الأربعاء 25 ديسمبر 2024 الموافق 24 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

صالح العاروري.. تعرف علي القيادي بحماس المغتال في انفجار بيروت

E2C51A55-78C1-44F0-83C9-6D3CAA555B66
E2C51A55-78C1-44F0-83C9-6D3CAA555B66

كتبت-زينب سعيد

أسفرت ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية منذ قليل،  استهدفت مكتباً تابعاً لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اليوم الثلاثاء عن مقتل أربعة أشخاص وعدد من الإصابات، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار الذي استهدف مكتباً لحماس في المشرفية أدى الى سقوط 4 قتلى وعدد من الإصابات.

وأكدت وسائل إعلام لبنانية أن المسؤول في حماس الذي اغتيل هو نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري.

وذكرت "القناة 13" الإسرائيلية أن القيادي الفلسطيني الذي تم اغتياله كان مقررا أن يلتقي أمين عام حزب الله حسن نصر الله غداً.

وكشفت الصحيفة الأميركية أن إسرائيل أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري، الذي يعتقد أنه كان على علم مسبق بتفاصيل الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من هذا الشهر وكذلك لإنه حلقة وصل بين الحركة من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة ثانية.

وأكدت الصحيفة إن العاروري، الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان قد ظهر في مقابلة مع قناة لبنانية قبل أسابيع عدة من الهجوم وتحدث فيها أن حماس تستعد لحرب شاملة، مشيرا إلى أن الحركة تناقش "عن كثب احتمالات هذه الحرب مع جميع الأطراف المعنية".

واعتبرت تصريحاته بمثابة تحذير، وفقا للصحيفة التي بينت أن العاروري تحدث كذلك في حينها عن وجود خطط إسرائيلية لتنفيذ عمليات تصفية لقادة في حماس محذرا من اندلاع حرب إقليمية في حال جرى ذلك.

وعلى الرغم من أن العمليات التي زعم العاروري أن إسرائيل تخطط لها لم تر النور، إلا أن حماس بالمقابل شنت هجومها المفاجئ على مدن وبلدات إسرائيلية أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، معظمهم مدنيون.

وتبين الصحيفة أن الهجوم كان أكبر بكثير من أن تخطط له حماس لوحدها، بعد أن شمل اختراق السياج الحدودي الفاصل مع قطاع غزةواستخدام طائرات مسيرة وأخرى شراعية واستهداف دقيق لمراكز مراقبة عسكرية واتصالات واستخبارات، وجميعها عمليات تحمل بصمات جهات داعمة خارجية.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك وثائق حكومية وقضائية القول إن العاروري يعتبر حلقة وصل استراتيجية بين ثلاث جهات، هي حماس وحزب الله وإيران.

ويقول أودي ليفي، الذي عمل لأكثر من 30 عاما في المخابرات الإسرائيلية، إن "معظم الأموال التي تذهب إلى حماس تأتي من إيران وإن الرجل الإيراني داخل حماس هو العاروري".

ويعتبر العاروري أحد القادة المؤسسين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الذي نفذ هجوم السابع من أكتوبر.

وعلى الرغم من وضعه على قائمة العقوبات الأميركية المرتبطة بالإرهاب ورصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار من وزارة الخارجية الأميركية لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله، إلا أن العاروري ظل يتنقل في المنطقة.

وبما في ذلك داخل إيران وخارجها وتعاون مع شخصيات إرهابية بما في ذلك القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قبل مقتله بغارة جوية أميركية مطلع 2020.

وتقول الصحيفة إن "العاروري ساعد في بناء وقيادة تحالف جديد لحماس مع إيران وحزب الله، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل لدرجة أنها طلبت مساعدة طارئة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2017 ومرة أخرى في عام 2018، لعرقلة مساعيه".

ويقيم العاروري حاليا في لبنان، حيث تقول تقارير إعلامية عديدة، بينها صحيفة نيويورك تايمز، إن قادة حماس التقوا مع كبار المسؤولين الإيرانيين وحزب الله في أبريل الماضي.

