الإثنين 23 يونيو 2025 الموافق 27 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

خفقان عند الوقوف المفاجئ؟.. اعرف أسباب وأعراض متلازمة تسرع القلب الوضعية

متلازمة تسارع ضربات
متلازمة تسارع ضربات القلب

القلب هو العضو الذي لا يتوقف عن العمل لحظة واحدة ويقع عليه عبء تنظيم الدورة الدموية وتوفير الأكسجين والغذاء لجميع أعضاء الجسم لكن في بعض الحالات قد يختل هذا التنظيم بشكل غامض ويشعر الإنسان بـ«تسارع مفاجئ» في ضربات القلب بمجرد الوقوف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء وهذا ما يُعرف بـ«متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي» والتي تُعرف أيضًا باسم POTS وهي حالة طبية عصبية تؤثر على الجهاز العصبي المستقل وتُربك استقرار الدورة الدموية في الجسم.

ما هي متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعية

تُعد هذه المتلازمة واحدة من اضطرابات نظم «القلب» المرتبطة بالوضعية وتعني أن الشخص عند الوقوف المفاجئ يعاني من زيادة غير طبيعية في معدل نبض «القلب» تتجاوز 30 نبضة إضافية في الدقيقة خلال أول 10 دقائق من الوقوف وقد تتخطى هذه الزيادة 120 نبضة في بعض الحالات وهو ما يسبب شعورًا بالخفقان والدوخة وأحيانًا فقدان التوازن أو حتى الإغماء دون وجود خلل عضوي واضح في عضلة «القلب» نفسها.

من الأكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة

تؤثر هذه المتلازمة في الأغلب على «القلب» عند فئة الشباب وخاصة الفتيات والنساء في سن المراهقة أو العشرينات وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة من الرجال كما أن الأشخاص الذين تعرضوا لعدوى فيروسية شديدة أو يعانون من اضطرابات في المناعة الذاتية أو لديهم تاريخ سابق من مشاكل في «القلب» أو الأعصاب قد يكونون ضمن الفئات الأكثر تعرضًا لها.

أبرز الأعراض التي تصاحب هذه الحالة

من أهم الأعراض التي يشعر بها المريض هو «الخفقان» القوي في «القلب» عند الوقوف مباشرة كما يشعر الشخص بدوخة مفاجئة وقد يصاحبها زغللة في العينين أو غشاوة في الرؤية كما قد يشعر بعض المرضى بعدم القدرة على التركيز أو التعب المفاجئ.

تشمل الأعراض الأخرى الشعور بالغثيان أو اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو آلام البطن وقد يُعاني البعض من تعرّق مفرط أو برودة في الأطراف نتيجة لخلل توزيع الدم في الجسم نتيجة ضعف تنظيم عمل «القلب» والجهاز العصبي معًا.

وفي بعض الحالات قد يصاب المريض بالقلق أو نوبات هلع بسبب الخفقان السريع غير المتوقع مما يزيد من سوء الأعراض ويخلق دائرة مفرغة من التوتر وزيادة ضربات «القلب».

ما الذي يسبب هذه الحالة الغريبة

السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة تسرع «القلب» الوضعية لا يزال غير معروف تمامًا إلا أن العلماء يرجحون أن هناك خللًا في النظام العصبي الذاتي المسؤول عن تنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات «القلب» والتحكم في استجابة الجسم عند تغيير الوضعيات.

ومن العوامل التي قد تساهم في ظهور هذه الحالة نقص حجم الدم في الجسم أو ضعف استجابة الأوعية الدموية للوقوف وكذلك تأخر إعادة توزيع الدم من الأطراف إلى الدماغ بعد الوقوف وهو ما يتطلب من «القلب» أن يعمل بجهد إضافي لتلبية احتياجات الجسم بسرعة مما يؤدي إلى تسارع ضرباته بشكل غير طبيعي.

طرق التشخيص والفحوصات المطلوبة

يعتمد تشخيص هذه المتلازمة على مراقبة معدل نبض «القلب» وضغط الدم أثناء تغيير وضعية الجسم من الاستلقاء إلى الوقوف ويمكن للطبيب استخدام اختبار يُعرف بـ«اختبار الطاولة المائلة» الذي يُظهر مدى استجابة الجسم ومعدل تسارع «القلب» عند تغيير الوضعية.

كما يتم استبعاد الحالات الأخرى التي قد تُسبب تسارع «القلب» مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو فقر الدم أو أمراض القلب البنيوية عبر إجراء تحاليل دم شاملة وتخطيط كهربائي للقلب وربما تصوير بالموجات فوق الصوتية إذا لزم الأمر.

طرق العلاج والتعامل مع المتلازمة

لا يوجد علاج نهائي لهذه المتلازمة ولكن هناك طرق فعالة في التحكم في الأعراض وتحسين جودة الحياة وأهمها تعديل نمط الحياة بشكل متكامل فيُنصح المرضى بزيادة تناول السوائل يوميًا بشكل منتظم للحفاظ على حجم الدم كما يُوصى بزيادة استهلاك الملح في النظام الغذائي تحت إشراف الطبيب لأن ذلك يساعد على رفع ضغط الدم.

كما يجب ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بشكل منتظم لتحسين تدفق الدم وتحفيز الجهاز العصبي المستقل على العمل بكفاءة وتُعد تمارين السباحة أو ركوب الدراجة من الخيارات الجيدة التي لا تؤدي إلى إجهاد القلب.

قد يصف الطبيب أدوية تعمل على تنظيم معدل ضربات «القلب» أو تقوية انقباض الأوعية الدموية حسب حالة المريض وتشمل بعض هذه الأدوية مثبطات بيتا أو الأدوية التي تقلل من استجابة الجهاز العصبي.

نصائح مهمة للوقاية وتقليل النوبات

ينبغي على المرضى تجنب الوقوف المفاجئ بعد الجلوس الطويل أو النوم كما يُنصح برفع الرأس قليلًا عند النوم لتقليل تأثير تغير الوضعية صباحًا كما يُفضل تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة ومتعددة بدلًا من وجبة كبيرة واحدة لأن الوجبات الثقيلة قد تؤثر على الدورة الدموية وتُزيد من حدة الأعراض.

من المفيد ارتداء الجوارب الضاغطة الخاصة بمرضى الدورة الدموية لأنها تساعد في منع تجمع الدم في الساقين مما يُقلل من الضغط على «القلب» عند الوقوف.

متلازمة تسرع «القلب» الوضعية هي حالة طبية يمكن السيطرة عليها باتباع تعليمات الطبيب وتغيير نمط الحياة والتقليل من التوتر والاهتمام بصحة الجهاز العصبي والقلب معًا.

تم نسخ الرابط