لو بتعاني من التعرق المفرط بالصيف.. إليك الأسباب والعلاج

التعرق هو عملية طبيعية يقوم بها الجسم لتنظيم درجة حرارته خاصة خلال فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة والرطوبة بشكل كبير ومع أن التعرق يُعد مؤشرًا صحيًا على قيام الجسم بوظائفه بشكل سليم إلا أن هناك حالات من «التعرق المفرط» تتحول إلى مصدر إزعاج يومي وتسبب إحراجًا اجتماعيًا وقد تؤثر على ثقة الشخص بنفسه وتمنعه من ممارسة حياته اليومية براحة.

وفي هذا المقال يستعرض القارئ نيوز الأسباب التي قد تؤدي إلى التعرق الزائد في فصل الصيف وكيفية التفريق بين التعرق الطبيعي والمرضى مع تقديم حلول فعالة وعلاجات طبية وطبيعية تساعد في السيطرة على هذه الحالة وتحسين جودة الحياة.

التعرق.. آلية طبيعية لكن قد تخرج عن السيطرة

تحدث عملية التعرق عندما تقوم الغدد العرقية في الجلد بإفراز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم أو كرد فعل لمؤثرات عصبية مثل التوتر أو القلق ويحتوي العرق على الماء والأملاح وبعض المواد الكيميائية التي تساعد في خفض حرارة الجسم عندما يتبخر العرق من سطح الجلد.

لكن في بعض الحالات قد تفرز هذه الغدد العرقية كميات كبيرة من العرق بشكل غير متناسب مع درجة حرارة الجو أو النشاط البدني مما يُعرف بـ«فرط التعرق» وهي حالة تختلف تمامًا عن التعرق الطبيعي الذي يحدث نتيجة الحر فقط.

أسباب التعرق المفرط في الصيف

تشمل أسباب التعرق الزائد في فصل الصيف مجموعة من العوامل منها ما هو طبيعي ومنها ما يرتبط بحالات صحية تحتاج إلى تدخل طبي.

1.ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة حيث يزداد نشاط الغدد العرقية بشكل طبيعي لمساعدة الجسم على التبريد مما يؤدي إلى زيادة التعرق لدى الجميع لكن بعض الأشخاص يُظهرون استجابة أعلى من المعتاد

2.النشاط البدني المكثف خاصة في الأجواء الحارة أو خلال ممارسة الرياضة في الشمس مما يُضاعف من كمية العرق

3.فرط التعرق الأولي وهو اضطراب غير معروف السبب يؤدي إلى نشاط مفرط في الغدد العرقية خصوصًا في اليدين والقدمين وتحت الإبطين وقد يظهر حتى دون وجود حرارة مرتفعة

4.فرط التعرق الثانوي وهو الذي يرتبط بأمراض معينة مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو مرض السكري أو العدوى أو حتى الآثار الجانبية لبعض الأدوية

5.العوامل النفسية والعاطفية مثل القلق والتوتر الدائمين يمكن أن يؤديان إلى زيادة التعرق خصوصًا في منطقة الوجه واليدين

6.الملابس غير المناسبة مثل الأقمشة الصناعية التي لا تسمح بتهوية الجلد والتي تحبس الحرارة وتزيد من الشعور بالحر والتعرق

متى يكون التعرق طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟

رغم أن التعرق في الصيف أمر معتاد إلا أن هناك علامات تشير إلى أن الحالة قد تكون غير طبيعية وتستدعي استشارة طبيب.

التعرق المفرط بدون سبب واضح أو حتى أثناء الراحة

التعرق الليلي المصحوب بخسارة وزن أو تعب عام

التعرق في جانب واحد فقط من الجسم

التعرق المصحوب برائحة كريهة رغم النظافة المستمرة

التعرق الذي يؤثر على جودة الحياة والعمل والعلاقات الاجتماعية

في مثل هذه الحالات يُنصح بعدم تجاهل الأعراض والتوجه لزيارة طبيب مختص في الجلدية أو الغدد الصماء لتقييم الحالة وتشخيصها بدقة.

علاج التعرق المفرط

لعلاج التعرق الزائد هناك عدة طرق تختلف حسب نوع الحالة ودرجة شدتها حيث تتراوح بين العلاجات المنزلية والتقنيات الطبية.

1.العناية اليومية بالنظافة الشخصية واستخدام مضادات التعرق القوية التي تحتوي على أملاح الألومنيوم وهي تختلف عن مزيلات العرق العادية لأنها تعمل على تقليل إفراز العرق نفسه

2.ارتداء الملابس القطنية والفضفاضة ذات الألوان الفاتحة لتقليل احتباس الحرارة والسماح بمرور الهواء إلى الجسم

3.شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على برودة الجسم بشكل طبيعي

4.تجنب الأطعمة الحارة والمشروبات المنبهة مثل الكافيين التي تزيد من نشاط الجهاز العصبي

5.العلاجات الطبية مثل حقن البوتوكس في بعض مناطق الجسم التي تُعاني من فرط التعرق وهي وسيلة فعالة تستمر نتائجها لعدة أشهر

6.الأدوية الفموية التي تُوصف لبعض الحالات لتقليل نشاط الغدد العرقية لكنها تحتاج لمتابعة طبية دقيقة بسبب آثارها الجانبية

7.الجراحة كحل أخير في الحالات الشديدة التي لا تستجيب لأي من الوسائل الأخرى ويتم فيها إزالة الغدد العرقية أو قطع الأعصاب المسؤولة عن التعرق

وصفات طبيعية لتقليل التعرق

يمكن استخدام بعض المكونات الطبيعية للتخفيف من التعرق المفرط مثل:

خل التفاح الذي يُستخدم كتونر طبيعي لغلق المسام

الشبة المطحونة كمضاد طبيعي للعرق عند استخدامها تحت الإبط

ماء الورد الذي يُهدئ الجلد ويُقلل التهيج

صودا الخبز لامتصاص الرطوبة وقتل البكتيريا المسببة للرائحة

لكن يجب تجربة هذه المواد أولًا على منطقة صغيرة من الجلد لتجنب أي تهيج أو حساسية.

التعرق ليس عيبًا.. لكن السيطرة عليه ممكنة

من المهم إدراك أن التعرق هو وظيفة فسيولوجية طبيعية ولا يجب الخجل منها لكن عندما يتحول إلى مشكلة تؤثر على الراحة والثقة بالنفس فلابد من التعامل معها بوعي واختيار الحلول المناسبة للحالة سواء كانت بسيطة أو تستدعي تدخلًا طبيًا.

ويُمكن بتعديل بعض العادات اليومية واتباع نظام غذائي صحي واختيار الملابس المناسبة وتقنيات العناية الصحيحة أن يتم التحكم في التعرق المفرط حتى في أصعب أوقات الصيف.