من هو العاروري؟

يعتبر دور العاروري في حركة حماس أصبح أكثر بروزا من مجرد شغله لمنصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

بالإضافة إلى استمراره في لعب دور في كتائب القسام، أمضى العاروري سنوات في المساعدة في إعادة بناء عمليات حماس في الأراضي الفلسطينية الأخرى التي تحاصرها إسرائيل، كالضفة الغربية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين سابقين في مجال مكافحة الإرهاب كانوا يتعقبون أثره.

يقول هؤلاء إن العاروري يعمل كمساعد رئيسي لإسماعيل هنية، أحد قادة حماس العديدين المقيمين في قطر، وخاصة فيما يتعلق بعمليات التواصل السياسي بين الحركة وإيران وحزب الله.

ولد العاروري في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وأصبح عنصرا أساسيا في النشاط المؤيد للفلسطينيين في منتصف الثمانينات في جامعة الخليل، حيث درس الشريعة الإسلامية.

يقول مسؤولون أمنيون في إسرائيل والولايات المتحدة إن العاروري انضم إلى حماس بعد وقت قصير من تشكيلها في أواخر عام 1987 مع بداية "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".

ويضيف هؤلاء أن الرجل سرعان ما تدرج من كونه قائدا لمنظمة شبابية داخل الحرم الجامعي إلى تأسيس كتائب القسام.

تشير الصحيفة إلى أن وثائق أميركية وإسرائيلية تظهر أن كتائب القسام بدأت بحلول أوائل التسعينيات، في شن هجمات ضد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وفي داخل إسرائيل، شملت تفجيرات وهجمات صاروخية واسعة النطاق.

في عام 2003، صنفت وزارة العدل الأميركية العاروري كمتآمر في قضية تتعلق بتمويل الإرهاب لارتباطه بثلاثة من نشطاء حماس في شيكاغو.

وتم وصف العاروري في لائحة الاتهام بأنه قائد عسكري رفيع المستوى في حماس، تلقى عشرات الآلاف من الدولارات مقابل أنشطة إرهابية بما في ذلك شراء الأسلحة.

احتجزت السلطات الإسرائيلية العاروري وسجنته ثلاث مرات، رغم أنه واصل نشاطه في حماس حتى أثناء وجوده في سجن إسرائيلي في عسقلان.

جرى اعتقال العاروري في عام 2007، ولكن تم إطلاق سراحه في عام 2011 عندما أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 1000 سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي أسرته حماس في عام 2006.

بعد إطلاق سراحه اضطر العاروري إلى الخروج من غزة وانتقل إلى العاصمة السورية دمشق للانضمام إلى قيادة حماس في المنفى هناك.

ومع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في 2012، بدأ العاروري في التحرك مرة أخرى، وأمضى بعض الوقت في تركيا.

في عام 2014، أعلن العاروري أن حماس مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في يونيو 2014 وشمل اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية، كان أحدهم مواطنا أميركيا إسرائيليا.

في سبتمبر 2015، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على العاروري باعتباره إرهابيا عالميا مصنفا بشكل خاص، قائلة إنه عمل "كممول رئيسي وميسر مالي لخلايا حماس العسكرية".

وتقول الوثائق الأميركية المتعلقة بهذا الإجراء إن العاروري أدار العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية، وإنه كان مرتبطا بالعديد من الهجمات الإرهابية وعمليات الاختطاف.

وتضيف الصحيفة أن العاروري انتقل بعدها إلى لبنان حيث لعب دورا فعالا في رأب الصدع الذي شاب العلاقات بين حركة حماس وإيران على خلفية الحرب الأهلية في سوريا وكذلك بدأ في إقامة علاقات أوثق مع حزب الله من قاعدة عملياته الجديدة في لبنان.

في نوفمبر 2018، عرض برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن العاروري.

وقالت وزارة الخارجية في ذلك الوقت، إن العاروري "يعيش حاليا بحرية في لبنان، حيث يقال إنه يعمل مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني".

كذلك تؤكد الصحيفة أن العاروري كانت تربطه علاقة وحضر اجتماعات مع سعيد إزادي رئيس "فرع فلسطين" في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

تم نسخ الرابط