الخميس 30 أكتوبر 2025 الموافق 08 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ألم البطن والعطش عند طفلك إنذار بمرض خطير

ألم البطن عند الأطفال
ألم البطن عند الأطفال

ألم البطن عند الأطفال من أكثر الأعراض التي تثير قلق الأهل خاصة إذا ترافق مع «العطش الشديد» وفقدان الشهية أو الخمول، إذ قد يشير هذا العرض البسيط ظاهريًا إلى مرض خطير يحتاج إلى تدخل طبي عاجل مثل «داء السكري من النوع الأول» الذي يصيب الأطفال والمراهقين ويبدأ غالبًا بأعراض غامضة تشبه اضطرابات المعدة، ولكنها في الواقع تعكس خللًا في توازن السكر في الدم مما يجعل «ألم البطن» والعطش من العلامات التحذيرية المبكرة لهذا المرض.

أسباب شيوع ألم البطن عند الأطفال

يعد ألم البطن عرضًا شائعًا جدًا بين الأطفال وله أسباب متعددة تتراوح بين بسيطة ومؤقتة مثل عسر الهضم أو الغازات أو الإمساك، وأخرى أكثر خطورة مثل الالتهابات أو أمراض الجهاز الهضمي أو اضطرابات الكبد أو البنكرياس، لكن عندما يترافق هذا الألم مع أعراض أخرى مثل «العطش الزائد» والتبول المتكرر وخسارة الوزن بسرعة فلابد من التفكير في احتمال إصابة الطفل بـ«السكري»، لأن الجسم في هذه الحالة لا يتمكن من استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة فيبدأ في تكسير الدهون مما ينتج عنه «أجسام كيتونية» تسبب الغثيان وألم البطن الشديد.

وفي كثير من الحالات قد يظن الأهل أن الطفل يعاني من نزلة معوية بسيطة فيعطونه أدوية مهدئة للمعدة دون فحص مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة ودخول الطفل في ما يسمى بـ«الحماض الكيتوني السكري» وهي حالة طبية طارئة قد تهدد الحياة إن لم تُعالج سريعًا.

العلاقة بين العطش ومرض السكري

يحدث العطش الزائد عندما يحاول الجسم التخلص من فائض السكر في الدم عن طريق الكلى، فتزداد كمية البول ويحدث «فقدان للسوائل» بشكل كبير مما يشعر الطفل بالعطش المستمر، وهذه من العلامات الكلاسيكية لمرض السكري من النوع الأول، وغالبًا ما يترافق هذا العطش مع ألم البطن والغثيان، لذا فإن ملاحظة هذه الأعراض مجتمعة يجب أن تدفع الأهل فورًا إلى إجراء تحليل سكر دم عشوائي للطفل.

إن «العطش المتكرر» ليس مجرد عرض بسيط بل مؤشر مهم على وجود خلل في توازن السوائل والأملاح داخل الجسم، وعندما يترافق مع فقدان الوزن والتعب العام فإن ذلك يوضح أن الجسم لا يحصل على الطاقة الكافية من الجلوكوز، مما يجعل الأعضاء تعمل في وضع غير مستقر يؤدي إلى ألم البطن ومضاعفات أخرى.

أعراض مرافقة تستدعي القلق

من العلامات التي يجب الانتباه إليها بجانب ألم البطن والعطش، كثرة التبول وخاصة أثناء الليل، وفقدان الوزن رغم تناول الطعام، والشعور بالتعب المستمر، كما قد تظهر رائحة مميزة في النفس تشبه رائحة الفاكهة نتيجة تراكم الكيتونات في الدم، وكلها مؤشرات مبكرة لمرض السكري، لذلك فإن «الوعي بهذه العلامات» يساعد في التشخيص المبكر وإنقاذ حياة الطفل قبل تطور الحالة.

وفي حالات أخرى قد يكون ألم البطن ناتجًا عن التهابات فيروسية أو بكتيرية في الجهاز الهضمي أو عن حساسية تجاه بعض الأطعمة مثل الحليب أو القمح، ولكن الفارق الأساسي هو أن هذه الحالات غالبًا ما تزول خلال أيام قليلة ولا يصاحبها عطش شديد أو تبول مفرط، بينما في السكري تستمر الأعراض وتزداد تدريجيًا مع مرور الوقت.

خطوات التشخيص والعلاج

عند ملاحظة ألم البطن المتكرر والعطش عند الطفل يجب زيارة الطبيب فورًا لإجراء الفحوص اللازمة التي تشمل تحليل السكر في الدم والبول، وقياس نسبة الكيتونات، فإذا تم تأكيد التشخيص بمرض السكري من النوع الأول يبدأ العلاج بإعطاء «الأنسولين» لتعويض النقص في إنتاجه بالجسم، بالإضافة إلى وضع خطة غذائية متوازنة ومراقبة مستمرة لمستوى السكر.

ويشير الأطباء إلى أن التحكم في السكر بشكل جيد يقلل من «نوبات ألم البطن» ويمنع المضاعفات الخطيرة مثل الحماض الكيتوني، كما أن تثقيف الأهل حول كيفية قياس السكر والحقن بالأنسولين ومتابعة التغذية يلعب دورًا أساسيًا في استقرار حالة الطفل.

نصائح للأهل لحماية أطفالهم

توصي الجمعيات الطبية بضرورة مراقبة أي «تغير مفاجئ» في سلوك الطفل خاصة في فترات النمو، فإذا أصبح يشرب الماء بكثرة أو يذهب إلى الحمام كثيرًا أو يشكو من ألم البطن بشكل متكرر فلابد من فحص السكر فورًا وعدم تجاهل هذه العلامات، كما يجب تشجيع الطفل على تناول الأطعمة الصحية الغنية بالألياف والابتعاد عن الحلويات والمشروبات الغازية التي ترفع السكر في الدم بسرعة.

ومن المهم أيضًا الحفاظ على النشاط البدني المنتظم للأطفال لأن «الرياضة اليومية» تساعد في تنظيم مستوى الجلوكوز وتحسين الدورة الدموية وتقوية المناعة، إضافة إلى متابعة الطبيب المختص بشكل دوري لمراقبة النمو وحالة المفاصل والعضلات لأن داء السكري قد يؤثر على العظام إذا لم يُعالج جيدًا.

متى يصبح ألم البطن خطرًا

يصبح ألم البطن خطرًا عندما يستمر لفترة طويلة أو يرافقه قيء متكرر أو ارتفاع في درجة الحرارة أو فقدان في الوعي، ففي هذه الحالة يجب نقل الطفل إلى المستشفى على الفور لأن «الحماض الكيتوني السكري» قد يكون في مراحله الأولى ويحتاج إلى علاج وريدي سريع لتصحيح نسبة السكر والأملاح في الدم، وكل تأخير في العلاج يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة مثل الجفاف أو الغيبوبة.

ألم البطن والعطش عند الأطفال ليسا أعراضًا يمكن تجاهلها أو تأجيل فحصها، لأنهما في بعض الأحيان يكونان «إنذارًا مبكرًا» لمرض خطير مثل السكري من النوع الأول، لذا يجب على الأهل التحلي بالوعي والانتباه لأي تغيرات غير طبيعية في جسم الطفل أو سلوكه، فالاكتشاف المبكر والعلاج السريع يمكن أن يمنعا المضاعفات ويحافظا على حياة الطفل وصحته على المدى الطويل، ويبقى شعار الأطباء في هذا المجال واضحًا «راقب، فحص، واطمئن» لأن الوقاية خير من العلاج.

تم نسخ الرابط