رسميًا.. افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة يقترب وهذه أبرز ملامح التصميم بعد التطوير

حديقة الحيوان في الجيزة تعود من جديد بعد انتظار طويل لتُفتح أبوابها قريبًا أمام الزوار في صورة جديدة تجمع بين «الطبيعة الخلابة» و«التراث التاريخي»، وذلك ضمن خطة تطوير شاملة تنفذها الدولة لإعادة إحياء «الحدائق» التاريخية وتحويلها إلى وجهات سياحية متكاملة، ويأتي مشروع إعادة افتتاح حديقة الحيوان بعد سنوات من الإغلاق والتجديد كجزء من دمجها مع حديقة الأورمان المجاورة لتكوين مساحة ترفيهية وثقافية تمتد على مساحة واسعة وتضم مجموعة من العناصر المعمارية والطبيعية الفريدة.
مشروع تطوير حديقة الحيوان يجمع بين الأصالة والمعاصرة
تمضي محافظة الجيزة بالتعاون مع الجهات المعنية نحو إعادة افتتاح حديقة الحيوان بشكل يليق بتاريخها العريق، حيث ستُفتتح أمام الزوار خلال شهر سبتمبر 2025، ويُنتظر أن يشهد الافتتاح إقبالًا جماهيريًا واسعًا لما تحمله الحديقة من ذكريات وارتباط وجداني لدى الكثيرين، كما يأتي افتتاح حديقة الحيوان بعد الانتهاء من تنفيذ مجموعة من التعديلات والإنشاءات الحديثة التي تراعي الحفاظ على المعالم الأثرية القديمة داخل الموقع، إلى جانب تحديث البنية التحتية بالكامل دون الإخلال بطبيعة المكان وتكوينه البيئي.
ربط حديقة الحيوان بحديقة الأورمان لإنشاء وجهة واحدة متكاملة
أحد أبرز جوانب المشروع هو الدمج الكامل بين حديقة الحيوان وحديقة الأورمان من خلال نفق خاص يربط بين المساحتين، مما يتيح للزوار تجربة فريدة تجمع بين زيارة الحيوانات والنباتات النادرة في جولة واحدة دون الحاجة إلى مغادرة الموقع، ويهدف هذا الدمج إلى تعزيز القيمة السياحية للمنطقة وتحويلها إلى «مزار عائلي» متكامل يوفر بيئة تعليمية وترفيهية للأطفال والكبار على حد سواء، وسيشمل المشروع كذلك تطوير المسارات الداخلية وإعادة توزيع البيوت الخاصة بالحيوانات بطريقة تحاكي بيئتها الطبيعية.
الحفاظ على التراث داخل الحديقة المطورة
من العناصر التي نالت اهتمامًا كبيرًا في عملية تطوير حديقة الحيوان الحفاظ على المعالم التاريخية التي تضمها، ومن بينها «كوبري إيفل» الشهير الذي يعد نسخة مصغرة من تصميم برج إيفل بفرنسا، إلى جانب القاعة اليابانية والقاعة الملكية، كما تشمل خطة الحماية والترميم «جزيرة الشاي» و«الجبلاية» والمتحف الحيواني الذي يحتوي على مئات العينات المحنطة، وتم تنفيذ أعمال الترميم تحت إشراف نخبة من الخبراء لضمان عدم المساس بالقيمة التاريخية والفنية لهذه العناصر التي تُعد من رموز الحديقة.
المعايير العالمية لرعاية الحيوانات
أوضحت الشركة المنفذة أن عملية تطوير حديقة الحيوان تمت وفقًا لأعلى المعايير الدولية المعتمدة في رعاية الحيوانات، من حيث تصميم الأقفاص وتوفير التهوية والمساحات اللازمة لحركة الحيوانات، بالإضافة إلى الاهتمام بالتغذية والرعاية البيطرية، حيث تم التعاون مع خبراء عالميين لضمان تقديم تجربة تعليمية حقيقية داخل الحديقة، بحيث يستطيع الزائر التفاعل مع البيئة الحيوانية والتعرف على خصائص كل نوع دون التسبب في أي ضغط نفسي أو بيئي على الحيوانات.
موعد الافتتاح الرسمي وأهداف المشروع
من المنتظر أن يتم الافتتاح الرسمي لـ حديقة الحيوان خلال شهر سبتمبر 2025، بعد انتهاء الأعمال الإنشائية والتجهيزية بالكامل، وستعود الحديقة بذلك إلى مكانتها كأحد أبرز معالم الجذب في محافظة الجيزة، وتُعد خطوة إعادة الافتتاح جزءًا من خطة موسعة لتحديث الحدائق والمتنزهات العامة التاريخية في مصر، بما يحقق الأهداف السياحية والترفيهية والتعليمية للمشروع، ويعيد ربط الجمهور بواحدة من أقدم وأهم حدائق الحيوان في العالم.
حديقة الحيوان بالجيزة.. إرث عمره أكثر من قرن
تُعد حديقة الحيوان بالجيزة واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم، حيث تأسست في عهد الخديو إسماعيل على مساحة تبلغ 112 فدانًا داخل المدينة، وتضم أكثر من 186 نوعًا من الثدييات والطيور والزواحف، كما تحتوي على مجموعة ضخمة من الأشجار التاريخية والنباتات النادرة يزيد عددها على 3 آلاف شجرة، وقد كانت على مدار عقود طويلة من أبرز المزارات العائلية التي يقصدها المصريون في الأعياد والمناسبات الوطنية.
كيف سيستفيد الزوار من التطوير الجديد؟
التطوير الذي شهدته حديقة الحيوان لا يقتصر على البنية المعمارية فقط، بل يشمل كذلك تقديم خدمات ترفيهية وتعليمية جديدة مثل عروض الحيوانات المفتوحة، وتجهيز مناطق استراحة مظللة للعائلات، وإنشاء ساحات لعب آمنة للأطفال، بالإضافة إلى تخصيص مسارات لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد أكدت الشركة القائمة على المشروع أن الدخول إلى الحديقةسيكون بسعر رمزي يتيح للجميع فرصة الاستمتاع بما تقدمه من محتوى ثري وجاذب.
حدائق مصر على الخريطة العالمية
من خلال مشروع تطوير وافتتاح حديقة الحيوان وربطها بـ حديقة الأورمان، تسعى الدولة إلى إعادة إدراج «حدائق مصر» على الخريطة العالمية للسياحة البيئية والثقافية، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في هذا المجال الحيوي، كما يعد المشروع نموذجًا يُحتذى به في الحفاظ على «التراث الطبيعي» ودمجه مع مستلزمات العصر الحديث، بما يخدم الأجيال القادمة ويوفر بيئة مستدامة للترفيه والتعليم.