الجمعة 17 أكتوبر 2025 الموافق 25 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أضرار المشروبات المحلاة بالسكر على الكبد.. دراسة تكشف

الكبد
الكبد

الكبد هو أحد أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فهو المسؤول عن تنقية الدم من السموم وتنظيم مستوى السكر وإنتاج العصارة الصفراوية التي تساعد في عملية الهضم، ولكن الدراسات الحديثة كشفت عن خطر حقيقي يهدد «صحة الكبد» بسبب الإفراط في تناول المشروبات المحلاة بالسكر، حيث أوضحت الأبحاث أن هذه المشروبات تؤثر سلبًا على وظائف الكبد وتزيد من احتمالات الإصابة بمرض «الكبد الدهني غير الكحولي»، وهو من أكثر أمراض الكبد انتشارًا في العالم نتيجة العادات الغذائية غير الصحية.

المشروبات المحلاة والسكر الزائد يرهقان الكبد

أكدت دراسة طبية جديدة أن تناول المشروبات المحلاة مثل العصائر الجاهزة والمياه الغازية ومشروبات الطاقة يؤدي إلى تراكم الدهون في خلايا الكبد، وهو ما يتسبب في ظهور حالة «الكبد الدهني»، وقد أوضح الباحثون أن الجسم عندما يتلقى كميات كبيرة من السكر يقوم بتحويل الفائض إلى دهون يتم تخزينها في الكبد، ومع مرور الوقت تتراكم هذه الدهون بشكل يعيق أداء الكبد لوظائفه الطبيعية، ويؤدي ذلك إلى التهابات مزمنة قد تتطور إلى تليف كبدي أو فشل في الحالات المتقدمة.

وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات المحلاة بالسكر يوميًا أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الكبد بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بغيرهم، لأن «الفركتوز» المستخدم في تحلية هذه المشروبات يُعد من أكثر أنواع السكر ضررًا على الكبد، حيث يتم امتصاصه مباشرة في الكبد وتحويله إلى دهون، مما يؤدي إلى تراكمها داخل الأنسجة الكبدية.

الكبد ودوره الحيوي في التعامل مع السكر

يعمل الكبد على تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، فعندما يستهلك الإنسان كميات معتدلة من السكر يقوم الكبد بتحويلها إلى طاقة يحتاجها الجسم، أما إذا زادت الكمية عن الحد الطبيعي فإن الكبد يبدأ بتخزين الفائض في صورة دهون، ومع استمرار هذا السلوك الغذائي يحدث ما يعرف باسم «الإجهاد الكبدي»، وهي حالة يفقد فيها الكبد قدرته على أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، مثل التخلص من السموم أو إنتاج البروتينات المهمة للجسم.

ويؤكد الأطباء أن المشكلة الكبرى تكمن في أن أمراض الكبد الناتجة عن السكر الزائد لا تظهر أعراضها إلا في مراحل متقدمة، فقد يعيش الإنسان لسنوات وهو لا يعلم أن الكبد يعاني من تراكم الدهون والالتهابات، ولهذا ينصح الأطباء بضرورة إجراء الفحوص الدورية لوظائف الكبد خاصة لمن يستهلكون المشروبات المحلاة باستمرار.

المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة خطر يومي على الكبد

تحتوي المشروبات الغازية والعصائر المعلبة على نسب عالية جدًا من السكر، حيث تحتوي العبوة الواحدة في بعض الأنواع على ما يعادل عشر ملاعق صغيرة من السكر، وهو ضعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية يوميًا، وهذا الأمر يشكل ضغطًا شديدًا على الكبد الذي يضطر للتعامل مع كميات كبيرة من الفركتوز في وقت قصير، فيحولها إلى دهون، ومع مرور الأيام تتحول أنسجة الكبد إلى بيئة دهنية يصعب عليها أداء وظائفها.

كما أوضحت الدراسة أن هذه المشروبات لا تضر الكبد فقط، بل تُسبب اضطرابات عامة في التمثيل الغذائي وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري والسمنة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تفاقم أضرار الكبد لأن السكر الزائد يرفع مقاومة الإنسولين، فيضطر الكبد للعمل بشكل أكبر للحفاظ على التوازن في الجسم مما يسبب له إنهاكًا مستمرًا.

كيفية حماية الكبد من أضرار السكر

ينصح الأطباء بضرورة تقليل تناول المشروبات المحلاة واستبدالها بالماء أو العصائر الطبيعية غير المحلاة، لأن الماء يساعد في تنشيط الدورة الدموية للكبد ويُسهم في طرد السموم المتراكمة، كما يُفضل اعتماد نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات الورقية والفواكه الطازجة والبروتينات الخفيفة مثل السمك والدجاج المشوي، لأن هذه الأطعمة تدعم وظائف الكبد وتحافظ على توازنه الحيوي.

كما شددت الدراسة على أهمية ممارسة الرياضة بانتظام لأنها تساعد على حرق الدهون المتراكمة في الجسم وخصوصًا في الكبد، وأكدت أن التوقف عن تناول المشروبات المحلاة بالسكر لمدة أسابيع قليلة فقط كفيل بتحسين وظائف الكبد وخفض مستوى الدهون فيه، حيث يستطيع الكبد تجديد خلاياه بشكل طبيعي إذا حصل على الوقت والظروف المناسبة.

الكبد في مواجهة العادات الغذائية الخاطئة

العادات الغذائية الحديثة تشكل تهديدًا خطيرًا على صحة الكبد، فالكثير من الناس وخاصة الشباب يعتمدون على المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة في حياتهم اليومية، دون إدراك لما تسببه من تراكم للدهون والسموم، وأصبح الكبد اليوم يواجه تحديًا كبيرًا في التعامل مع كميات السكر الصناعي التي لم يُخلق الجسم لاستيعابها، مما يجعل الوقاية والتوعية ضرورة ملحة لحماية الأجيال القادمة من أمراض الكبد.

ويؤكد الأطباء أن الوعي هو الخطوة الأولى للحفاظ على الكبد، فالإقلاع عن المشروبات الضارة والعودة إلى الأنماط الغذائية الصحية يساعد الكبد على استعادة قوته، لأن هذا العضو يتمتع بقدرة مذهلة على التجدد، ولكن هذه القدرة تتضاءل إذا استمر الإنسان في إلحاق الضرر به من خلال السكر الزائد.

دراسة تكشف تفاصيل الخطر

كشفت الدراسة أن «المشروبات المحلاة ليست مجرد مصدر للسعرات الحرارية» بل هي عبء ثقيل على الكبد الذي يعمل بلا توقف لمعالجة الفركتوز وتحويله إلى طاقة، فإذا فشل في ذلك تتراكم الدهون وتتكون الالتهابات، ومع الوقت يصبح الكبد عاجزًا عن أداء دوره الحيوي في تنقية الدم، لذلك فإن الحماية تبدأ من تغيير السلوك الغذائي اليومي والتوقف عن استهلاك هذه المشروبات الضارة، لأن صحة الكبد تعني صحة الجسم كله.

وفي الختام شدد الخبراء على أن «الحفاظ على الكبد مسؤولية شخصية»، وأن كل إنسان يستطيع حماية نفسه من أمراض الكبد بمجرد تقليل استهلاك السكر الصناعي واعتماد نمط حياة صحي يعتمد على الماء والغذاء الطبيعي، فالكبد هو «مصنع الحياة» داخل الجسم، وإذا تضرر الكبد تضرر كل شيء.

تم نسخ الرابط