السبت 25 أكتوبر 2025 الموافق 03 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

حكم تكرار السورة بعد الفاتحة في الصلاة

الصلاة
الصلاة

تُعد «الصلاة» من أعظم العبادات التي فرضها الله على عباده، فهي الصلة بين العبد وربه، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا بها، وقد حرص المسلمون في كل زمان ومكان على أداء الصلاة وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من سنن وأركان، ومن الأسئلة التي يكثر طرحها في هذا الباب ما يتعلق بحكم «تكرار السورة بعد الفاتحة» في كل ركعة، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية هذا الحكم تفصيلًا مستندة إلى أقوال الأئمة الأربعة وما ورد من الأحاديث النبوية الشريفة.

حكم تكرار السورة بعد الفاتحة في الصلاة

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المصلين يقول فيه ما حكم تكرار السورة بعد الفاتحة في كل ركعة، فأجابت دار الإفتاء بأن جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة قد أجازوا ذلك، وأكدوا أنه لا بأس أن يكرر المصلي السورة نفسها التي قرأها في الركعة الأولى، واستدلت دار الإفتاء بما رواه معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلًا من جهينة سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في صلاة الصبح بسورة «إذا زلزلت الأرض» في الركعتين كلتيهما، وقال الراوي فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم قرأ ذلك عمدًا، وقد أخرجه أبو داود في سننه، ومن هذا الحديث يتضح أن «تكرار السورة» في الصلاة أمر جائز لا حرج فيه ولا يُنقص من أجر الصلاة.

أما مذهب المالكية فقد ذهب إلى كراهة تكرار السورة نفسها في الركعات، وقال بعض علمائهم إن ذلك خلاف الأولى، أي أنه لا يُمنع ولكنه من المستحب أن يُنوّع المصلي قراءته بين السور المختلفة في الركعات لما في ذلك من التدبر والتنوع في العبادة.

حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة

ومن الأسئلة التي وردت أيضًا إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة، وقد أجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمي بأن قراءة بعض آية طويلة بعد الفاتحة تجزئ في حصول «السنة» متى كان الجزء المقروء مفيدًا وله معنى تام، إلا أن الأولى أن يقرأ المسلم الآية كاملة أو إحدى السور القصار، وذلك اتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يقرأ بعد الفاتحة سورًا قصيرة أو طويلة بحسب نوع الصلاة.

وأكدت الإفتاء أن السنة في «الصلاة» أن يقرأ المصلي شيئًا من القرآن بعد الفاتحة، واستدلت على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي قال فيه إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «في كل صلاة قراءة، فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسمعناكم، وما أخفى منا أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل»، وهذا الحديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما، وفيه دليل على وجوب قراءة الفاتحة واستحباب قراءة سورة بعدها في الركعتين الأوليين من كل صلاة.

إجماع العلماء حول قراءة السورة بعد الفاتحة

ذكرت دار الإفتاء أن العلماء قد أجمعوا على استحباب قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من كل صلاة، ونقل الإمام ابن قدامة هذا الإجماع في كتابه المغني حيث قال لا نعلم بين أهل العلم خلافًا في أنَّه يُسن قراءة سورة مع الفاتحة في الركعتين الأوليين من كل صلاة، وهو قول جميع الأئمة والمذاهب، فالسنة أن يُضيف المصلي إلى الفاتحة ما تيسر من القرآن سواء آية أو أكثر.

آراء المذاهب الفقهية في قراءة بعض آية

وفيما يتعلق بقراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة، أوضحت دار الإفتاء أن الفقهاء قد اختلفوا في مدى كفاية ذلك لحصول السنة، فذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أن قراءة بعض آية تجزئ بشرط أن تكون طويلة وتفيد معنى تامًا، بينما رأى بعض الحنفية أن قراءة جزء من آية لا يجزئ لأنها لا تُعتبر آية كاملة، إلا أن الرأي الراجح هو ما ذهب إليه الجمهور من جواز قراءة بعض الآية الطويلة متى أفادت معنى واضحًا.

وقد أوضح الإمام ابن عابدين الحنفي أن من قرأ آية طويلة مثل آية الكرسي أو آية الدين على ركعتين بحيث يقرأ جزءًا منها في ركعة وجزءًا في أخرى، فقد اختلف العلماء في ذلك، فالبعض قال لا يجوز لأنه لم يقرأ آية كاملة في كل ركعة، بينما رأى آخرون أنه يجوز لأن بعض هذه الآيات الطويلة يعادل في الطول ثلاث آيات قصيرة أو أكثر، فيتحقق بذلك المقصود من السنة.

آراء المالكية والشافعية والحنابلة

أما الإمام الخرشي المالكي فقد أوضح أن ما كان أقل من آية لا يكفي إلا إذا كانت الآية طويلة كآية الدين فيكفي أن يقرأ منها جزءًا ذا معنى، وقال العلامة الرملي الشافعي إن السنة تحصل بقراءة شيء من القرآن ولو دون آية كاملة بشرط أن يكون ما قرأه مفيدًا، وذكر الإمام المرداوي الحنبلي أن الصحيح من مذهب الحنابلة أن قراءة السورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين سنة مؤكدة، وعليه جمهور أصحاب المذهب، بل ذكر أن بعض العلماء رأوا أنه حتى لو قرأ المصلي بعض آية طويلة بعد الفاتحة فقد أدى السنة ولا حرج عليه.

توجيهات دار الإفتاء للمصلين

وختمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن «الصلاة» عبادة عظيمة ينبغي للمسلم أن يؤديها بخشوع وتدبر، وأن يتبع فيها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هدي وسنة، وأشارت إلى أن تكرار السورة بعد الفاتحة لا يُعد خطأً أو بدعة، بل هو جائز شرعًا وقد فعله النبي الكريم، كما أن قراءة بعض آية طويلة بعد الفاتحة تجزئ في حصول السنة متى كانت مفيدة المعنى، إلا أن الأفضل دائمًا هو قراءة آية كاملة أو سورة قصيرة لما في ذلك من اتباع السنة وتحقيق الخشوع في «الصلاة»، كما أن تنويع القراءة بين السور يُعين القلب على التدبر ويُبعد عن الروتين في العبادة.

أهمية التنوع في القراءة داخل الصلاة

يُستحب للمصلي أن ينوّع قراءته في «الصلاة» اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يقرأ في بعض الصلوات سورًا طويلة وفي بعضها سورًا قصيرة، وكان يختار في صلاة الفجر سورًا تتناسب مع وقتها وتُشعر المصلين بالسكينة، ولذلك فإن التنوع في القراءة يُعد من سنن الصلاة التي تُعطي المصلي فرصة للتأمل في معاني القرآن والتفاعل مع آياته، كما أنه يزيد من خشوعه ويُعزز روح العبادة الصادقة.

تم نسخ الرابط