التتويج بالدوري يتحول إلى كارثة.. جماهير مولودية الجزائر تسقط من المدرجات
في ليلة كان يفترض أن تكون مليئة بالفرحة والبهجة، تحول تتويج نادي مولودية الجزائر بلقب الدوري الجزائري لموسم 2024-2025 إلى فاجعة إنسانية، بعد سقوط عدد من جماهير الفريق من المدرجات العلوية في ملعب 5 جويلية، ما أدى إلى تسجيل عدة إصابات وجرحى.
التتويج التاسع في تاريخ المولودية
حسم نادي مولودية الجزائر لقب الدوري الجزائري للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخه، بعد تعادله السلبي أمام نجم مقرة في الجولة الثلاثين والأخيرة من المسابقة، وهو التعادل الذي ضمن له صدارة الترتيب، بغض النظر عن نتائج باقي الفرق.
وكان الفريق قد قدم موسما قويا على المستوى المحلي، ونجح في الحفاظ على مستواه واستقراره الفني، ما مكنه من حسم اللقب قبل أن تنتهي فرحته سريعًا بالحادث المفجع.
انهيار السياج وسقوط جماهير من المدرج العلوي
شهدت اللحظات الأخيرة من المباراة تدافعا جماهيريا كبيرا داخل مدرجات ملعب 5 جويلية، خصوصا من جماهير مولودية الجزائر التي كانت تستعد للاحتفال بالتتويج.
غير أن التدافع أدى إلى انهيار أحد الأسوار الحديدية في المدرج العلوي، ما تسبب في سقوط عدد من المشجعين من ارتفاع شاهق.
وهرعت فرق الحماية المدنية إلى المكان، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، وسط حالة من الصدمة والحزن التي خيمت على أجواء الملعب.
الرابطة الجزائرية تقرر إلغاء حفل التتويج
وعلى إثر الحادث المؤسف، قررت رابطة الدوري الجزائري إلغاء حفل تتويج الفريق باللقب، احترامًا لما تعرض له المشجعون، وحتى لا تتحول أجواء الاحتفال إلى مشاهد تتنافى مع فداحة الحدث الإنساني.
وأعلنت الرابطة في بيان رسمي أنها تتابع حالة المصابين عن كثب، مؤكدة أن الأولوية الآن لصحة الجماهير وسلامتهم، كما عبّرت عن تضامنها مع عائلات المصابين.
مطالبات بالتحقيق في ظروف الحادث وتأمين الملاعب
أثار الحادث موجة من الجدل والغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجماهير الكرة الجزائرية، حيث طالب كثيرون بفتح تحقيق عاجل حول الحالة الإنشائية للملعب، ومدى توفر شروط السلامة في المدرجات، وتحديد المسؤولية في ما جرى.
كما دعا البعض إلى ضرورة إعادة النظر في آليات تأمين الجماهير داخل الملاعب الجزائرية، خصوصًا في المباريات الكبرى التي تشهد إقبالاً جماهيريًا كبيرًا.
ليلة حزينة رغم الإنجاز الرياضي
وهكذا، تحوّلت ليلة التتويج التي طال انتظارها إلى ليلة حزينة ومشحونة بالمشاعر المتضاربة، بين فرحة الإنجاز الرياضي الذي يضاف إلى خزائن النادي العريق، وحزن عميق على الجرحى والمصابين الذين دفعوا ثمن الفرح غاليًا.
ومن المنتظر أن يصدر النادي بيانا رسميا خلال الساعات المقبلة يوضح فيه تفاصيل إضافية حول الحادث، ويطمئن جماهيره على المصابين، إلى جانب التنسيق مع الجهات المعنية لتقديم الدعم والرعاية الطبية اللازمة لهم.
مولودية الجزائر يعبر عن تضامنه الكامل مع جماهيره
وفي أول رد فعل رسمي، أصدر نادي مولودية الجزائر بيانا مقتضبا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيه عن أسفه الشديد لما حدث عقب المباراة، مؤكدا تضامنه الكامل مع أسر المصابين، ومتابعته الدقيقة للحالة الصحية لكل من تعرضوا للإصابة خلال الحادث المؤسف.
وقال النادي في بيانه: «قلوبنا مع جماهيرنا، ومع كل من أصيب أو تضرر خلال احتفالاتنا بلقب الدوري. نحن نتابع الوضع مع الجهات المختصة وندعو بالشفاء العاجل للمصابين».
كما أشار النادي إلى عزمه تقديم الدعم النفسي والطبي الكامل للأسر المتضررة.
دعوات لتخصيص لقب الدوري لروح الجماهير المصابة
وانتشرت عبر مواقع التواصل دعوات من مشجعي مولودية الجزائر وعدد من المتابعين الرياضيين في الجزائر لتخصيص لقب الدوري هذا الموسم «لروح الجماهير المصابة»، مؤكدين أن الحدث يجب أن يكون جرس إنذار لكل من يستهين بعوامل السلامة داخل الملاعب.
وطالب عدد من المحللين الرياضيين بفتح ملف السلامة في الملاعب الجزائرية بشكل شامل، خاصة مع تكرار حوادث مماثلة، مشددين على ضرورة الجمع بين الحماس الرياضي وضمان حياة وسلامة الجمهور، باعتباره أهم عنصر في منظومة كرة القدم.
