السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
جريدة القارئ نيوز جريدة القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

أهمية التعليم الجيد في تحقيق التنمية المستدامة في مظلة الاقتصاد الأخضر.. الجزء الثاني

IMG-20230426-WA0100||IMG-20230426-WA0099||IMG-20230426-WA00
IMG-20230426-WA0100||IMG-20230426-WA0099||IMG-20230426-WA00

كتبت -ياسمين حمدي أبو عيشة

رابعا: التحديات والعوائق التي تحول دون تحقيق التعليم الجيد في مصر:

بداية يجب الإشارة إلى أن هناك العديد من العوائق والتحديات التي تحول دون تحقيق التعليم الجيد في مصر في مراحله المختلفة. ولكن نظرا لضيق حدود الدراسة فإنه يمكن التركيز على التعليم الفني نظرا لأهميته الكبيرة في تحقيق التنمية.

وارتباطه ببعض المدركات السلبية لدى بعض الأفراد في المجتمع. وذلك على الرغم من اهتمام الدولة المصرية بقطاع التعليم الفني حاليا بشكل أكبر من الاهتمام به في الماضي.

 ويمكن عرض لأهم التحديات والعوائق التي تواجه التعليم الفني في مصر حاليا بشكل موجز في النقاط التالية: ( رؤية مصر 2030، 2016)

 ندرة المعلمين في بعض التخصصات وضعف كفاءة توزيعهم، وذلك نتيجة تشعب التخصصات.

 إغفال قانون إلزام الاعتماد في فترة محددة، حيث يقلل من نسب المدارس الحاصلة على الاعتماد.

 النظرة الدونية المجتمعية للعمل المهني والفني، حيث ينظر إليه على أنه وسيلة لاستيعاب الفاشلين من التعليم العام.

 التفاوت في التغطية الجغرافية و النوعية، وذلك نتيجة عدم توافر ألية تربط بين التخصصات في التعليم الفني والتوزيع الجغرافي والنوعي للصناعات.

ومن ثم عدم تناسب التخصصات مع ظروف واحتياجات المجتمع، وخاصة بالنسبة للإناث في صعيد مصر.

ضعف نظم التقويم والمتابعة والحوافز، وهو ما يؤدي إلى سوء جودة مستوى التعليم الفني.

 عدم الترابط والتكامل بين التعليم الفني، والتدريب المهني من جانب، والاتجاهات العلمية الأخرى.

 تفاوت توزيع المدارس ومراكز التدريب، وفقا للعوامل الجغرافية واحتياجات الصناعة.

 ضعف المناهج التعليمية والتدريبية، وعدم تحديثها وتكاملها.

 محدودية استعداد المدارس ومراكز التدريب للاعتماد.

 ضعف التمويل وقلة مصادره للتعليم الفني.

عدم ملائمة مهارات الخريجين لمتطلبات سوق العمل.

ضعف الكفاءة المهنية لبعض المعلمين.

تدهور البنية التحتية لمعظم المدارس.

ضعف العائد الاقتصادي من إلزام الخريجين بالحصول على رخصة مزاولة المهنة. حيث تشهد بعض الصناعات تدني مستويات الأجور، وهو ما يؤدي إلى عدم وجود قيمة مضافة.

خامسا: الفرص التي يوفرها الاقتصاد الأخضر للنهوض بالتعليم الفني في مصر:

يمكن أن يوفر الاقتصاد الأخضر بعض الفرص تسهم في الارتقاء بالتعليم الفني ومنها: ( دليل معايير الاستدامة البيئية، 2021)

- تطوير المناهج التي تستهدف التوعية بأبعاد التنمية المستدامة.

- التوسع في إنشاء المدارس والكليات التي تراعي الكود الأخضر.

- البناء باستخدام التربة المثبتة، أو نظم البناء الموفرة للطاقة والبناء.

- تخفيض التكلفة الناتجة عن تقليل طباعة الكتب الدراسية.

- التوسع في استخدام الأدوات التكنولوجية في التعليم.

- توفير مصادر متجددة نظيفة للطاقة صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، وتقدم إضاءة جيدة، تسهم من تحسين جودة العملية التعليمية.

ومن ثم يتضح أن الاقتصاد الأخضر يسهم في توفير المناخ الملائم لتحسين جودة العملية التعليمية، وذلك في ظل الحفاظ على البيئة، فضلا عن توفير التكلفة. ومن ثم فإنه يضمن تحقيق الكفاءة والفاعلية معا.

