الأحد 02 نوفمبر 2025 الموافق 11 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«FDA» تحذر من خطورة أقراص الفلورايد على الأطفال

استخدام الفلوريدا
استخدام الفلوريدا للأطفال

الفلورايد عنصر أثار جدلًا واسعًا بعد أن أصدرت «هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA» تحذيرًا رسميًا بشأن استخدام أقراص الفلورايد للأطفال، حيث أكدت أن «الفلورايد» الذي طالما ارتبط بحماية الأسنان من التسوس قد يتحول إلى مصدر خطر على صحة الأسنان والعظام عند تناوله بجرعات غير مدروسة، مما أثار قلق الأطباء وأولياء الأمور ودفع العديد من الهيئات الصحية إلى مراجعة إرشاداتها المتعلقة باستخدام «الفلورايد» في العناية بالفم.

ما هو الفلورايد ولماذا يُستخدم

يُعد «الفلورايد» من العناصر الطبيعية الموجودة في المياه والتربة وبعض الأطعمة، وقد استخدمه الإنسان منذ عقود لتعزيز صحة الأسنان وتقليل معدلات التسوس، حيث يدخل في تركيب معاجين الأسنان وغسولات الفم، بل وتقوم بعض الدول بإضافته إلى مياه الشرب العامة، إلا أن الدراسات الحديثة التي استندت إليها «FDA» تشير إلى أن الإفراط في تناول «الفلورايد» قد يؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر على المينا وتضعف الأسنان بمرور الوقت.

تحذيرات «FDA» من أقراص الفلورايد

أوضحت «FDA» أن أقراص الفلورايد، التي تُستخدم أحيانًا كمكملات غذائية للأطفال، يجب ألا تُعطى إلا تحت إشراف طبي دقيق، لأن الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات الجرعات الزائدة من «الفلورايد» مقارنة بالبالغين، فقد يؤدي الإفراط في استخدامه إلى ما يسمى «تفلور الأسنان»، وهي حالة تظهر فيها بقع بيضاء أو بنية على المينا نتيجة تراكم الفلورايد الزائد أثناء نمو الأسنان، مما يجعل المينا أضعف وأكثر عرضة للكسر أو التسوس.

وأضافت الهيئة أن تناول كميات مرتفعة من الفلورايد لا يقتصر ضرره على الأسنان فحسب، بل يمكن أن يؤثر على العظام أيضًا، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن الفلورايد بتركيزات عالية قد يكون له تأثيرات سلبية على النمو العصبي للأطفال، ما يجعل الالتزام بالإرشادات الطبية أمرًا بالغ الأهمية.

أضرار الإفراط في الفلورايد

رغم أن «الفلورايد» معروف بقدرته على مكافحة التسوس، فإن زيادته في الجسم قد تسبب مشاكل متعددة، أبرزها هشاشة المينا وضعف العظام، بالإضافة إلى تراكمه في أنسجة الجسم بمرور الوقت، وقد أظهرت دراسات عدة أن الجرعات العالية من «الفلورايد» قد تتسبب في اضطرابات في الغدة الدرقية وتؤثر على امتصاص بعض المعادن الحيوية مثل الكالسيوم، الأمر الذي يزيد من أهمية تنظيم استهلاكه.

دور الأهل في الوقاية

أكدت «FDA» أن على الآباء الانتباه إلى كمية «الفلورايد» التي يتعرض لها أطفالهم يوميًا، سواء من مياه الشرب أو معجون الأسنان أو الأقراص الطبية، وشددت على ضرورة تعليم الأطفال استخدام كميات صغيرة من معجون الأسنان لا تتجاوز حجم حبة البازلاء، مع تجنب ابتلاع المعجون أثناء التنظيف، لأن ذلك قد يؤدي إلى تراكم الفلورايد في الجسم دون قصد.

كما نصحت الهيئة الأهل بفحص تركيز الفلورايد في مياه الشرب المنزلية، خاصة في المناطق التي تضيف فيها البلديات الفلورايد إلى المياه العامة، لأن الطفل الذي يشرب هذه المياه قد لا يحتاج إلى أي مكملات إضافية من «الفلورايد»، فزيادة هذا العنصر دون وعي قد تسبب أضرارًا دائمة.

آراء الأطباء حول استخدام الفلورايد

يرى أطباء الأسنان أن «الفلورايد» عنصر فعال في حماية الأسنان إذا استُخدم بجرعات دقيقة وتحت إشراف الطبيب، مؤكدين أن الخطر لا يكمن في وجوده بل في «الكمية»، فالفلورايد الصديق للأسنان يمكن أن يتحول إلى عدو لها إذا أُسيء استخدامه، لذلك ينبغي عدم الاعتماد على المكملات الدوائية إلا عند وجود حاجة حقيقية يحددها الطبيب بعد تقييم حالة الطفل.

كما أشار الخبراء إلى ضرورة وجود رقابة صارمة على المنتجات التي تحتوي على الفلورايد، لأن بعض الشركات تطرح معاجين وغسولات تحتوي على نسب مرتفعة دون توضيح كافٍ على الملصقات، ما يعرّض المستهلكين لاستخدام غير آمن، لذلك يجب على الجهات الصحية متابعة هذه المنتجات والتأكد من وضوح الإرشادات عليها.

بدائل طبيعية لحماية الأسنان

يمكن حماية الأسنان بطرق طبيعية دون الحاجة إلى الاعتماد الكامل على «الفلورايد»، مثل الاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن الغني بالكالسيوم والفوسفور وفيتامين D، والحد من تناول السكريات والمشروبات الغازية التي تضعف المينا، إضافة إلى تنظيف الأسنان بانتظام مرتين يوميًا واستخدام خيوط التنظيف، حيث إن «الوقاية الطبيعية» قد تكون كافية في كثير من الحالات دون اللجوء إلى مكملات الفلورايد.

التوعية ضرورة لا بد منها

تحذير «FDA» الأخير لا يعني أن «الفلورايد» مضر بشكل مطلق، بل يؤكد أن الإفراط في استخدامه هو المشكلة، لذلك يجب تعزيز الوعي بين الآباء حول الجرعات الآمنة وكيفية الاستخدام الصحيح، فالعناية بأسنان الأطفال تبدأ من الوعي والتثقيف، وليس من الاعتماد المفرط على الأقراص أو المعاجين، ويظل «الفلورايد» أداة فعالة إذا استُخدم باعتدال، أما إذا تجاوزت الجرعات الحدود المسموحة، فإنه قد يتحول إلى خطر صامت يهدد ابتسامة الأطفال ومستقبل صحتهم.

تم نسخ الرابط