بين «المكيف» وحر الصيف.. مخاطر التغير المفاجئ للحرارة وكيف تحمي نفسك؟

المكيف أصبح جزءًا أساسيًا من حياة الكثيرين خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة، ورغم أن المكيف يمنح إحساسًا بالراحة والانتعاش داخل المنازل أو أماكن العمل، إلا أن استخدامه بشكل مفرط أو الخروج المفاجئ من أجوائه الباردة إلى حرارة الشارع قد يعرض الإنسان إلى عدد من «المخاطر الصحية» التي لا يُستهان بها، فالتغير المفاجئ في درجات الحرارة بين «المكيف» والبيئة الخارجية يؤدي إلى «إجهاد حراري» وقد يتسبب في «مشكلات تنفسية» و«هبوط ضغط الدم» فضلًا عن مضاعفات أخرى قد تصيب كبار السن والأطفال والمرضى الذين يعانون من «أمراض مزمنة».
تأثير التغير المفاجئ في درجات الحرارة
يتعرض الجسم لصدمة حرارية عند الانتقال من بيئة باردة بفعل «المكيف» إلى حرارة مرتفعة في الخارج، أو العكس، ما يؤدي إلى خلل في تنظيم حرارة الجسم الداخلية، حيث يحاول الجسم باستمرار الحفاظ على درجة حرارة ثابتة، ولكن التغير الحاد والمفاجئ يجعله غير قادر على التكيف بسرعة، هذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بـ«الدوار» و«الصداع» وقد يصل الأمر إلى الإغماء في بعض الحالات.
وقد أظهرت دراسات حديثة أن التغير السريع من درجة حرارة منخفضة داخل الأماكن المغلقة إلى درجة حرارة مرتفعة بالخارج، كما يحدث عند الخروج من «المكيف»، يسبب اضطرابًا في الدورة الدموية، ويؤثر على عمل الأوعية الدموية التي تحتاج إلى وقت للتكيف مع البيئة الجديدة، ما قد يؤدي إلى «هبوط مفاجئ في ضغط الدم» أو «تسارع ضربات القلب»، وهو ما يجعل الأمر خطرًا خاصة لدى المصابين بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
الأضرار التنفسية لاستخدام المكيف بشكل خاطئ
الاستخدام الطويل لـ«المكيف» مع ضبطه على درجات حرارة منخفضة جدًا قد يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي وظهور أعراض مثل «السعال» و«الاحتقان» و«ضيق التنفس»، كما أن الفرق الكبير في درجة الحرارة بين داخل وخارج المكان يؤدي إلى إجهاد الشعب الهوائية، ويزيد من فرصة الإصابة بنزلات البرد خاصة عند الأطفال وكبار السن، كما قد يتسبب التغيير المفاجئ في حدوث تشنجات عضلية بسبب تأثير البرودة على العضلات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم تنظيف فلاتر «المكيف» بشكل دوري يؤدي إلى تراكم البكتيريا والفطريات التي تنتقل إلى الهواء الداخلي وتسبب مشكلات صحية خطيرة، خاصة لمن يعانون من الحساسية أو الربو، لذلك فإن صيانة وتنظيف المكيف بانتظام يُعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي.
التكييف والجلد والعينان
يتسبب الجلوس لفترات طويلة في بيئة باردة ناتجة عن «المكيف» في جفاف الجلد والعينين، حيث تؤدي البرودة إلى تقليل رطوبة الهواء مما يؤثر على طبقة الدموع التي تحمي العين، كما أن استخدام «المكيف» لساعات طويلة دون ترطيب الجلد يعرضه للتشقق والحساسية، لذلك يُنصح باستخدام مرطبات للبشرة وقطرات للعين خاصة عند تشغيل التكييف لفترات طويلة.
الفئات الأكثر تضررًا من المكيف
هناك بعض الفئات التي تتأثر بشكل أكبر من التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة بسبب ضعف جهازهم المناعي أو حالتهم الصحية، من بينهم كبار السن، الأطفال، مرضى القلب والضغط، والحوامل، فمثلاً الحوامل قد يشعرن بأعراض مثل الدوار أو الغثيان عند التعرض المفاجئ لاختلاف درجات الحرارة الناتج عن الخروج من مكان يحتوي على «المكيف» إلى الشارع الحار، أو العكس.
كذلك فإن الأطفال لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالبرد أو الانزعاج من الهواء البارد المنبعث من «المكيف»، ما يعرضهم للإصابة بأمراض تنفسية متكررة مثل التهابات الحلق أو الشعب الهوائية، لذا من الضروري مراقبة درجة حرارة المكان الذي يوجد فيه الطفل وتجنب ضبط «المكيف» على درجات منخفضة جدًا.
نصائح لتجنب أضرار المكيف
للحد من أضرار التغير المفاجئ في درجات الحرارة الناتجة عن «المكيف»، يُفضل اتباع مجموعة من «النصائح البسيطة» التي تساهم في تقليل الخطر على الصحة، من بينها ضبط «المكيف» على درجة معتدلة لا تقل عن 24 درجة مئوية، والحرص على عدم الجلوس مباشرًة أمام تيار الهواء البارد، كما يُنصح بإطفاء «المكيف» قبل الخروج من المكان بـ10 دقائق على الأقل حتى يتمكن الجسم من التكيف التدريجي مع حرارة الجو الخارجية.
كذلك من المهم ارتداء ملابس مناسبة قبل الخروج من الغرفة الباردة إلى الشارع، خاصة في أوقات الذروة التي ترتفع فيها درجات الحرارة، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء لترطيب الجسم، واستخدام مرطبات الجلد والقطرات الخاصة بالعينين لتجنب الجفاف الناتج عن التكييف.
التهوية الجيدة حل بديل عند غياب المكيف
في حال عدم توفر «المكيف» أو الرغبة في تقليل الاعتماد عليه، فإن فتح النوافذ وخلق تيارات هواء طبيعية من خلال التهوية الجيدة يساعد في تبريد المكان دون تعريض الجسم لصدمات حرارية مفاجئة، كما يمكن استخدام المراوح الكهربائية مع مراعاة توجيه الهواء بشكل غير مباشر لتفادي التيارات القوية التي تسبب إجهادًا للجسم.
التعامل مع «المكيف» يجب أن يكون بحذر ووعي، فبينما يمنح الشعور بالراحة المؤقتة، إلا أن إساءة استخدامه أو تجاهل الفروق الكبيرة في درجات الحرارة بين الداخل والخارج قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة يمكن تجنبها بسهولة عبر الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية.