الجمعة 25 يوليو 2025 الموافق 30 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«العصب الحائر».. المتهم الخفي وراء الإغماء المفاجئ وانخفاض الضغط

العصب الحائر
العصب الحائر

العصب الحائر يُعد أحد أكثر الأعصاب تعقيدًا في جسم الإنسان وأطولها على الإطلاق إذ يمتد من «الدماغ» مرورًا بـ«الرقبة» و«الصدر» وصولًا إلى «البطن» ويلعب العصب دورًا حيويًا في التحكم بوظائف لا إرادية عديدة مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس والهضم لذلك عندما يختل عمل هذا العصب فقد تحدث أعراض قد تُربك الأطباء وتُفاجئ المريض نفسه مثل «الإغماء المفاجئ» أو «الدوخة» أو «الهبوط الحاد في ضغط الدم» دون أسباب واضحة مما يجعل من العصب الحائر متهمًا خفيًا في كثير من الحالات الطبية الغامضة.

ما هو العصب الحائر وما أهميته؟

العصب الحائر أو ما يُعرف طبيًا بـ«العصب المبهم» هو العاشر بين الأعصاب القحفية الاثني عشر ويُصنف ضمن الجهاز العصبي اللاودي الذي يتحكم في «الوظائف اللاإرادية» للجسم مثل تنظيم دقات القلب والتحكم في ضغط الدم وتنظيم عملية التنفس والهضم هذا العصب يعمل بمثابة حلقة وصل عصبية بين الدماغ وأجهزة الجسم الحيوية لذلك فإن أي خلل في وظيفته قد يؤدي إلى اضطرابات فسيولوجية مفاجئة وغير متوقعة.

العصب الحائر
العصب الحائر

كيف يتسبب العصب الحائر في الإغماء؟

تُعرف الحالات التي يُسبب فيها العصب الحائر الإغماء باسم «الإغماء الوعائي المبهمي» حيث يُحفز العصب إفراز مواد كيميائية تؤدي إلى «توسع الأوعية الدموية» وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم مما يؤدي إلى نقص في تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي يفقد الإنسان وعيه في لحظات أحيانًا قد يكون هذا الإغماء مصحوبًا بـ«تباطؤ في نبضات القلب» أو «شعور بالدوخة» أو «تعرق شديد» وغالبًا ما يحدث كرد فعل لمثيرات معينة مثل الألم الشديد أو التوتر العاطفي أو الوقوف المفاجئ لفترات طويلة.

ما أسباب تحفيز العصب الحائر بشكل مفاجئ؟

يمكن للعصب الحائر أن يتفاعل مع مجموعة من المحفزات مثل رؤية الدم أو الشعور بالخوف الشديد أو الألم الحاد أو حتى «الإمساك المزمن» كما أن بعض الحالات الصحية مثل التهاب المعدة أو اضطرابات القولون العصبي قد تحفز هذا العصب أيضًا وتسبب أعراضًا مفاجئة مثل الدوار أو الغثيان أو الإغماء وفي بعض الأحيان قد يتسبب «العطس العنيف» أو «السعال القوي» أو حتى التبول في تنشيط العصب بشكل غير متوقع مما يؤدي إلى انخفاض الضغط والشعور بالدوار.

لماذا يُطلق عليه العصب الحائر؟

السبب في تسميته بـ«الحائر» يعود إلى مساره الطويل والمتشعب في الجسم حيث يمتد العصب من جذع الدماغ مرورًا بالعنق والصدر وصولًا إلى الأحشاء لذلك يبدو كأنه «يتجول» داخل الجسم بحرية ومن هنا جاءت التسمية كما أن تأثيراته الواسعة والمبهمة في كثير من الأحيان على أعضاء متعددة تجعله «محيرًا» للأطباء خاصة في الحالات التي يصعب فيها تحديد سبب الإغماء أو الهبوط الحاد.

أعراض اضطراب العصب الحائر

تشمل أعراض اضطراب العصب الحائر مجموعة من العلامات التي قد تختلف من شخص إلى آخر ومن أبرزها «الدوخة المستمرة» و«عدم انتظام دقات القلب» و«الغثيان» و«مشاكل في الجهاز الهضمي» مثل «الانتفاخ» أو «الإمساك» كما قد يعاني البعض من «إحساس بالاختناق» أو «ضيق في التنفس» خاصة في حالات التوتر أو القلق النفسي كما يُمكن أن تظهر أعراض مثل «الإرهاق المزمن» أو «انخفاض مفاجئ في ضغط الدم» أو حتى «نوبات إغماء» متكررة.

كيفية التشخيص والعلاج

يتم تشخيص مشاكل العصب الحائر عادةً من خلال استبعاد الأسباب الأخرى للإغماء أو انخفاض الضغط ويتم الاعتماد على «تخطيط القلب» و«تحاليل الدم» و«فحوص الجهاز العصبي» لتأكيد التشخيص وقد يستخدم الأطباء «اختبار تدليك الجيب السباتي» أو «اختبارات الوقوف المائل» لرصد استجابة الجسم عند تغير الوضعية وفيما يخص العلاج فإنه يشمل تجنب المحفزات المعروفة مثل الوقوف لفترات طويلة أو التعرض للحرارة الزائدة كما يتم توجيه المرضى لشرب الماء بانتظام وزيادة تناول الملح أحيانًا حسب الإرشادات الطبية وفي الحالات الشديدة قد يتم اللجوء إلى الأدوية التي تنظم معدل ضربات القلب أو حتى تركيب جهاز منظم للقلب.

دور العصب في الصحة النفسية

لا يتوقف دور العصب الحائر عند حد السيطرة على القلب والمعدة بل تشير الأبحاث إلى أن له صلة وثيقة بـ«الحالة النفسية» حيث أن تحفيز هذا العصب عبر «تقنيات التنفس العميق» أو «التأمل» يمكن أن يقلل من التوتر والقلق كما أن بعض طرق العلاج الطبيعي تسعى لتحفيز العصب بشكل إيجابي من أجل «تعزيز الاسترخاء» وتقوية مناعة الجسم وهذا يُظهر كيف أن العصب الحائر ليس فقط عنصرًا فيزيولوجيًا بل أيضًا «أداة علاجية» محتملة في مجال الطب النفسي والجسدي المتكامل.

متى يكون الإغماء مؤشرًا خطرًا؟

رغم أن الإغماء المرتبط بالعصب الحائر يُعد في كثير من الأحيان غير مهدد للحياة إلا أن تكراره أو حدوثه دون سبب واضح قد يكون مؤشرًا لمشكلة أعمق لذلك يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب إذا تكرر الإغماء أو كان مصحوبًا بـ«خفقان شديد» أو «ألم في الصدر» أو «ضيق في التنفس» كما ينبغي عدم تجاهل أي أعراض عصبية أخرى مثل «الارتباك» أو «فقدان التوازن» والتي قد تشير إلى اضطرابات أكبر في الجهاز العصبي.

تم نسخ الرابط