الخميس 21 أغسطس 2025 الموافق 27 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء توضح بالتفصيل.. ما الفرق بين «الطلاق الرجعي» و«الطلاق البائن»؟

الطلاق
الطلاق

الطلاق من أكثر المسائل الشرعية التي يبحث عنها الناس لفهم أحكامها وتفاصيلها، حيث يتساءل كثيرون عن الفرق بين «الطلاق الرجعي» و«الطلاق البائن» سواء كان بينونة صغرى أو كبرى، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية هذه المسألة بشكل مفصل مؤكدة أن الطلاق في الإسلام له ضوابط وأحكام دقيقة تهدف إلى حفظ الحقوق وصون الأسرة من الانهيار، إلا أن الناس في كثير من الأحيان يختلط عليهم الأمر بين أنواعه، ولهذا جاء دور الفقهاء وأمناء الفتوى لتوضيح الصورة كاملة.

الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن

أكد الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى في دار الإفتاء أن «الطلاق البائن» في الشريعة له صورتان واضحتان، الأولى هي الطلاق البائن بينونة صغرى، والثانية هي الطلاق البائن بينونة كبرى، موضحًا أن الطلاق البائن بينونة كبرى يقع إذا طلق الرجل زوجته ثلاث طلقات متفرقة، حيث لا يجوز للزوج أن يعود إلى زوجته إلا بعد أن تنكح زوجًا آخر وتنقضي عدتها، أما الطلاق البائن بينونة صغرى فيحدث عندما يطلق الزوج زوجته طلقة واحدة أو اثنتين وتترك حتى تنتهي عدتها دون أن يراجعها، فبذلك تصبح مطلقة بائنة بينونة صغرى ولا يمكن أن تعود لزوجها إلا بعقد ومهر جديدين.

متى يكون الطلاق رجعيا؟

في سياق توضيح الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن، أوضح أمين الفتوى أن الطلاق الرجعي هو الذي يقع في الطلقة الأولى أو الثانية، ويُسمح فيه للزوج أن يُراجع زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة إلى عقد أو مهر جديدين، فإذا انتهت فترة العدة ولم يقم الزوج بمراجعة زوجته فإن هذا الطلاق يتحول تلقائيًا إلى طلاق بائن، حيث تخرج الزوجة من عصمة الزوج ولا يجوز أن تعود إليه إلا إذا جدد العقد والمهر برضاها، وتُحسب العدة في هذه الحالة بثلاثة أشهر إذا كانت المطلقة غير حامل، أما إذا كانت حاملًا فعدتها تنتهي بوضع الحمل.

الطلاق البائن بينونة صغرى

الطلاق البائن بينونة صغرى هو الذي يحدث بعد الطلقة الأولى أو الثانية إذا انتهت العدة دون مراجعة، ويترتب على ذلك خروج الزوجة من عصمة الزوج ولكن يحق له أن يتزوجها مرة أخرى بشرط عقد ومهر جديدين وبرضاها الكامل، وقد بين الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى أن هذا النوع من الطلاق لا يغلق الباب نهائيًا أمام الزوجين للعودة، بل يجعل الأمر مشروطًا بإجراءات جديدة تحفظ للزوجة حقوقها وتعيد العلاقة بشكل شرعي.

الطلاق البائن بينونة كبرى

أما الطلاق البائن بينونة كبرى فهو الأشد أثرًا، إذ يقع بعد الطلقة الثالثة، وفي هذه الحالة لا تحل المرأة لزوجها السابق إلا إذا تزوجت من رجل آخر زواجًا صحيحًا ثم انفصلت عنه بطلاق أو وفاة، وعندها فقط يمكن أن تعود لزوجها الأول بعقد ومهر جديدين، وهذا الحكم الشرعي جاء ليضع حدًا لعدم الاستهانة بالطلاق وليكون رادعًا من الإكثار منه دون تفكير، حيث يجعل الزوج أكثر حرصًا على عدم التفريط في الحياة الزوجية.

الحكمة من اختلاف أنواع الطلاق

أوضحت دار الإفتاء أن وجود أكثر من نوع للطلاق يعكس حكمة الشريعة في الحفاظ على استقرار الأسرة، فالطلاق الرجعي يعطي فرصة للزوجين لمراجعة نفسيهما خلال العدة وإعادة التفكير في العلاقة، بينما الطلاق البائن بينونة صغرى يضع حاجزًا أكبر ويجعل عودة الزوجة مشروطة بعقد ومهر جديدين مما يعزز قيمة الرضا والاختيار، أما الطلاق البائن بينونة كبرى فيغلق الباب نهائيًا بعد الطلقة الثالثة حتى تمر الزوجة بتجربة زواج آخر، وهو ما يجعل الطلاق في الإسلام منظومة متدرجة لا تهدف إلى الهدم بقدر ما تهدف إلى الإصلاح.

أسئلة الناس حول الطلاق

ورد إلى دار الإفتاء العديد من الأسئلة التي تعكس التباس الناس في هذه المسألة، ومن بينها سؤال لسيدة من محافظة الجيزة حول ابنتها المطلقة منذ أربعة أشهر بعد الطلقة الثانية، حيث ترغب في العودة إلى زوجها السابق، وقد أوضح الدكتور محمود شلبي أن هذا النوع من الطلاق يعد بائنًا بينونة صغرى لأنه مرّت فترة العدة دون مراجعة، وبالتالي فإن عودتها إلى زوجها السابق لا تكون إلا بعقد ومهر جديدين وبموافقتها، وهو ما بيّن للناس أن الطلاق ليس نهاية مطلقة ولكنه يخضع لشروط وأحكام دقيقة.

الطلاق في الشريعة وأثره على الأسرة

إن الحديث عن الطلاق لا يقتصر فقط على الأحكام الفقهية بل يمتد إلى الآثار الاجتماعية والنفسية التي يتركها على الأسرة والأبناء، حيث أكدت دار الإفتاء أن الإسلام لم يشرع الطلاق ليكون وسيلة لهدم البيوت وإنما كحل أخير بعد استنفاد وسائل الإصلاح، ولذلك جاءت أنواعه مختلفة لفتح أبواب المراجعة وإعطاء فرص للتفكير والتروي، فالطلاق الرجعي مثلًا يمنح فترة للتفكير، والطلاق البائن بينونة صغرى يضع ضوابط أكثر، أما الطلاق البائن بينونة كبرى فيكون نهاية للعلاقة بشكل كامل، وكل ذلك يبين مرونة التشريع الإسلامي وعدالته.

يتضح من شرح دار الإفتاء أن «الطلاق» ليس مسألة عابرة بل حكم شرعي منظم بدقة، وأن معرفة الفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن بينونة صغرى وكبرى ضرورة لكل مسلم ومسلمة، حتى لا يقع الناس في اللبس أو يجهلون حقوقهم وواجباتهم، كما أن الطلاق في الشريعة لم يُجعل وسيلة للإضرار وإنما لضبط العلاقات الزوجية وصيانتها، ويبقى دور الفقهاء وأمناء الفتوى أساسيًا في توعية الناس بأحكامه حتى تُبنى الأسر على علم وبصيرة لا على جهل وتسرع.

تم نسخ الرابط