جوجل تعيد ابتكار Gboard.. ميزات ذكية تعزز تجربة المستخدم

جوجل تواصل ابتكار أدواتها الرقمية بطريقة تجعل تجربة المستخدم أكثر «سلاسة» و«ذكاء»، حيث أعلنت الشركة مؤخرًا عن تحديث شامل طال لوحة المفاتيح الذكية Gboard التي يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم، هذا التحديث لم يكن مجرد تحسين في التصميم أو الأداء بل كان بمثابة «إعادة ابتكار» حقيقية للوحة المفاتيح الأشهر على نظام أندرويد، حيث تم تزويد Gboard بقدرات جديدة تعتمد على «الذكاء الاصطناعي» وتجعل الكتابة أكثر سرعة ودقة وتخصيصًا للمستخدم.

Gboard تدخل عصر الذكاء الاصطناعي

من أبرز ما أعلنت عنه جوجل في التحديث الجديد هو دمج تقنيات «الذكاء الاصطناعي التوليدي» داخل Gboard، حيث أصبح بإمكان المستخدمين الآن الحصول على اقتراحات ذكية للجمل بدلًا من الكلمات فقط، كما يمكنهم استخدام أوامر بسيطة مثل «أعد صياغة هذه الجملة» أو «اجعلها أكثر رسمية» من خلال واجهة الكتابة المباشرة، هذه الميزات ليست مقتصرة فقط على النصوص القصيرة بل تشمل الفقرات الكاملة مما يضفي على لوحة المفاتيح طابعًا تفاعليًا غير مسبوق.

ميزات تكميلية ترفع الإنتاجية

إلى جانب الذكاء الاصطناعي أضافت جوجل أدوات مساعدة تجعل من Gboard لوحة مفاتيح «شاملة»، فقد أصبح بالإمكان الآن ترجمة النصوص بشكل فوري داخل مربع الكتابة دون الحاجة إلى فتح تطبيق الترجمة كما يمكن البحث عن رموز تعبيرية بصيغة نصية مثل كتابة «وجه يضحك» لتظهر الإيموجي المناسب، كما دعمت جوجل لوحة المفاتيح بالقدرة على التصحيح التلقائي الفوري وتحسين التنبؤ بالكلمات بناءً على أسلوب المستخدم وليس فقط على قواعد اللغة.

خصوصية المستخدم في مقدمة الاهتمام

حرصت جوجل على أن تؤكد لمستخدميها أن كافة عمليات المعالجة اللغوية تتم على الجهاز نفسه دون الحاجة إلى إرسال البيانات إلى السحابة مما يعزز من «خصوصية» المعلومات ويمنع تسربها أو إساءة استخدامها، وقد أوضحت جوجل أن النماذج التي تعتمد عليها في تقديم الاقتراحات تم تدريبها محليًا دون حفظ محتوى الكتابة أو مشاركته مع أي جهة خارجية.

دعم متعدد اللغات واللهجات

ضمن سعيها لجعل Gboard أكثر شمولًا أضافت جوجل دعمًا أوسع للغات واللهجات المحلية بما فيها «العربية» بمختلف تنويعاتها سواء المصرية أو الخليجية أو المغربية وهو ما يجعل تجربة الكتابة أكثر طبيعية وانسيابية، كما دعمت لوحة المفاتيح التبديل السريع بين اللغات من خلال السحب على شريط المسافة بدلًا من الضغط المتكرر على أيقونات التغيير.

تصميم عصري وتحسينات بصرية

لم تغفل جوجل عن الجانب الجمالي فقد تم إعادة تصميم واجهة Gboard لتكون أكثر «انسيابية» ووضوحًا حيث أصبح بإمكان المستخدمين تخصيص ألوان اللوحة وأحجام الأزرار وتفعيل الوضع الليلي التلقائي كما حسّنت جوجل من عرض الاقتراحات والتصحيحات بحيث تظهر بشكل أوضح دون أن تعيق تدفق الكتابة.

التكامل مع باقي خدمات جوجل

واحدة من الخطوات البارزة التي قامت بها جوجل هي ربط Gboard بعدد من خدماتها الأخرى مثل Google Translate وGoogle Search وGoogle Lens، حيث يمكن للمستخدم على سبيل المثال البحث عن معلومة أثناء الكتابة دون مغادرة التطبيق أو تصوير نص وترجمته مباشرة داخل لوحة المفاتيح وهو ما يعزز من التكامل بين الأدوات ويقلل الحاجة إلى التبديل بين التطبيقات.

دعم الأجهزة القابلة للطي والشاشات الكبيرة

في ظل انتشار الأجهزة الذكية ذات الشاشات القابلة للطي أو اللوحية عملت جوجل على تكييف Gboard لتلائم تلك الأجهزة بشكل أفضل من خلال تقديم تخطيطات خاصة تسمح بالكتابة باليد الواحدة أو تقسيم اللوحة لتناسب العرض الأفقي وهي ميزة تلقى ترحيبًا خاصًا من مستخدمي الأجهزة اللوحية والهواتف ذات الشاشات الواسعة.

رؤية مستقبلية للتفاعل مع النصوص

بحسب تصريحات فريق التطوير في جوجل فإن التحديث الجديد لـ Gboard ليس سوى بداية لرؤية أكبر تقوم على تحويل لوحة المفاتيح إلى مساعد رقمي متكامل يتفاعل مع نوايا المستخدمين ويوفر لهم أدوات صياغة ذكية وتحرير مرن واقتراحات تعتمد على «السياق» وليس فقط على الكلمات المنفردة، وأكدت جوجل أن الهدف هو تقليل الجهد الذهني أثناء الكتابة وتمكين الجميع من التعبير عن أفكارهم بشكل أفضل وأسرع.

جوجل تعيد تعريف الكتابة على الهاتف

من الواضح أن جوجل لا تسعى فقط إلى تحسين Gboard بل إلى إعادة تعريف مفهوم الكتابة على الهاتف المحمول، من خلال أدوات ذكية وتفاعلية تعزز من التواصل وتوفر الوقت وتمنح المستخدمين تجربة شخصية أكثر دقة، وبفضل هذا التحديث فإن Gboard لم تعد مجرد لوحة مفاتيح بل أصبحت «منصة كتابة ذكية» يمكن الاعتماد عليها في كل المواقف اليومية سواء المهنية أو الشخصية.