الأربعاء 25 ديسمبر 2024 الموافق 24 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي.. رحلة رسول الله ليله الإسراء والمعراج

images (22)
images (22)

كتبت - نورهان الكردي

 يحتفل المسلمون بشكل سنوي في ليلة الإسراء والمعراج.. وهو اليوم الذي آسرى به الله بنبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم صعد إلى السماء، جبرانًا لخواطر الرسول في تلك الفترة العصيبة التي مرّ بها. 

معنى الإسراء والمعراج :

الإسراء: هو إذهاب الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بإيلياء ـ مدينة القدس ـ في جزء من الليل، ثم رجوعه من ليلته. 

والمعراج: هو إصعاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بيت المقدس إلى السموات السبع، وما فوق السبع، حيث فرضت الصلوات الخمس، ثم رجوعه إلى بيت المقدس في جزء من الليل .

الآدلة القرآنية والسنية حول الإسراء والمعراج :

إن الإسراء ثابت بالقرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة المتكاثرة.

أما في القرآن ففي قوله سبحانه: { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }(الإسراء الآية: 1 ). 

وأما المعراج فهو ثابت بالأحاديث الصحيحة التي رواها الثقات العدول، وتلقتها الأمة بالقبول، ولو لم يكن إلا اتفاق صاحبي الصحيحين: البخاري ومسلم على تخريجها في صحيحيهما لكفى، فما بالنا وقد خرّجها غيرهما من أصحاب كتب الحديث المعتمدة، وكتب السير المشهورة، وكتب التفاسير المأثورة .

أسباب رحلة الإسراء والمعراج :

تعددت أسباب رحلة الإسراء والمعراج ، منها :

- كانت تخفيفًا لآلام وأحزان الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب معاناته مع أهل قومه قريش. 

 - إعلاءً لشأن النبي صلى الله عليه وسلم، وإكرامًا له.

- تعويضًا للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- عمّا لاقاه من أهل الطائف وتكذيبهم له، قال -تعالى-: (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا.

ذهاب النبي في رحلة الإسراء والمعراج:

جاء جبريل عليه السلام للنبي وهو نائمًا على سريره، وكان راكبًا دابة البراق، كان النبي خائف وتصبب عرقًا فركب وانطلقت بهما إلى بيت المقدس. 

تفاصيل ما رآه النبي خلال رحلته:

حينما وصل النبي وجبريل إلى السماء، فرأى -عليه الصلاة والسلام- آدمَ -عليه السلام-، ورحّب به، وردّ عليه السّلام.

وأراه سيدنا آدم أرواح الشُهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره. 

وحينما صعد النبي إلى السماء الثانيّة، فرأى فيها يحيى وعيسى -عليهما السلام-، فسلّم عليهما. 

عندما صعد إلى السماء الثالثة رأى فيها يوسف -عليه السلام. 

بينما رأى إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة.

ورأى هارون -عليه السلام- في السماء الخامسة.

ورأى موسى -عليه السلام- في السماء السادسة. 

كما رأى السماء السابعة إبراهيم -عليه السلام-، وجميعُهم يُسلّمون عليه، ويُقرّون بنبوّته.

ثُمّ صعد إلى سدْرة المُنتهى، والبيت المعمور، ثُم صعد فوق السماء السابعة، وكلّم الله -تعالى-، ففرض عليه خمسين صلاة، وبقيَ النبيّ يُراجِعه حتى جعلها خمسًا.

وعُرض عليه اللّبن والخمر، فاختار اللّبن، فقيل له أنّه أصاب الفطرة. 

- رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رحلته المباركة الكوثر، وهو نهرٌ خصه الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إكرامًا له. 

كما شاهد النبي - صلى الله عليه وسلم- الجنة ونعيمها، وفي المقابل، وقف على بعض أحوال الذين يعذّبون في نار جهنم، كان من بينهم الذين يقعون في الغيبة ويخوضون في أعراض المسلمين. 

فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) رواه أبو داود .

بينما رأى أقوامًا تقطَّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل - عليه السلام -: ( هؤلاء خطباء أمتك من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟ ) رواه أحمد وصححه الألباني . 

ليلة الإسراء والمعراج والمسلمون:

إن رحلة الإسراء والمعراج لم تكن مجرد حادث عادي، بل كانت معجزة للمسلمين، معجزة من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، وهي رحلة لم يسبق لأي بشري أن قام بها، ولن يستطيع أحدً أن يقوم بها. 

كانت تلك الرحلة هدية ومكافآة على صبر النبي صلى الله عليه وسلم لفقدانه عمه ، وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، ومن أهل قريش الظالم. 

أراد الله أن يخفف من أعباء ومعاناة حبيبه الرسول - صلى الله عليه وسلم- فآتانا بتلك المعجزة، ومهما حاول الغرب طمسها وتقليل صحتها.. فهي بالنسبة لنا لا شك فيها وحدوثها مؤكد لا غبار عليه.

تم نسخ الرابط