الثلاثاء 29 أبريل 2025 الموافق 01 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

رونين بار يعلن استقالته من الشاباك ويقر بالفشل في التصدي لهجوم غزة

القارئ نيوز

 أعلن رئيس جهاز الأمن العام «الشاباك»، رونين بار، استقالته رسميًا من منصبه، على أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 15 يونيو المقبل، وسط موجة انتقادات متصاعدة لأداء الأجهزة الأمنية عقب الهجوم المباغت الذي شنته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وفي بيان شديد اللهجة، حمل رونين بار نفسه وجهازه مسؤولية الإخفاق في تحذير قادة الدولة من الهجوم، الذي وُصف بأنه الأخطر منذ عقود، متحدثًا بصراحة نادرة عن حجم الفشل الذي ضرب الأنظمة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في تلك الليلة الدامية.

وقال بار في بيانه: «بعد سنوات من العمل على جبهات متعددة، انهارت السماء في ليلة واحدة على الجبهة الجنوبية، انهارت جميع الأنظمة التي أنيطت بها حماية الدولة، فشلنا في إصدار تحذير مبكر، وهذا الإخفاق كان مكلفًا للغاية».

وأضاف: «نحن الذين اخترنا خدمة الجمهور وجعلنا من حماية أمن الدولة مهمتنا الحياتية، فشلنا في توفير الغطاء الأمني الذي كان يجب أن نقدمه، وعلينا جميعًا أن ننحني تواضعًا أمام القتلى والجرحى والمخطوفين وعائلاتهم».

وشدد بار على أن تحمل المسؤولية بشكل عملي ليس ترفًا أو خيارًا، بل جزء لا يتجزأ من المثال الشخصي الذي يجب أن يتسم به القائد، مؤكدًا: "من دون تحمل المسؤولية، لا شرعية لنا في الاستمرار بالقيادة.

استقالة في سياق أزمات متراكمة

وتأتي استقالة رئيس الشاباك في ظل استمرار تداعيات الهجوم الفلسطيني الذي أوقع مئات القتلى والجرحى الإسرائيليين وأدى إلى خطف عشرات الجنود والمدنيين، ما سبب زلزالًا سياسيًا وأمنيًا داخل إسرائيل، تجسد في توجيه أصابع الاتهام إلى قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم قادة الجيش والشاباك والموساد.

ورغم محاولات الحكومة الإسرائيلية في البداية التغطية على حجم الخلل الأمني، إلا أن حجم الكارثة وضغوط الرأي العام والإعلام والمعارضة السياسية جعلت من الصعب تجاهل الدعوات إلى تحمل المسؤولية، وهو ما دفع عدداً من القادة العسكريين إلى إعلان نيتهم الاستقالة بعد انتهاء العمليات العسكرية الجارية في غزة.

ويُعد رونين بار من أوائل القيادات الرفيعة المستوى الذين يقدمون استقالتهم رسميًا في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، ما قد يفتح الباب أمام موجة أخرى من الاستقالات داخل المؤسسة الأمنية.

إشادة ماضية وانتقادات حاضرة

رونين بار، الذي تولى رئاسة جهاز الشاباك في أكتوبر 2021، كان يُنظر إليه كأحد أبرز المسؤولين الأمنيين الذين امتلكوا خبرة طويلة في مكافحة الإرهاب والشبكات السرية.

 وخلال سنوات خدمته، أشرف على عدد من العمليات الحساسة، ونال إشادات من مختلف التيارات السياسية، بما في ذلك من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

إلا أن الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر أطاح بتلك السمعة، حيث وُجهت اتهامات مباشرة له بالتقصير في قراءة المؤشرات الميدانية، وعدم اتخاذ إجراءات استباقية لمنع الكارثة، إلى جانب فشله في تأمين المناطق الحدودية الحيوية.

ويعتقد مراقبون أن بيان الاستقالة جاء أيضًا كمحاولة لاستباق نتائج لجان التحقيق الجارية، والتي قد تحمل الشاباك جزءًا كبيرًا من المسؤولية المباشرة عن الإخفاق الأمني.

 دور الشاباك في التنسيق بين الجيش والشرطة 

من المتوقع أن تترك استقالة بار تداعيات واسعة داخل المؤسسة الأمنية، خصوصًا أن الشاباك يلعب دورًا محوريًا في التنسيق بين الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات الأخرى. 

كما ستزيد هذه الاستقالة من حالة الارتباك التي تعيشها حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه بالفعل ضغوطًا هائلة بسبب طول أمد الحرب على غزة وتزايد الانتقادات الدولية.

ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق لإعادة هيكلة جهاز الشاباك وربما دفع شخصيات أمنية أخرى لتحمل المسؤولية علنًا، ما يزيد من حالة الهشاشة السياسية والأمنية التي تمر بها إسرائيل منذ شهور.

استقالة رئيس الشاباك الإسرائيلي تشكل نقطة تحول مهمة في المشهد الأمني الإسرائيلي، وتعكس بوضوح عمق الأزمة التي تعيشها تل أبيب بعد هجوم 7 أكتوبر. 

ورغم محاولة بعض المسؤولين التخفيف من وقع الفشل، إلا أن الاعتراف الصريح بالخطأ وتحمل المسؤولية كما جاء في بيان رونين بار، قد يكون بداية سلسلة من التغييرات الكبيرة داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية، في وقت لا تزال فيه الحرب مع غزة مستمرة، والأزمات الداخلية تشتد.

تم نسخ الرابط