لماذا تتزايد إصابات الانزلاق الغضروفي وعرق النسا عند الشباب
تشهد السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات إصابات «الانزلاق الغضروفي» و«عرق النسا» بين فئة الشباب، وهي ظاهرة صحية لافتة تثير قلق الأطباء والمتخصصين، خاصة أن هذه المشكلات كانت في السابق أكثر ارتباطًا بالتقدم في العمر، إلا أن أنماط الحياة الحديثة والتغيرات السلوكية اليومية جعلت «الشباب» عرضة لهذه الآلام في سن مبكرة، وهو ما يستدعي الوعي بالأسباب وطرق الوقاية والعلاج.
نمط الحياة الخامل وتأثيره على صحة الشباب
يُعد نمط الحياة الخامل من أبرز الأسباب التي تفسر زيادة إصابات العمود الفقري بين «الشباب»، فالجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات سواء للعمل أو الدراسة أو الترفيه يؤدي إلى ضعف العضلات الداعمة للظهر، ومع مرور الوقت يصبح العمود الفقري أكثر عرضة للإجهاد والانزلاق، ويؤكد الأطباء أن قلة الحركة تؤثر سلبًا على مرونة الغضاريف وقدرتها على امتصاص الصدمات، ما يجعل «الشباب» أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر وعرق النسا.
الجلوس الخاطئ واستخدام الأجهزة الذكية
الاعتماد المفرط على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر دون مراعاة الوضعية الصحيحة للجسم يمثل عامل خطر كبير على «الشباب»، فالانحناء المستمر للرأس والظهر يضع ضغطًا غير طبيعي على الفقرات، ومع التكرار اليومي يتحول هذا الضغط إلى سبب مباشر لحدوث «الانزلاق الغضروفي»، كما أن الجلوس الخاطئ لساعات طويلة يقلل من تدفق الدم إلى العضلات ويزيد من التشنجات، وهو ما يفسر انتشار آلام الظهر بين «الشباب» في سن مبكرة.
قلة النشاط البدني وضعف العضلات
ضعف عضلات البطن والظهر من العوامل الرئيسية التي تسهم في إصابة «الشباب» بالانزلاق الغضروفي، فهذه العضلات تلعب دورًا أساسيًا في دعم العمود الفقري وتخفيف الضغط على الفقرات، ومع غياب التمارين الرياضية المنتظمة يفقد الجسم هذا الدعم الطبيعي، ويصبح أي مجهود بسيط أو حركة مفاجئة سببًا في تفاقم المشكلة، لذلك يشدد الخبراء على أهمية ممارسة الرياضة كجزء من نمط حياة صحي للشباب.
السمنة وزيادة الوزن المبكرة
تشكل السمنة عامل خطر إضافي يهدد صحة العمود الفقري لدى «الشباب»، فزيادة الوزن تضع حملًا زائدًا على الفقرات والغضاريف، ومع الوقت يؤدي هذا الحمل إلى تآكل الغضروف أو انزلاقه، كما أن السمنة غالبًا ما ترتبط بقلة الحركة وسوء التغذية، وهي عوامل مجتمعة تزيد من احتمالية الإصابة بآلام الظهر وعرق النسا لدى «الشباب».
العادات اليومية الخاطئة
من العادات اليومية الخاطئة التي تسهم في تفاقم المشكلة حمل الأوزان الثقيلة بطريقة غير صحيحة أو ممارسة التمارين العنيفة دون إحماء كافٍ، وهي ممارسات شائعة بين «الشباب» خاصة في صالات الألعاب الرياضية، ويؤكد الأطباء أن رفع الأثقال دون تدريب صحيح أو إشراف متخصص قد يؤدي إلى إصابات خطيرة في العمود الفقري، ما يجعل الوعي بأسس الحركة السليمة أمرًا ضروريًا.
الضغط النفسي وتأثيره على العمود الفقري
لا يقتصر تأثير الضغط النفسي على الصحة النفسية فقط بل يمتد إلى الصحة الجسدية أيضًا، حيث يؤدي التوتر المزمن إلى شد العضلات خاصة في منطقة الظهر، ومع استمرار هذا الشد قد تظهر آلام مزمنة أو تتفاقم حالات «الانزلاق الغضروفي» لدى «الشباب»، ويشير المختصون إلى أن إدارة التوتر والاهتمام بالصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الوقاية من آلام الظهر.
أعراض لا يجب تجاهلها عند الشباب
يحذر الأطباء «الشباب» من تجاهل الأعراض المبكرة مثل آلام أسفل الظهر المستمرة أو التنميل في الساقين أو الشعور بضعف في العضلات، فهذه العلامات قد تشير إلى بداية انزلاق غضروفي أو ضغط على العصب، والتدخل المبكر يساعد على تجنب المضاعفات ويقلل من الحاجة إلى التدخل الجراحي، لذلك يُنصح بعدم الاستهانة بأي ألم متكرر.
الوقاية تبدأ من الوعي
الوقاية من إصابات العمود الفقري لدى «الشباب» تبدأ بالوعي وتغيير نمط الحياة، ويشمل ذلك الحرص على الجلوس بوضعية صحيحة وممارسة التمارين التي تقوي عضلات الظهر والبطن والحفاظ على وزن صحي، كما يُنصح بأخذ فترات راحة أثناء الجلوس الطويل والابتعاد عن الحركات المفاجئة، فهذه الخطوات البسيطة تلعب دورًا كبيرًا في حماية صحة «الشباب».
العلاج وأهمية الالتزام بالتعليمات
عند الإصابة بالانزلاق الغضروفي أو عرق النسا يعتمد العلاج غالبًا على الراحة والعلاج الطبيعي وتغيير نمط الحياة، وفي بعض الحالات قد يحتاج «الشباب» إلى أدوية مسكنة أو جلسات علاجية متخصصة، ويؤكد الأطباء أن الالتزام بخطة العلاج والمتابعة المنتظمة يساعدان على التعافي السريع والعودة إلى الحياة الطبيعية دون مضاعفات.
رسالة توعوية للشباب
إن تزايد إصابات الانزلاق الغضروفي وعرق النسا بين «الشباب» رسالة واضحة بضرورة إعادة النظر في العادات اليومية، فالصحة استثمار طويل الأمد، والاهتمام المبكر بصحة العمود الفقري يقي من مشكلات مزمنة في المستقبل، ومع الوعي والالتزام يمكن لـ «الشباب» الحفاظ على نشاطهم وحيويتهم دون آلام تعيق حياتهم.



