هيثم موسى يمتلك بحرًا من الأفكار النادرة وكنزًا من الخيال
حوار - فاطمة عاطف
سلك طريقًا مختلفًا عن البقية فتميز به وكان السبب في إخراج كنوز مخبئة داخل عقله، وكأن خياله أحد البحار وكان هو البّحار الماهر الذي وصل لأعماقه واستخرج اللؤلؤ الذي يحويه.
وصل لـ مرحلة متميزة في أعماله وأفكاره وأغلفته، واتخذ من قلمه وبعض الأوراق والخيال الواسع طريقًا لـ جذب أي شخص لا يحب للقراءة أو يقرأ.
الكاتب المتميز هيثم موسى كاتب، روائي وقاص مصري، من مواليد عام 1984، تخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس، يكتب في آداب الفانتازيا، الرعب والأطفال.
قام بكتابة العديد من المؤلفات، منها "الحرفيين" قصة مصورة عن دار "حروف منصورة للنشر والتوزيع بالقاهرة" عام ٢٠٢٠، "كاد المُلعم" قصة مصورة صدرت عن "دار كتبنا للنشر والتوزيع" ،
"كل فول نينجا" مجموعة قصصية للأطفال على صفحات "مجلة النور للأطفال"، بالإضافة إلى رواية "شمياطس"، رواية "دينمولچي" و رواية "انتروبوفاجيا ".
وهذا ما دار في الحوار...
_ذكرت سابقًا أن الشخصيات الموجودة داخل أعمالك من نِتاج خيالك. هل رأيت شخصًا يحمل صفات قمت بدمجها مع صفات الشخصيات التي من نسج خيالك؟
= لا أظن أنني قد قررت يومًا وضع صفات بعينها لشخص أعرفه في صفات إحدى شخصيات رواياتي من قبل، ولكن تواجد في الرواية الأخيرة بعنوان (انتروبوفاجيا)
سيدة تقضي حياتها في خدمة وإطعام الحيوانات الضالة، وقد كنت في السابق أعرف سيدة تقوم بنفس الفعلة، ليكن ذلك الأمر هو الذي ألهمني لوضع شخصية داخل الرواية تتشابه معها في نفس تلك الصفة.
_اخترت مجالين متناقضين للكتابة. كيف يستطيع الكاتب الشغوف بكتابة قصص الأطفال أن يخرج من خبايا عقله الكثير من القصص المرعُبة؟
= يمكن تطويع الخيال ليخدم أي من الأنواع الأدبية المُرادة، فهو كالحديد المنصهر تستطيعي صياغته في أي قالب.
_ذكرت سابقًا أن كل عمل أدبي لك يحمل موضوع مختلف. هل تفكر يومًا في كتابة رواية خيال علمي أو رومانسي؟
= الرواية القادمة سوف يكون بها جزء لا بأس به من الخيال العلمي، فبوابة عقلي مفتوحة دائمًا لأي فكرة جديدة بغض النظر عن انتمائها الأدبي،
ولكن لا أظن يوماً إني سوف أكتب في أدب الرومانسية حيث انه أكثر أنواع الأدب التي لا افضلها.
_"(بالديمنولجي) أو "علم الشياطين" هو الشجرة الرئيسية والجذر الأساسي اللي بيتفرع منها بقية العلوم"، ما هو المغزى أو الفكرة التي كنت تود إيصالها للجمهور بـ "ديمونولوجي"؟
= إن علم الديمنولجي هو أكثر العلوم المثرة للجدل على الإطلاق، فيكفي توثيق ذلك العلم لتسجيل تواجد أكثر من ثلاث آلاف مخلوق من الجحيم عاشوا بيننا منذ بدء الخليقة،
ذلك الأمر الذي يبدو وكأنك تعيش داخل إحدى روايات الفانتازيا، ولكن يختلف الوضع هنا حيث يأتي هذا العلم ليؤكد أن ما يظنه الغالبية بالخيال هو واقع نعيشه حتى يومنا هذا.
_قمت بوضع شيء مميز داخل أعمالك وهو "كواليس الرواية"، ما السبب وراء ذلك؟
= من المهم جدًا أن يتواصل الكاتب والقارئ مع بعضهم البعض حتى وإن لم يكن ذلك وجهًا لوجه، فمثل ذلك الحديث الوديّ يجعل القارئ
يعرف الكثير من الأمور الخاصة بطريقة تفكير الكاتب وفيما كان يفكر أثناء تحضيره لذلك العمل،
وإن كان لذلك من مجازاة فهي سوف تكون تقدير القارئ لعقل الكاتب ومجهوده في محاولاته، حتى وإن لم يعجبه العمل نفسه.
_"يصادف بأن يكون هو الأسم الأكثر صعوبة وتعقيدًا عن سابقيه"، هذا ما ذكرته عن إصدارك السابق. هل العمل الجديد سيكون له اسم أكثر غموضًا من البقية؟
= لن يخلو اسم العمل الجديد من مرور ثوان على عقل قارئة وهو مطبق الفاه شارد فيما يراه، فحتمًا سوف ينضم لقائمة الأسماء الغامضة ولكنه بالتأكيد لن يكون أكثر تعقيدًا من اسم العمل السابق.
