الأربعاء 22 أكتوبر 2025 الموافق 30 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل تستجاب الدعوات عند المصافحة؟ الإفتاء توضح الحقيقة

جزاء المصافحة فى
جزاء المصافحة فى الإسلام

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المواطنين يقول فيه إنه سمع أن الدعاء يُستجاب عند مصافحة المسلم لأخيه المسلم، ويتساءل عن مدى صحة هذا القول من الناحية الشرعية، وقد أجابت الإفتاء على هذا السؤال موضحة الحكم الشرعي والأحاديث النبوية التي تناولت هذا الأمر، مشيرة إلى أن المصافحة بين المسلمين من «الأفعال المسنونة» التي تترتب عليها مغفرة الذنوب وتكفير الخطايا.

فضل المصافحة بين المسلمين

قالت الإفتاء إن المصافحة بين المسلمين ليست مجرد عادة اجتماعية، بل هي من السنن التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من توطيد أواصر المودة والمحبة بين المؤمنين، واستشهدت بحديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا»، موضحة أن هذا الحديث الشريف يؤكد على «عظم فضل المصافحة» وما تحمله من ثواب عظيم للمسلم عند لقائه بأخيه المسلم.

وأضافت الإفتاء أن هذا الفعل البسيط يحمل معاني عميقة في الإسلام، فهو يعبر عن صفاء القلب وسلامة النية، ويُزيل ما في النفوس من كدرٍ أو بغضاء، كما أن فيه تجسيدًا لمعاني الأخوة الإيمانية التي دعا إليها الإسلام.

المصافحة سبب لمغفرة الذنوب

وأكدت الإفتاء أن الأحاديث النبوية أوضحت أن المصافحة لا تقتصر على كونها سنة مستحبة، بل هي من أسباب غفران الذنوب، فقد روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ»، وهو حديث يبرز بوضوح «الرحمة الإلهية» التي تشمل المؤمنين عند التلاقي والمصافحة بقلوب صافية.

وأشارت الإفتاء إلى أن هذا الفعل المبارك يعزز روح الإخاء ويجعل المسلم في حالة من الصفاء الروحي، كما أنه يفتح بابًا واسعًا للمغفرة والتطهير من الذنوب الصغيرة التي قد تراكمها الحياة اليومية، ولذلك يُستحب للمسلمين المحافظة على المصافحة عند اللقاء بصدق نية وطيب قلب.

هل المصافحة سبب لاستجابة الدعاء؟

وأوضحت الإفتاء في ردها أن هناك أحاديث نبوية تشير إلى أن المصافحة من أسباب استجابة الدعاء، فقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ التَقَيَا فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَحْضُرَ دُعَاءَهُمَا، وَلَا يَرُدَّ أَيْدِيَهُمَا حَتَّى يَغْفِرَ لَهُمَا»، وهذا الحديث يدل على أن الله تعالى «يستجيب الدعاء بين المؤمنين عند المصافحة»، لما فيها من صفاء النية والإخلاص، وهما شرطان أساسيان لقبول الدعاء.

وأكدت الإفتاء أن العلماء استحبوا الدعاء أثناء المصافحة، كما نقل العلامة الخطيب الشربيني في كتابه «مغني المحتاج» حيث قال: «وتندب المصافحة مع بشاشة الوجه والدعاء بالمغفرة وغيرها للتلاقي»، وهو ما يعكس مكانة المصافحة في الإسلام كوسيلة لتحقيق القرب من الله ونيل فضله.

أسباب استجابة الدعاء

وأوضحت الإفتاء أن استجابة الدعاء لا تتعلق فقط بالمصافحة، بل لها أسباب متعددة أخرى يجب على المسلم الحرص عليها، ومن أهمها عبادة الله بإخلاص والقيام بالواجبات من صلاة وصوم وزكاة، والإكثار من الأعمال الصالحة والنوافل، وكذلك الدعاء بما هو خير، والابتعاد عن الدعاء بقطع الأرحام أو الإثم، لأن الله لا يستجيب لدعاء فيه ظلم أو قطيعة.

وأضافت الإفتاء أن من الأسباب المهمة أيضًا الإكثار من الاستغفار والتوبة الصادقة من الذنوب، وحضور القلب أثناء الدعاء والخشية من الله تعالى مع استشعار عظمته، والدعاء بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، والحرص على بر الوالدين والعمل الصالح، لأن هذه الأعمال تقرب العبد من ربه وتجعل دعاءه أقرب للقبول.

وأكدت الإفتاء أن من السنن المستحبة أثناء الدعاء استقبال القبلة ورفع اليدين بتضرع وخشوع، والدعاء للمؤمنين بخير الدنيا والآخرة، لأن الدعاء بظهر الغيب له فضل عظيم، حيث يُوكل الله للعبد مَلَكًا يقول له: «ولك بمثل»، وهو من أوسع أبواب الرحمة التي أكرم الله بها عباده.

أهمية الدعاء في الإسلام

وقالت الإفتاء إن الدعاء في جوهره عبادة عظيمة، فهو وسيلة الاتصال المباشر بين العبد وربه، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، ولذلك فإن الدعاء لا يرتبط بزمان أو مكان محدد، بل هو متاح في كل وقت، والمصافحة بين المؤمنين تُعد من اللحظات التي يُرجى فيها استجابة الدعاء، لأنها لحظة صفاء ومغفرة ورحمة.

وختمت الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن المسلم ينبغي أن يحرص على المصافحة عند اللقاء مع إخوانه، مع الدعاء الصادق والمخلص بالمغفرة والرحمة، لأن «الله لا يرد يدي عبدٍ رفعت إليه بصدق»، كما أن هذه السنن النبوية تعيد إحياء معاني الأخوة والرحمة بين الناس وتزيد من الترابط في المجتمع المسلم.

تم نسخ الرابط