"ده جيل عايز يمشينا على مزاجه".. شباب اليوم والقيم

بقلم- د.ياسمين أبو عيشه
"ده جيل عايز يمشينا على مزاجه" ذاك كان تعليق لأحد كبار السن على موقف طائش غير لائقة من وجهة نظره تجاه مجموعة من الشباب، وللوهلة الأولى ربما يكون محقاً.
ولكن هنا تظهر المشكلة الجوهرية والتي تحتم علينا طرح بعض الأسئلة والتي ربما لا نصل فيها لإجابات قطعية صريحة.
وفي هذا السياق فربما يكون السؤال ماذا حدث في قيم شباب اليوم.
وهل فعلا المشكلة تكمن في عدم تربية هذا الجيل من الشباب على القيم الأصيلة الراسخة في جيل كبار السن ؟
أم أنها نتيجة اختلاف السياق الزمني والمجتمعي حالياً عنه في السنوات السابقة وبالتالي ظهرت بعض المتغيرات المختلفة.
والتي بدورها كان لها تأثير عظيم في تربية هؤلاء الشباب بهذا النمط من التربية ؟
وإذا بحثنا في إجابة هذه الأسئلة وغيرها فربما يظهر اتجاهان وكلاهما يسعى لتأكيد صحة رأيه مدعوماً بالحجج المنطقية.
وهنا تتمثل المشكلة الأكبر. وإن كانت سنة الكون الاختلاف ولكن طرح مثل هذه القضايا يتطلب المزيد من الحسم حتى يتسنى لنا إيجاد حلول لها.
أما عن رأيي في هذه القضية فأرى أنه في الحقيقة هذه المشكلة معقدة تجمع ما بين العديد من العناصر المختلفة وربما تكون متناقضة بعض الشئ.
فحقا تغير السياق الزمني والمجتمعي والمتغيرات التي يشهدها جيل الشباب اليوم مختلفة تماماً عن سابقيه وهي ما تفرض بدورها بعض القيم الجديدة المختلفة.
وإن كان في الوقت ذاته هناك بعض الشباب والذين يسيئون سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لكبار السن.
وهذا ربما يرجع إلى عدم اهتمام الأسرة بتربية الأبناء منذ الصغر وهو الواقع المؤسف الذي نعايشه اليوم في العديد من الأطفال.
نظراً لانشغالهم عن تربية أطفالهم وعدم حرصهم على غرس قيم أصيلة جيدة في نفوسهم تكون بمثابة الأساس القوي القيمي في بناء الأطفال.
وربما لتأثر هؤلاء الأطفال بأقرانهم في القيم السيئة مع عدم متابعة الأسرة لهم في ذلك.
وعدم التعقيب ومن ثم لا يدرك الطفل بأنه ارتكب خطأ لا يجب تكراره.
وختاماً فإني أرى أنه لابد من التوازن بين الأمرين فحقا المتغيرات الحديثة لا يمكن إغفالها وتأثيرها على نشأة الشباب.
ولكن في نفس الوقت لابد من تحليهم ببعض القيم الأصيلة الراسخة.
والتي تقبلها الفطرة السليمة والمنطق والأديان السماوية في المقام الأول وهو بشكل أساسي وبادئ ذي بدء دور الأسرة.