_هل تنوي دمج بعض الخيال مع ما درسته في كلية "الحقوق" لإنتاج عمل مختلف؟
= يبدو إنك تقرأين أفكاري بالفعل، فتلك الفكرة تروادني منذ وقت ليس بالقليل، ولربما يخرج للضوء مثل ذلك العمل يومًا ما.
_إذا اتُيحت لك فرصة اختيار أحد أعمالك ليكون عمل سينمائي، أيًا منهم ستختار؟
= سوف أختار حتمًا رواية شمياطس، لكونها في أدب الرعب وهو أكثر الأنواع طلبًا من أي مشاهد عربي، بجانب إنها تمس الجانب المصري لما نتعرض له من أعمال وسحر ممن لا يبتغون رضاء الله ورضوانه.
_يقال أن الشخص يكون له نصيب من اسمه. هل تستخدم هذه المقولة في أعمالك لذلك تستخدم أسماء مختلفة عن العادة؟
= لا أتعمد اختيار أسم مختلف للرواية، ولكني اعترف بأنه إن تلاقت عيني برؤياه فلا يستطيع عقل التغاضي عنه فأشغفه لكي اُتوّج عملي به.
_من يستطع نسج كهذه الأحداث المشوقة والقصص المتميزة لابُد أن يكون لديه ثراء معرفي مسبق. لـ من تكون الكُتب التي قرأتها، وهل تنصح الكُتاب بقراءة مثل هذه الكُتب؟
= اعتذر عن ذِكر أسماء بعينها لحساسية الأمر، ولكن كل ما أستطيع قوله هو علينا أن نقرأ، نقرأ للجميع دون تفرقة، وحتمًا سوف تُفضل العقول أقلامًا على أقلام وتتبع إياها.
_استخدمت عبارة "ليست لأصحاب القلوب الضعيفة" أعلى غُلاف رواية "انتروبوفاجيا". هل كانت لجذب إنتباه القارئ ام لها مغزى يُفهم من القراءة؟
= واجهت تلك العبارة الكثير من النقض من قِبل أصدقائي وقت أن عرضت تلك الفكرة عليهم قبل النشر، فقد كان الجميع يظن أنها مُبتذلة للغاية،
بينما كنت عازم على وضعها للتأكيد على أن تلك الرواية بها من المآسي ما قد تنفر منه النفس ويبغضه العقل، ولهذا تم التنوية عن ذلك،
لتصبح الجملة التي واجهت النقض من المقربين لي، هي الجملة الرائجة التي تُقترن دائماً بذكر اسم الرواية وأحداثها.
_عندما تأتي إلينا فكرة ثم نقوم بتوثيقها على الأوراق يكون لنا صوت داخلي يخبرنا بأن الفكرة ستجذب القارئ أم لا. هل تتوقع النجاح الباهر للعمل القادم مثلما فعلت أعمالك السابقة؟
= لا أتوقع النجاح في أي مرة قمت بها بنشر عمل لي، فأنا أذهب كالتلميذ الخائف من الامتحان، ولكن خوف ذلك التلميذ ليس بسبب ضعفه،
بل لإدراكه اليقين بالأهمية التي تقع على عاتقه وسوف يحاسب عليها في القريب، متمنيًا النجاح بعد جهد بالغ،
أما بالنسبة للعمل القادم فهو تقدمة لنوع جديد وسوف يُعد بمثابة مغامرة جديدة أدعو الله أن يُكلل مسعاها بالنجاح.
_يصاحب كل عنوان مميز للعمل غلاف يفوق تميزه. هل أنت من تصف ما تريد أن يكون عليه الغلاف أم تترك فكرة الغلاف للمصمم وحده؟
= لطالما كان لي رؤية مُحددة في كل خطوة أخطوها، وقد أنعم على الله برؤية بصرية تُنير عقلي دائمًا وقت تصميم أغلفة أعمالي،
لذلك اتدخل بشكل كبير في التصميم، وقد لا يُعجب البعض بتدخلي هذا، إلا أن الله قد منّ على بصحبة مصمم أغلفة مبدع حليم، يُنصت لكلمات عقلي فيزيدها أبداع عما كنت انتظره.
_بدأ مؤخرًا عددًا كبيرًا من الشباب في مجال الكتابة وكل منهم تمثل له حالة خاصة. هل الكتابة بالنسبة لك إبداع من نسج الخيال فقط أم تستخدمها أيضًا للتعبير عما يراودك؟
= غالبًا ما تمثل الكتابة تعبيرًا عما بداخل الكاتب، خاصة الروايات الرومانسية على وجه التحديد،
ولكن عقلي كبحيرة هادئة لا تعرف الأمواج لها من طريق، فقط ينعكس على صفحات مياهها الخيال دون أن يُعكر صفوّه أي مشاعر لي.