الأحد 20 يوليو 2025 الموافق 25 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

أمراض الفم لا تأتي وحدها.. إشارات تحذيرية من داخل الجسم

أمراض الفم
أمراض الفم

تُعد أمراض «الفم» من المؤشرات الهامة التي لا يجب إغفالها عند الحديث عن صحة الإنسان العامة، حيث إن «الفم» ليس مجرد أداة لمضغ الطعام أو التحدث فحسب، بل هو نافذة يُمكن من خلالها التعرف على ما يحدث داخل الجسد من تغيرات واضطرابات، وإذا كان «الفم» يعاني من التهابات أو قرح أو نزيف متكرر أو روائح كريهة، فقد تكون تلك العلامات بمثابة إشارات تحذيرية تكشف عن أمراض خطيرة كامنة تحتاج إلى تشخيص وعلاج مبكر، ولهذا السبب فإن العناية بصحة «الفم» لا تُعد أمرًا جماليًا فقط بل ضرورة طبية ووقائية لا تقل أهمية عن أي جزء آخر في الجسم.

الفم مرآة لصحة الجسم

يلعب «الفم» دورًا حساسًا في الكشف عن كثير من الحالات الصحية، فعلى سبيل المثال قد تكون التهابات اللثة المتكررة دليلًا على ضعف في الجهاز المناعي أو علامة مبكرة على الإصابة بمرض السكري، كما أن نزيف اللثة المستمر يمكن أن يشير إلى نقص فيتامين «سي» أو مشاكل في تجلط الدم، وفي حالات أخرى تكون قرح «الفم» غير الملتئمة من الإشارات المرتبطة بأمراض خطيرة مثل سرطان «الفم» أو الجهاز الهضمي، ولذلك يعتبر أطباء الأسنان من أول من يمكنهم ملاحظة هذه التغيرات ودق ناقوس الخطر.

روائح الفم الكريهة وعلاقتها بأعضاء أخرى

من أكثر العلامات شيوعًا والتي يجب التوقف عندها هي الروائح الكريهة التي تنبعث من «الفم» والتي لا تزول رغم العناية الشخصية أو استخدام المعطرات، فهذه الروائح قد ترتبط بأمراض في الكبد أو الكلى أو حتى مشكلات في المعدة مثل الارتجاع الحمضي أو البكتيريا المعوية، وقد أظهرت الدراسات أن بعض أنواع الرائحة يمكن تمييزها بحسب العضو المصاب داخل الجسم، مما يجعل «الفم» أداة طبية مميزة لتحديد مصدر الخلل الداخلي عند الإنسان.

أمراض الفم والقلب.. رابط خفي لا يُستهان به

ربطت العديد من الأبحاث بين أمراض اللثة والأسنان ومشاكل القلب، فقد وُجد أن البكتيريا التي تنمو في «الفم» نتيجة تسوس الأسنان أو تراكم البلاك يمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم وتصل إلى شرايين القلب مسببة التهابات قد تؤدي إلى أمراض القلب أو حتى الجلطات، وهو ما دفع الكثير من الأطباء إلى اعتبار صحة «الفم» جزءًا لا يتجزأ من الوقاية من أمراض القلب، خاصة لدى كبار السن أو من لديهم عوامل خطورة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول.

علامات فموية ترتبط بمرض السكري

مرض السكري هو أحد الأمراض التي يظهر تأثيرها بشكل واضح في «الفم»، حيث يعاني المرضى من جفاف دائم في «الفم» نتيجة نقص إفراز اللعاب مما يسبب التهابات متكررة ويزيد من خطر تسوس الأسنان، كما أن بطء التئام الجروح في «الفم» يُعد من أبرز العلامات التحذيرية التي تظهر قبل التشخيص الرسمي بالسكري، وهذا ما يجعل زيارات طبيب الأسنان وسيلة استباقية للكشف المبكر عن المرض وتجنب مضاعفاته الخطيرة.

العلاقة بين التوتر وصحة الفم

لا يقتصر تأثير التوتر النفسي على الجوانب النفسية فقط بل يمتد أيضًا إلى «الفم»، فقد يصاب الشخص الذي يعاني من ضغوطات نفسية بصرير الأسنان أو تقرحات مستمرة داخل «الفم» أو التهاب في أنسجة اللثة، كما أن التوتر يقلل من قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات مما يجعل العدوى البكتيرية في «الفم» أكثر حدة وتكرارًا، لذلك فإن المحافظة على الصحة النفسية تنعكس بشكل مباشر على صحة «الفم» وعلى قدرة الشخص على التعامل مع الأمراض الأخرى التي قد تظهر لاحقًا.

مشكلات الفم وسرطان الجهاز الهضمي

تظهر بعض الدراسات الحديثة أن بعض التغيرات التي تحدث في «الفم» مثل وجود بقع بيضاء على اللسان أو تغير لون اللثة أو القروح المستمرة قد تكون علامات أولية على وجود مشكلات في الجهاز الهضمي أو حتى الإصابة بأنواع معينة من السرطان، حيث إن الخلايا السرطانية قد تفرز مواد يمكن ملاحظتها في أنسجة «الفم» مما يجعل التشخيص المبكر ممكنًا عند الانتباه لتلك العلامات، كما أن العناية بصحة الجهاز الهضمي من خلال نظام غذائي صحي قد تنعكس إيجابيًا على صحة «الفم» وتقليل احتمالية ظهور تلك المشكلات.

نقص الفيتامينات وتأثيره على الفم

من المعروف أن نقص بعض الفيتامينات يؤدي إلى تغيرات واضحة في «الفم»، فمثلاً نقص فيتامين «ب 12» قد يُسبب التهابات في اللسان وتشققات في زاويتي «الفم»، بينما يؤدي نقص الحديد إلى شحوب في لون اللثة وضعف في الأسنان، كما أن نقص الزنك قد يؤثر على التذوق أو يتسبب في ظهور تقرحات فموية، لذا فإن تناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن يُعد من العوامل المهمة في الوقاية من أمراض «الفم» وتحسين الصحة العامة.

صحة «الفم» لا تنفصل عن صحة الإنسان الجسدية، بل إن التغيرات التي تظهر فيه قد تكون فرصتنا الأولى لاكتشاف أمراض صامتة تتسلل إلى الجسم دون أعراض واضحة، ولهذا فإن الاهتمام بنظافة «الفم» من خلال التفريش اليومي واستعمال الخيط الطبي وزيارات طبيب الأسنان المنتظمة لا يُعد رفاهية، بل هو خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان، خاصة مع التقدم في العمر أو وجود أمراض مزمنة.

تم نسخ الرابط