الجالية المصرية في نيويورك تلتقي وزير الخارجية بالأمم المتحدة

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الجمعة، بعدد من أبناء الجالية المصرية في نيويورك. 

ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص الوزارة على إبقاء قنوات «التواصل المباشر» مفتوحة مع أبناء الوطن المغتربين، مستغلاً مشاركة الوزير في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كفرصة مثالية لتعزيز هذا الارتباط. 

وقد وجه الوزير خلال اللقاء رسالة شقت طريقها بين الشكر والتقدير للدور الفاعل للجالية، والتحذير الحاسم من مغبة التهاون في الالتزام بالقوانين المنظمة للإقامة والعمل.

دور الجالية المصرية.. قوة ناعمة وجسر للتواصل مع واشنطن

استهل الوزير عبد العاطي اللقاء بالترحيب الحار بأبناء الجالية، معبراً عن التقدير الكبير للدور الذي يلعبونه في الساحة الأمريكية. 

وأكد الوزير أن الجالية المصرية في الولايات المتحدة لا تمثل مجرد تجمع للمواطنين، بل تُعد «جسراً مهماً للتواصل بين الشعبين المصري والأمريكي».

وفي سياق القوة الناعمة، أشاد الوزير بالجهود المستمرة التي يبذلها أبناء الجالية في دعم الروابط الوثيقة بين القاهرة وواشنطن، مشيراً إلى إسهامهم الفعال في «تعزيز صورة مصر» الحقيقية والمشرقة في المجتمع الأمريكي.

 ويُبرز هذا الإشادة الدور الذي يلعبه المغتربون كممثلين لبلادهم على أرض المهجر، وكيف يمكن لتفاعلهم الإيجابي أن يُحسن من نظرة المجتمع الدولي للدولة المصرية.

تفاعل اقتصادي واستثمار الكفاءات.. الإشادة بمنتدى القاهرة

انتقل الوزير إلى الجانب الاقتصادي، مسلطاً الضوء على أهمية مشاركة رجال الأعمال من أبناء الجالية في دعم الاقتصاد الوطني.

 وأشاد الوزير عبد العاطي بشكل خاص بـ «المشاركة الإيجابية لرجال الأعمال» في المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي الذي انعقد في القاهرة خلال شهر مايو الماضي، والذي تم بالتنسيق مع غرفة التجارة الأمريكية.

واعتبر الوزير هذا المنتدى نموذجاً للتفاعل البنّاء بين الدولة والجاليات المصرية في الخارج، مؤكداً أن مثل هذه الشراكات تهدف إلى تعزيز «فرص التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري». 

ويُشير هذا الإشادة إلى رؤية الدولة التي لا تقتصر على تقديم الخدمات القنصلية للجاليات، بل تمتد إلى الاستثمار في كفاءاتهم وخبراتهم لدفع عجلة التنمية في الوطن الأم.

تطوير الخدمات القنصلية.. التحول الرقمي لتلبية احتياجات المصريين بالخارج

استعرض الوزير عبد العاطي الجهود الحالية والمستقبلية التي تبذلها الدولة المصرية لرعاية مواطنيها بالخارج، مؤكداً التزام الوزارة بتوفير الخدمات القنصلية على نحو «سريع وميسّر».

وأشار الوزير إلى عملية التطوير الجارية في الخدمات المقدمة من خلال التوسع في مشروع «التحول الرقمي» وإطلاق مبادرات جديدة بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة، وذلك بهدف رئيسي هو «تلبية احتياجات المصريين في الخارج وتذليل أية عقبات قد تواجههم». 

هذا التوجه نحو الرقمنة يعد استجابة لمتطلبات العصر وضماناً لتقديم خدمات قنصلية سريعة تتناسب مع وتيرة الحياة المتسارعة في الخارج.

كما أكد الوزير على الاهتمام بـ «التواصل المستمر» مع مختلف فئات المصريين بالخارج، لافتاً إلى النجاح الباهر الذي حققته النسخة السادسة من مؤتمر المصريين في الخارج الذي انعقد بالقاهرة يومي 3 و4 أغسطس 2025. 

ووصف الوزير المؤتمر بأنه «منصة للحوار المباشر» ومناقشة رؤى وتطلعات الجاليات، لافتاً إلى أن ما أثمر عنه من توصيات عملية يعكس «الشراكة الوثيقة بين الدولة وأبنائها بالخارج».

رسالة حاسمة.. الالتزام بالقانون الأمريكي هو الضمان الحقيقي للحماية

في رسالة ذات أهمية قصوى، شدد الوزير عبد العاطي على أهمية الالتزام التام بـ «القوانين المنظمة للإقامة والعمل في الولايات المتحدة».

 وتُعد هذه النقطة محورية في خطاب الوزير، كونها تتعلق مباشرة بحماية المواطن المصري في الخارج.

ونوه الوزير بأن عدم الالتزام بهذه القوانين قد يترتب عليه «تبعات قانونية» وخيمة، تشمل نطاقاً واسعاً من الإجراءات العقابية مثل «الغرامات أو إنهاء الإقامة أو الترحيل أو الحظر» من دخول البلاد.

واختتم الوزير حديثه مؤكداً أن الالتزام بالقانون هو «الضمان الحقيقي لحماية المواطنين بالخارج وصون أوضاعهم القانونية».

 وبذلك، يربط الوزير الحماية القنصلية بالمسؤولية الذاتية للمواطن تجاه موقفه القانوني في دولة الإقامة. 

وقد اختتم الوزير اللقاء بالتعبير عن اعتزازه بـ «الدور الوطني» للجالية المصرية في الولايات المتحدة، مؤكداً أنهم يمثلون سفراء دائمين لمصر في الخارج.