الخميس 30 أكتوبر 2025 الموافق 08 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

زوجي لا يصلي فهل عشرتي معه باطلة؟.. عطية لاشين يجيب

عطية لاشين
عطية لاشين

أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، على تساؤل بالغ الأهمية ويثير جدلاً واسعاً بين العامة، ورد إليه من مواطنة نصت استفتائها: «زوجي لا يصلي رغم أنه طيب القلب فسألت عن حكم عشرتي معه فقيل لي: أن استمرار عشرتك معه باطلة ويجب أن ينطق بالشهادتين ويعقد عليك من جديد فهل هذا صحيح؟»

جاء رد الدكتور لاشين ليصحح المفاهيم الفقهية المغلوطة، مؤكداً أن الفتوى التي صدرت للمواطنة قد «أخذت الجانب المظلم واختارت التنفير عن الترغيب وقدمته عليه وتركت الجانب المضيء الميسر المبشر المتفائل».

أسس الإيمان الشرعية: اعتقاد، نطق، وعمل

استهل الدكتور عطية لاشين رده بالتأكيد على أركان الإيمان الإسلامي الثلاثة التي لا يتحقق إيمان الإنسان إلا بها، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية، ومنها قوله تعالى: (الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير)، وقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من قال لأخيه يا كافر فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه).

وأوضح لاشين أن الإيمان يتحقق بـ:

اعتقاد بالجنان: أن يُقر الإنسان في قلبه بوحدانية الله وتوحيده والإيمان بملائكته وكتبه ورسله.

نطق باللسان: أن ينطق بكلمة التوحيد بعد تصديق القلب بها.

عمل بالأركان: أن يستعمل جوارحه في إقامة أركان الإسلام، من صلاة وزكاة وصيام وحج لبيت الله الحرام إن كان مستطيعاً.

وأكد أنه متى تم للمسلم ذلك، «لا يمكن لأحد أيا كان أن يخرجه من الإسلام» إلا إذا أتى بأمر يخرج به عن الملة، مثل «نطق بكلمه الكفر اختيارا، أو أنكر أمرا معلوما من الدين بالضروره، أو سب الذات العليه، أو أنكر نبوة أي نبي من الأنبياء».

حكم تارك الصلاة: الفرق بين الجحود والكسل

فيما يخص صلب السؤال وحكم تارك الصلاة، أوضح عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن تارك الصلاة ينقسم إلى قسمين رئيسيين، ولكل منهما حكم فقهي مختلف:

القسم الأول: الجاحد والمنكر لفرضيتها

يشمل هذا القسم من «يتركها لأنه ينكر فرضيتها ويجحد كونها من أركان الإسلام»، وفي هذه الحالة، أكد لاشين أن هناك «إجماع من أهل العلم على كفره»؛ لأنه أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة.

واستشهد في هذه الحالة ببيت من الجوهرة في التوحيد، الذي يقول: «ومن لمعلوم ضرورة من ديننا جحد ويقتل كفرا ليس حد».

 وتنطبق على هذا الشخص الأحاديث التي قضت بكفر تارك الصلاة، ومنها قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».

القسم الثاني: تاركها كسلاً وإهمالاً

هذه هي حالة الرجل الطيب القلب المذكور في السؤال غالباً، وهي حالة من يكون «داعي الترك الإهمال والكسل والتقصير والتفريط مع إقرار قلبه ولسانه بأنها من أركان الإسلام وأنها من فروضه العظام ومبانيه الجسام».

هذه الحالة بالتحديد هي التي «اختلف بشانها علماء أمة الإسلام»:

فريق يرى كفره: إلحاقاً له بالقسم الأول لعموم النصوص.

فريق يرى عدم كفره: وإبقاءه «مستصحبا صفة الإسلام» مع إلزامه بالصلاة.

فتوى الأزهر بشأن العقد:

أكد الدكتور لاشين أنه يرجح الرأي الذي يقضي «بعدم كفره وإبقائه مستصحبا صفة الإسلام»، مع إجبار «ولي الأمر» له على الصلاة. 

واستدل بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): «خمس فرائض كتبهم الله على العباد من حافظ عليهم وأداهن لمواقيتهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه».

وختم لاشين رده موجهاً كلامه لمن أفتى ببطلان زواج السائلة: «هل وقف هذا الشخص أمامك وسألته عن سبب عدم صلاته فقال لأني منكر إياها أعتقد أن ذلك لم يحصل، وإذا لم تتحقق من ذلك فقد جانبك الصواب في الحكم بكفره وبنيت على ذلك التفريق بينه وبين زوجه إن هذا لشيء عجاب»، مؤكداً أن مجرد ترك الصلاة كسلاً لا يبطل عقد النكاح.

تم نسخ الرابط