سادسا: السياسات المقترحة للنهوض بالتعليم الفني في مصر:

- تشكيل لجنة لدراسة ضرورة مشاركة كل من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني مع الحكومة في تطوير المنظومة.

- الاهتمام بملائمة توزيع المدارس الفنية ومراكز التدريب، وفقا للعوامل الجغرافية، من حيث الاستفادة من موارد وإمكانيات كل محافظة.

وتوظيفها في المحافظة الموجودة فيها. ثم الاهتمام بتصدير تلك المنتجات إلى المحافظات الأخرى، وتبادل المنافع بين المحافظات. 

- محاولة زيادة الميزانية الموجهة للتعليم الفني والتدريب.

- وضع قانون ملزم للمدارس الفنية للحصول على الاعتماد، وسن بعض العقوبات نتيجة تأخير المدارس في حصولها على الاعتماد.

- البدء في تطوير التعليم الفني الصناعي، وخاصة فيما يتعلق بالميكانيكا والكهرباء، في مدارس الوجه القبلي. 

- تصحيح الصورة الذهنية لخريجي التعليم الصناعي سواء من اللقب أو الرواتب أو الحوافز من خلال حملات توعية إعلامية، وورش العمل والندوات، وحلقات تلفزيونية. واشتراط اجتياز التعليم الفني كشرط للتقدم لكليات الهندسة. 

- عقد موسم خاص من " برنامج العباقرة" بطلاب التعليم الفني باختلاف تخصصاتهم ومن مختلف محافظات الجمهورية يمكن أن يسهم في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم بدرجة كبيرة، بالإضافة إلى الإسهام في تغيير نظرة المجتمع للتعليم الفني ودوره.

فضلاً عن أنه يمكن توجيه الأموال التي يحصدها الطلاب 

مقابل النقاط التي يحصلوا عليها إلى تطوير منظومة التعليم الفني في مصر.

ويمكن تحفيز الطلاب على المشاركة في البرنامج عن طريق مكافأة " أفضل الطلاب" ببعثات تعليمية للدول المهتمة بالتعليم الفني وعلى رأسها: ألمانيا وفنلندا وسنغافورة.

- ارتفاع تنسيق دخول مدارس التعليم الثانوي الفني عن الثانوي العام.

- السعي في نجاح برنامج TVET والتوسع في انتشار المدارس التطبيقية في كافة إنحاء الجمهورية.

- إنشاء الجامعات التكنولوجية واستيعابها للطلاب خريجي المدارس الثانوية الفنية.

- محاولة الشراكة مع الدول المهتمة بالتعليم الفني كألمانيا وفنلندا والاستفادة من مناهجهم الدراسية، وبرامجهم التدريبية، وإرسال بعثات من الطلاب المتميزين في التعليم الفني لهذه الدول للاستفادة من علمها بالإضافة إلى تقديمها كحوافز لهؤلاء الطلاب لتطوير أنفسهم والسعي للتفوق في دراستهم.

- الاهتمام بالتدريب العملي في مدارس التعليم الفني وعدم الاقتصار على التعليم النظري فقط. 

الخاتمة

ناقشت الورقة بشكل موجز التعليم الجيد، وذلك باعتباره الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والتي أرى أنه من أهم الأهداف، والتي ينطلق منها باقي أهداف التنمية المستدامة.

وقد تم عرض للعلاقة بين التعليم الجيد وبعض أهداف التنمية المستدامة.

ووضحت الورقة أن أهمية التعليم الجيد يمكن أن يتبلور في تشكيل الوعي الجيد، وهو ما ينعكس بدوره على إدراك الفرد لذاته ومجتمعه، ودوره فيه.

كما يتضح مدى ارتباط التعليم الجيد بفكرة العدالة، وذلك من خلال ما يوفره التعليم الجيد من تكافؤ للفرص، والحد من أوجه عدم المساواة المختلفة.

وسعت الورقة لعرض أهم التحديات والعوائق التي تواجه التعليم الفني في مصر.

ويوفر الاقتصاد الأخضر العديد من الفرص والتي تسهم في تحسين جودة التعليم الفني.

وأخيرا تم وضع بعض السياسات المقترحة من أجل النهوض بالتعليم الفني في مصر.

تم نسخ الرابط