الجمعة 03 أكتوبر 2025 الموافق 11 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

منوف تحذر من فيضان النيل وتخلي منازل الطرح

فيضان نهر النيل
فيضان نهر النيل

تشهد محافظات مصرية عدة،، حالة «طوارئ قصوى» بسبب الارتفاع غير المسبوق في منسوب مياه نهر النيل، وأصدرت المراكز المحلية بيانات شديدة اللهجة تدعو إلى «إخلاء فوري» للمنازل والأراضي المقامة على أراضي طرح النهر، وسط تقارير تؤكد غرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأجزاء من المنازل.

تحذيرات عاجلة من غمر الأراضي والمباني

تفاعلت الوحدات المحلية في محافظة المنوفية بسرعة مع ارتفاع منسوب المياه، خوفاً من وقوع كوارث إنسانية.

بيان مركز منوف: «توخي الحذر وتجنب الزراعة»

أصدر مركز ومدينة منوف في محافظة المنوفية بياناً رسمياً موجهاً «لجميع المواطنين والمزارعين المقيمين في أراضي طرح النهر». 

وشدد البيان على ضرورة «إخلاء تلك الأراضي، وكذلك إخلاء المنازل»، نظراً لتزايد خطورة ارتفاع منسوب المياه بفرع نهر النيل.

وأكد المركز أن الفيضان قد يؤدي إلى «حدوث غمر لمعظم أراضي طرح النهر وكذلك للمباني المقامة على جوانب المجرى».

 وشدد البيان على كافة المواطنين بقرى مركز منوف المقيمين على أراضي طرح النهر لـ «توخي الحذر وتجنب زراعة أي زراعات حالياً، وسرعة إخلاء منازلهم»، حرصاً على سلامتهم من جراء ما سيحدث من «غمر وغرق لتلك الأراضي».

مركز أشمون يدعو للإخلاء الفوري

وفي سياق مماثل، أصدر مركز أشمون بمحافظة المنوفية بياناً عبر بوابته الإلكترونية دعا فيه الأهالي إلى «إخلاء المنازل والأراضي المحيطة بمجرى النيل فوراً».

 وحذر المركز من «خطورة استمرار البقاء في تلك المناطق المنخفضة، التي باتت مهددة بالغرق نتيجة ارتفاع منسوب المياه»، كما شدد على ضرورة «وقف أي أنشطة زراعية خلال هذه الفترة حفاظاً على سلامة المواطنين».

الأضرار واسعة النطاق: خسائر في المنوفية والبحيرة

أكدت التقارير الميدانية والمصادر الحكومية أن الفيضان تسبب بالفعل في أضرار مادية واسعة النطاق في محافظات الدلتا والصعيد.

الأضرار الميدانية والخسائر في الأفدنة

تسببت مياه النيل في غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأجزاء من منازل مقامة على أراضي طرح النهر، خصوصاً بمحافظتي المنوفية والبحيرة على فرع رشيد، وكذلك في إحدى الجزر النيلية بمركز البداري بمحافظة أسيوط.

كشفت مصادر مطلعة بوزارة الموارد المائية والري عن حصر أولي للأفدنة المتضررة، حيث غرق نحو «62 فداناً في مركز منوف، و518 فداناً في مركز أشمون، و70 فداناً بمركز السادات، فضلاً عن 35 فداناً في قرى مركز الشهداء».

شهادة مأساوية من قرية «دلهمو»

شهدت قرية «دلهمو» بالمنوفية كارثة حقيقية، حيث غمرت المياه منازل عديدة وأراضٍ زراعية، ما أجبر الأهالي على «استخدام مراكب صغيرة للتنقل أو حمل أطفالهم على الأكتاف للوصول إلى المدارس».

وروى أحد سكان القرية المتضررين جزءاً من المعاناة قائلاً: «بيوتنا غرقت وكل العزال غرق داخل البيت، والزرع اتلف».

 كما أكد أن تأثير الفيضان وصل إلى المناسبات الاجتماعية: «حتى الأفراح لم تسلم، حيث اضطر أحد شباب القرية لإدخال عروسه إلى منزل غمرته المياه مثل باقي منازل القرية».

أسباب الظاهرة: التعديات تُضاعف حدة الأزمة

أكدت وزارة الري أن ارتفاع التصريف المائي في هذا التوقيت يُعد أمراً طبيعياً، لكن تفاقم الأزمة يعود بشكل رئيسي إلى التعديات على المجرى.

التفسير الطبيعي والفوائد البيئية

أوضحت وزارة الري أن ارتفاع التصريف المائي في هذا التوقيت من العام يُعد «أمراً طبيعياً»، مشيرة إلى فوائده البيئية. 

حيث يسهم هذا الارتفاع في «تحسين جودة المياه بفرع رشيد الذي يعاني من تلوث وارتفاع نسب الأمونيا المسببة لنفوق الأسماك».

البناء المخالف يقلص القدرة الاستيعابية

لكن السبب الرئيسي لخطورة الفيضان يكمن في التعديات البشرية. إذ أدت «التعديات المستمرة على مجرى النهر عبر الردم والبناء المخالف منذ عام 2011» إلى تقليص القدرة الاستيعابية للمجرى بشكل حاد.

 فقد انخفضت قدرته على استيعاب المياه من «أكثر من 300 مليون متر مكعب يومياً إلى نحو 80 مليوناً فقط»، وهو ما ضاعف «حدة الأزمة»، وتُعد محافظتا المنوفية والبحيرة الأكثر تسجيلاً لـ «التعديات على مجرى النيل».

متابعة حكومية مستمرة

كان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قد حذّر في تصريحات سابقة من خطورة ارتفاع مناسيب النيل خلال أكتوبر، مؤكدًا أن الظاهرة تسببت بالفعل في غمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية داخل السودان

وأكد أن الحكومة المصرية «تتابع الموقف بشكل يومي وتضع خططًا استباقية لحماية الأرواح والممتلكات».

تم نسخ الرابط