الذهب يستقر محليا بعد قفزة قياسية اليوم الجمعة

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي المصري حالة من «الاستقرار الحذر» في تعاملات اليوم الجمعة، الموافق 17 أكتوبر 2025، وذلك بعد أن سجل المعدن الأصفر ارتفاعات قياسية متتالية على مدار الأيام الخمسة الماضية.

 يأتي هذا الاستقرار المحلي مدفوعاً بثبات الأسعار العالمية، التي سجلت بدورها مستوى تاريخياً جديداً، في ظل تحول المستثمرين نحو الملاذ الآمن.

ووفقاً للتحليل الفني لـ «جولد بيليون»، سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعاً بنسبة 1.2%، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي جديد عند 4279 دولاراً للأونصة، بعد أن افتتح تداولات أمس عند 4212 دولاراً للأونصة.

 ويُعزى هذا الصعود العالمي إلى تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المرتبطة بإغلاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية واحتمالية اتجاه البنك الاحتياطي الفيدرالي لـ خفض أسعار الفائدة الأمريكية.

أولاً: الأسعار المحلية.. عيار 21 يواصل الثبات عند 5750 جنيهاً

عكست أسعار الذهب اليوم الجمعة في السوق المحلي الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها الجلسات السابقة، لتستقر عند مستوياتها القياسية الحالية.

أسعار الجرام والأونصة

ويُعد سعر عيار 21 (5750 جنيهاً) هو المؤشر الرئيسي لحركة بيع وشراء الذهب في السوق المصري، وتأتي هذه الأسعار المرتفعة لتؤكد مكانة الذهب كمخزن للقيمة في مواجهة التضخم والتقلبات الاقتصادية.

ثانياً: العوامل العالمية.. توترات جيوسياسية ترفع سعر الملاذ الآمن

يُعد الارتفاع القياسي في سعر الذهب العالمي هو المحرك الرئيسي للأسعار المحلية، وتتضافر عدة عوامل جيوسياسية واقتصادية لتدفع المستثمرين نحو المعدن النفيس.

الصراع التجاري وإغلاق الحكومة الأمريكية

التوترات التجارية: لعبت التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين دوراً حاسماً في دفع المستثمرين إلى الذهب باعتباره «الملاذ الآمن التقليدي» في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

إغلاق الحكومة الفيدرالية: زادت أزمة إغلاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية من حالة القلق في الأسواق، مما دفع بالطلب على الذهب كمخزن للقيمة في ظل التعثر السياسي.

توقعات خفض الفائدة الأمريكية

تترقب الأسواق احتمالية قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بـ خفض أسعار الفائدة الأمريكية في الفترة القادمة. وعادةً ما يؤدي خفض الفائدة إلى:

ضعف الدولار: مما يجعل الذهب المسعر بالدولار أرخص لحاملي العملات الأخرى، وبالتالي يزيد الطلب.

انخفاض العائد على السندات: مما يجعل الذهب، الذي لا يحمل عائداً، أكثر جاذبية مقارنة بالاستثمارات الأخرى.

ثالثاً: توقعات السوق.. استمرار الزخم الصعودي

يتوقع المحللون أن يستمر الزخم الصعودي للذهب على المدى القريب، طالما استمرت العوامل الضاغطة على الاقتصاد العالمي وسوق المال.

النظرة المستقبلية للأسعار

«إن تسجيل الأونصة 4279 دولاراً يؤكد أن الذهب أصبح رهاناً عالمياً لحماية الثروة»، وفقاً لخبراء في التحليل الفني.

 ويتوقف استمرار هذا الاستقرار المحلي على مدى ثبات سعر الأونصة العالمي، الذي يخضع لتقلبات الأخبار الجيوسياسية ومسار السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى.

نصيحة للمستثمرين: في ظل هذه المستويات القياسية، يُنصح المستثمرون بتوخي الحذر والمتابعة اللصيقة لحركة الأونصة، خاصة مع ارتفاع احتمالية جني الأرباح في أي وقت، مما قد يؤدي إلى تصحيح سعري طفيف.

ويعتقد المتعاملون في سوق الذهب أن الارتفاعات الأخيرة هي انعكاس لـ«مخاوف تضخمية» عالمية، حيث يتوقع المستثمرون زيادة في طباعة النقود لمواجهة الأزمات الاقتصادية.

 وأشار الصاغة إلى أن الطلب المحلي لا يزال قوياً، خاصة على الجنيه الذهب، الذي يعد أداة استثمارية مفضلة للمدخرات الطويلة الأجل. 

وشددوا على أن سعر الجنيه الذهب (46000 جنيهاً) يعكس السعر الرسمي للذهب دون احتساب المصنعية التي تختلف حسب النوع والتاجر.