصبحت على وعي غير مسبوق وتدرك جيدًا من ينتهك القانون الدولي، وإن هذه الصحوة الجماهيرية تمثل عاملًا ضاغطًا على الحكومات، وتؤكد أن الرأي العام العالمي لن يقبل بعد الآن بالصمت على الظلم والتجاوزات.


نهاية لعبة خطيرة

إن ما يجري اليوم ليس مجرد صراع إقليمي، بل هو لعبة خطيرة ستحدد مستقبل المنطقة والعالم، وتحذيرات روسيا، وتصريحات ترامب المتناقضة، وموقف تركيا الحازم، كلها تشير إلى أن الأمور تتجه نحو منعطف حاسم، وشعوب المنطقة، من السعودية ومصر وتركيا وباكستان، تدرك أن انتصار إسرائيل سيؤدي إلى اختلال التوازن الإقليمي الكارثي، وأن الدور قد يأتي على الجميع، لم يعد هناك مجال للمراوغة أو الصمت، فهل يستفيق العالم قبل فوات الأوان، أم نرى المنطقة تنجرف نحو كارثة لا تبقي ولا تذر؟.

ختامًا.. نهاية التعاطف مع الاحتلال

لقد فزع الاحتلال الصهيوني فزعة غير مسبوقة، وهو يشاهد بأم عينيه شعوب العالم تهتف وتُهلل مع كل صاروخ يقصف تل أبيب، وهذه الفرحة العارمة ليست عشوائية، بل هي صرخة مدوية في وجه الظلم، لن يجد الاحتلال أي تعاطف معه بعد اليوم، حتى من شعوب الدول التي يدّعي أنها حليفته، كأمريكا، لقد تجاوزت جرائمه البشعة في غزة كل الحدود، فحوّلت قلوب البشرية من التردد إلى الغضب، ومن الصمت إلى الرفض المطلق لكل ممارساته اللاإنسانية، والعدالة قادمة، وإن طال أمد الظلم.

وبينما تتصاعد أصوات الشعوب الرافضة للجنون، يتردد صدى احتجاجات واشنطن أمام البيت الأبيض: «لا لحرب الإبادة في غزة، ولا لدفع الأموال على الحروب!»، وهذا الرفض الشعبي يواجه غطرسة تصريحات ترامب، التي لم تستبعد انخراط بلاده في ضرب إيران، إنها صرخة عالمية ترفض المراهنة على الدماء والأرواح، وتطالب بوقف آلة الحرب التي لا تميز بين بريء وآخر، فليُدرك صُناع القرار أن الشعوب قد فاض بها الكيل، ولن تصمت بعد الآن.

تم نسخ الرابط