«الشوكة العظمية» ليست مجرد ألم في الكعب.. إليك أسبابها وأفضل طرق العلاج

«الشوكة العظمية» تعد من أبرز الأسباب التى تدفع الكثيرين لزيارة طبيب العظام بسبب ما تسببه من ألم مزعج أسفل القدم خاصة في منطقة الكعب، إذ إن الشعور بـ«الشوكة» لا يرتبط فقط بالإجهاد أو الوقوف الطويل بل يرتبط أيضًا باضطرابات عضلية وميكانيكية داخل القدم قد تتطور إن لم يتم علاجها بطريقة مناسبة، وتنتشر «الشوكة العظمية» بين فئات عمرية مختلفة خاصة من تتطلب أعمالهم الوقوف لفترات طويلة أو من يعانون من زيادة الوزن أو أمراض مزمنة مثل السكري والروماتويد.
ما هي «الشوكة العظمية»؟
«الشوكة العظمية» عبارة عن نمو عظمي زائد أو نتوء عظمي يتشكل في عظمة الكعب وتحديدًا في المنطقة التي تربط الكعب بلفافة القدم الأخمصية، ويشبه هذا النتوء شكل «شوكة» صغيرة مدببة تتكون بسبب ضغط زائد أو التهاب مستمر في منطقة التقاء الأربطة والأنسجة بعظام الكعب، ولا تكون «الشوكة» مرئية بالعين المجردة ولكن يمكن رؤيتها بوضوح في الأشعة السينية التي تُظهر الامتداد العظمي على شكل نتوء مدبب بطول عدة مليمترات.
الأسباب الشائعة لظهور الشوكة العظمية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور «الشوكة العظمية» ومن أبرزها «الوقوف الطويل» خاصة على الأسطح الصلبة مما يضع ضغطًا مستمرًا على الكعب، كما أن ارتداء أحذية غير مريحة أو ذات دعم سيئ للقوس الداخلي للقدم يؤدي إلى إجهاد دائم للأنسجة، كذلك فإن الوزن الزائد يمثل أحد العوامل المحفزة لتكوين «الشوكة» لأنه يضاعف الحمل على القدمين بشكل يومي، ويُضاف إلى ذلك التقدم في السن حيث تقل مرونة الأربطة وتصبح الأنسجة أكثر عرضة للتمزق والالتهاب، أما الرياضات التي تتطلب الجري أو القفز مثل كرة السلة أو التنس فهي أيضًا من الأسباب الشائعة نتيجة الضغط المتكرر على منطقة الكعب.
الأعراض المرتبطة بـ«الشوكة العظمية»
أكثر الأعراض وضوحًا هو «الألم» الذي يشعر به المصاب عند الخطوة الأولى في الصباح أو بعد فترة من الراحة، ويكون الألم حادًا ومتركزًا في أسفل الكعب وقد يمتد إلى منتصف القدم، كما يشكو البعض من الإحساس بوخز أو حرقة في المنطقة المتأثرة، ويزداد الألم سوءًا بعد الوقوف أو المشي لفترات طويلة، ورغم أن بعض المرضى يعانون من ألم مستمر فإن آخرين قد لا يشعرون بأي ألم إلا عند ممارسة مجهود معين، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يؤثر الألم على قدرة الشخص على المشي بشكل طبيعي مما يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.
التشخيص الدقيق هو البداية
يعتمد تشخيص «الشوكة العظمية» على التاريخ الطبي للمريض إلى جانب الفحص السريري الذي يقوم فيه الطبيب بالضغط على مناطق معينة في الكعب لاختبار الاستجابة، وغالبًا ما يُطلب إجراء أشعة سينية للقدم لكشف وجود النتوء العظمي من عدمه، وفي بعض الحالات قد يوصى بإجراء أشعة بالرنين المغناطيسي لتقييم الأنسجة الرخوة واستبعاد حالات مشابهة مثل تمزق اللفافة الأخمصية أو وجود كيس دهني مضغوط.
طرق علاج الشوكة العظمية
تتعدد خيارات علاج «الشوكة العظمية» وتبدأ غالبًا بأساليب غير جراحية تشمل الراحة وتقليل الأنشطة التي تسبب الضغط على الكعب، كما يُنصح باستخدام كمادات الثلج لتقليل الالتهاب وتسكين الألم، ويصف الأطباء مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين للتخفيف من الأعراض، كذلك تعتبر التمارين العلاجية وتمارين الإطالة للعضلات الخلفية للساق واللفافة الأخمصية فعالة في تقوية القدم وتحسين المرونة.
أما في الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج التقليدي فقد تُستخدم وسائل أخرى مثل العلاج بالموجات التصادمية أو حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب، وفي بعض الحالات النادرة يُلجأ للجراحة لإزالة النتوء العظمي أو لتخفيف الضغط عن اللفافة.
أهمية الحذاء المناسب والوقاية
يُعد ارتداء «الحذاء المناسب» أحد أكثر الوسائل الفعالة للوقاية من «الشوكة العظمية»، إذ يجب أن يوفر الحذاء دعمًا جيدًا لقوس القدم ووسادة للكعب لتقليل الضغط، كما يُنصح باستخدام «فرشات طبية» مخصصة لتوزيع الوزن بشكل متوازن وتخفيف الضغط على المناطق المتأثرة، وينبغي تجنب المشي حافي القدمين على الأسطح الصلبة خاصة في الصباح، أما من يعانون من السمنة فيُنصح بخفض الوزن لتقليل العبء على القدمين والحد من احتمالية تطور الحالة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
رغم أن «الشوكة العظمية» قد تُعالج بالراحة والعناية المنزلية إلا أن بعض الحالات تتطلب استشارة طبية فورية خاصة إذا استمر الألم لأكثر من أسبوعين دون تحسن أو إذا كان الألم يمنع الشخص من ممارسة الأنشطة اليومية، كما يُوصى بزيارة طبيب العظام إذا تكرر الشعور بالألم بعد فترات من التحسن أو إذا كانت هناك أعراض مصاحبة مثل التورم أو التنميل أو ضعف الحركة.
الحياة مع «الشوكة العظمية» ليست مستحيلة
يمكن التعايش مع «الشوكة العظمية» إذا ما تم تشخيصها مبكرًا واتُبعت الإرشادات العلاجية المناسبة، كما أن إدخال بعض التعديلات على نمط الحياة مثل تغيير نوع الحذاء والقيام بتمارين منتظمة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة الحياة، ولا ينبغي إهمال الألم أو تأجيل العلاج لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الحالة ويؤثر على قدرة الشخص على الحركة والعمل.