لماذا يحذر الخبراء مرضى السكر من «فيتامين ب٣»

يحذر الأطباء من مخاطر محتملة عند تناول «فيتامين ب٣» بالنسبة لمرضى «السكر» حيث تشير أبحاث طبية حديثة إلى أن هذا الفيتامين رغم أهميته في إنتاج الطاقة ودعم الأعصاب قد يتسبب في ارتفاع مستويات «السكر» في الدم إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة أو من دون إشراف طبي، ويؤكد الخبراء أن التوازن الغذائي أمر حاسم لمرضى «السكر» لأن أي خلل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب والأوعية الدموية والكليتين.
تأثير فيتامين ب٣ على مستويات «السكر»
أوضحت الدراسات أن تناول «فيتامين ب٣» أو ما يعرف بالنياسين بكميات مرتفعة قد يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين وهي المشكلة الأساسية لدى مرضى «السكر» من النوع الثاني، فعندما تقل قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بفعالية ترتفع نسبة «السكر» في الدم مما يرفع من احتمالات الإصابة بمضاعفات مثل أمراض القلب أو اعتلال الأعصاب، لذلك يشدد الأطباء على ضرورة مراقبة مستويات «السكر» بدقة عند تناول أي مكمل غذائي يحتوي على هذا الفيتامين.
آراء الأطباء والباحثين
يرى الخبراء أن «فيتامين ب٣» يلعب دورا مهما في تحسين مستويات الكوليسترول وحماية القلب، إلا أن الإفراط في استخدامه قد ينعكس سلبا على مريض «السكر»، فقد أشارت أبحاث متقدمة إلى أن الجرعات العالية من هذا الفيتامين قد تتسبب في ارتفاع «السكر» بشكل مفاجئ، وهو ما يستدعي إجراء فحوص دورية لمراقبة نسب «السكر» والتأكد من أن الجسم يستجيب للعلاج بطريقة آمنة، كما يحذر الأطباء من تناول المكملات دون استشارة مختص لأنها قد تتفاعل مع أدوية علاج «السكر» وتغير فعاليتها.
بدائل آمنة لمرضى «السكر»
ينصح اختصاصيو التغذية بالتركيز على مصادر طبيعية من فيتامينات ب المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخضراوات الورقية والمكسرات، فهذه الأطعمة تقدم فوائد متعددة من دون رفع مستوى «السكر»، ويشير الخبراء إلى أن تناول وجبات متوازنة غنية بالألياف والبروتين يقلل من تقلبات «السكر» في الدم، كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في تحسين حساسية الجسم للأنسولين مما يساعد على السيطرة على «السكر» بشكل أفضل من الاعتماد على مكملات قد تحمل مخاطر.
أهمية الاستشارة الطبية
يؤكد الأطباء أن كل مريض «سكر» يجب أن يتحدث مع طبيبه قبل إضافة أي مكمل غذائي إلى نظامه اليومي، فالتشخيص الدقيق يسمح بتحديد الجرعات الآمنة ومتابعة تأثيرها على مستوى «السكر» في الدم، ويشير الخبراء إلى أن إهمال هذه الخطوة قد يؤدي إلى ارتفاع غير متوقع في «السكر» أو إلى تداخلات دوائية خطيرة، لذلك تعتبر المتابعة الطبية المنتظمة حجر الأساس للحفاظ على صحة مريض «السكر».
العلاقة بين «السكر» وأمراض القلب
يعاني الكثير من مرضى «السكر» من مخاطر مضاعفة للإصابة بأمراض القلب، وفي حين أن «فيتامين ب٣» قد يساهم في خفض الكوليسترول السيئ، إلا أن تأثيره على «السكر» يجعل استخدامه محفوفا بالمخاطر، وقد أظهرت دراسات أن زيادة مقاومة الأنسولين الناجمة عن الجرعات العالية من هذا الفيتامين قد تؤدي إلى مزيد من العبء على القلب والأوعية الدموية، لذا يجب الموازنة بين الفوائد والمخاطر مع التركيز على إدارة مستويات «السكر» كأولوية قصوى.
نمط حياة صحي
يشدد المختصون على أن التحكم في «السكر» لا يعتمد فقط على الأدوية بل يشمل نمطا صحيا متكاملا، إذ يوصى بتناول وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم للحفاظ على استقرار «السكر»، مع تجنب السكريات المكررة والدهون غير الصحية، كما أن النشاط البدني مثل المشي السريع أو السباحة يساعد في تقليل مستويات «السكر» ويحسن صحة القلب، وهذه الإجراءات قد تغني عن الحاجة إلى مكملات محفوفة بالمخاطر مثل «فيتامين ب٣».
يتفق الخبراء على أن مريض «السكر» يحتاج إلى رعاية دقيقة ومتابعة مستمرة عند التفكير في تناول «فيتامين ب٣»، فالمكمل الذي قد يكون مفيدا للأشخاص الأصحاء قد يشكل خطرا على من يعانون من اضطراب في مستويات «السكر»، وتوضح الأبحاث أن الوقاية والالتزام بتعليمات الطبيب هما أفضل وسيلة لتجنب المضاعفات، لذلك فإن التوعية بدور التغذية السليمة والفحص الدوري تظل الركيزة الأساسية للحفاظ على استقرار «السكر» وحماية صحة المريض.