الفرق بين «التهاب الحلق» الفيروسي والبكتيري وطرق العلاج

يشكل «التهاب الحلق» أحد أكثر الأمراض شيوعا بين مختلف الفئات العمرية، ويعد من المشكلات الصحية التي تصيب الحلق والبلعوم وتسبب آلاما وصعوبة في البلع، ويبحث الكثير عن معرفة الفرق بين «التهاب الحلق» الفيروسي والبكتيري لتحديد العلاج المناسب، حيث يختلف كل نوع في أسبابه وأعراضه وطرق التعامل معه، ويؤكد الأطباء أن التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى للعلاج الفعال والحفاظ على صحة الجهاز التنفسي.
التهاب الحلق وأسبابه المتنوعة
يحدث «التهاب الحلق» عندما تلتهب الأنسجة المبطنة للحلق نتيجة الإصابة بعدوى أو تهيج ناتج عن عوامل بيئية أو تحسسية، وتشير الدراسات الطبية إلى أن أكثر أسباب التهاب الحلق شيوعا هي العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا، يليها «التهاب الحلق» البكتيري الذي ينتج غالبا عن بكتيريا العقدية، كما يمكن أن تؤدي الملوثات الهوائية أو التدخين أو الحساسية إلى تهيج الحلق وظهور أعراض الالتهاب، وهذا يبرز أهمية تحديد السبب الرئيسي لكل حالة.
الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري
يتميز «التهاب الحلق» الفيروسي بظهور أعراض نزلات البرد مثل السعال وسيلان الأنف واحتقان الجيوب الأنفية وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وغالبا ما يزول الالتهاب الفيروسي خلال أسبوع دون الحاجة إلى مضادات حيوية، بينما يظهر «التهاب الحلق» البكتيري بشكل أكثر حدة مع ارتفاع ملحوظ في الحرارة وألم شديد عند البلع وتضخم الغدد الليمفاوية وظهور بقع بيضاء أو صديد على اللوزتين، ويتطلب هذا النوع من الالتهاب استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب.
طرق تشخيص التهاب الحلق
يعتمد الأطباء على فحص سريري للحلق مع أخذ مسحة من البلعوم لإجراء اختبار مخبري يحدد ما إذا كان «التهاب الحلق» بكتيريا أو فيروسا، ويعد هذا الاختبار ضروريا لتفادي استخدام المضادات الحيوية دون حاجة، إذ إن تناول المضادات بشكل غير مبرر قد يؤدي إلى مقاومة بكتيرية ويؤثر سلبا على صحة الجسم، لذلك ينصح دائما بمراجعة الطبيب قبل تناول أي دواء.
علاج التهاب الحلق الفيروسي
يتم التعامل مع «التهاب الحلق» الفيروسي من خلال الراحة التامة وتناول السوائل الدافئة وشرب الأعشاب المهدئة مثل الزنجبيل والبابونج، كما يساعد الغرغرة بالماء والملح على تخفيف الالتهاب وتهدئة الأنسجة المتهيجة، ويمكن استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مع ضرورة شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الحلق ودعم الجهاز المناعي حتى يتغلب على الفيروس.
علاج التهاب الحلق البكتيري
يتطلب «التهاب الحلق» البكتيري علاجا مختلفا يعتمد على المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب بعد تأكيد التشخيص، ويساعد العلاج بالمضادات على تقليل مدة المرض ومنع المضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية أو التهابات الكلى، ومن المهم الالتزام بالجرعة المقررة وعدم التوقف عن تناول الدواء قبل انتهاء المدة المحددة حتى لو اختفت الأعراض، كما يجب متابعة الحالة مع الطبيب للتأكد من التعافي الكامل.
نصائح للوقاية من التهاب الحلق
ينصح الخبراء باتباع خطوات وقائية لتجنب الإصابة بـ«التهاب الحلق» سواء كان فيروسيا أو بكتيريا، ومن أهم هذه الخطوات غسل اليدين بانتظام وتجنب ملامسة الوجه بعد لمس الأسطح العامة، والحفاظ على تهوية جيدة في المنزل، والابتعاد عن الأشخاص المصابين بعدوى تنفسية، كما يعد الإقلاع عن التدخين والمحافظة على شرب السوائل بشكل كاف من الإجراءات الضرورية لحماية الحلق من الالتهاب.
دور التغذية في تقوية المناعة ضد التهاب الحلق
يسهم النظام الغذائي المتوازن في تعزيز مناعة الجسم والوقاية من «التهاب الحلق»، حيث يوصي الأطباء بتناول أطعمة غنية بالفيتامينات مثل فيتامين سي الموجود في الفواكه الحمضية والخضروات الورقية، بالإضافة إلى الزنك الذي يساعد على مقاومة العدوى، كما ينصح بتقليل الأطعمة السكرية والمقلية التي قد تضعف جهاز المناعة، والحرص على تناول وجبات صحية تدعم قدرة الجسم على مواجهة الالتهاب.
متى يجب زيارة الطبيب عند التهاب الحلق
يجب استشارة الطبيب فورا إذا استمر «التهاب الحلق» لأكثر من أسبوع أو صاحبه ارتفاع شديد في الحرارة أو صعوبة في التنفس أو البلع، فهذه الأعراض قد تدل على مضاعفات خطيرة تحتاج إلى تدخل طبي عاجل، كما ينبغي مراجعة الطبيب للأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة عند ظهور أي علامات مقلقة، لأن التدخل المبكر يساهم في منع تفاقم الالتهاب.
يؤكد الخبراء أن معرفة الفرق بين «التهاب الحلق» الفيروسي والبكتيري أمر بالغ الأهمية لتحديد العلاج المناسب وتجنب المضاعفات، فالتشخيص الصحيح يساعد على الشفاء السريع ويحد من انتشار العدوى، والالتزام بالإرشادات الطبية والوقاية المستمرة يمثلان خط الدفاع الأول لحماية صحة الحلق والجهاز التنفسي.