سم الشوكران.. ذكرى إعدام الفيلسوف سقراط

كتبت - نورهان الكردي

تمر اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف اليوناني القديم سقراط، الذي توفي فى 15 فبراير من سنة 399 قبل الميلاد، الذي حُكم عليه بالإعدام، نتيجة لأفكاره وفلسفته التي لم يستطع أحدً أن يتقبلها أو يفهمها من أبناء عصره. 

حياة الفيلسوف سقراط : 

سقراط، هو فيلسوف وحكيم يوناني، يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية. 

تزوج سقراط من «زانثيبي» التي كانت تصغره في السن بكثير. وأنجبت منه ثلاثة أبناء، هم «لامبروكليس» و«سوفرونيسكوس» و«مينيكسينوس».

عمل في الفن وقتًا قصيرًا، ثم تحول إلى الفلسفة. 

وحسب أقاويل أفلاطون،تعلم سقراط أسس الفلسفة على يد بارمينيدس وطور نفسه . 

أصبح سقراط مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. 

تنسب إلى سقراط مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي المعروف. 

كما قام سقراط بإسهامات مهمة وخالدة في مجالا المعرفة والمنطق. 

وصفه بعض تلاميذه، بما فيهم «إيريك هافلوك»و«والتر أونج»، على أنه مناصر لأساليب التواصل الشفوية حيث وقف أمام الإسهاب غير المقصود الذي تتصف به الكتابة.

وفي كتاب الندوة للمؤرخ «زينوفون»، ذكر أن سقراط كان يقول إنه يكرس نفسه للشيء الذي يعتبره أهم فن أو مهنة وهو مناقشة الفلسفة. 

وعلى ما جاء في حوارات أفلاطون، أن سقراط قد أدى خدمته العسكرية، وقال أفلاطون : سقراط إنه خدم في الجيش الأثيني خلال ثلاث معارك، وهي بوتيديا و أمفبوليس و ديليوم. 

وصف «ألكيسيبياديس» شجاعة وقوة سقراط في معركتي بوتيديا و ديليوم وذكر كيف أن «سقراط» أنقذ حياته في معركة بوتيديا. 

وفي عام 406 قبل الميلاد، أصبح سقراط عضوًا في مجلس الشيوخ اليوناني. 

محاكمة سقراط بالإعدام :

تلقى سقراط إتهامه من ثلاث شخصيات أساسية، هم :

أنيتو، ابن الأثيني البارز أنثيميون. 

ميليتو، شاعر وهو من قدم الشكوى للحاكم. 

ليقون، ممثل عن المتحدثين. 

حيث سعت حكومة الطغاة الثلاثين لأن يطلبوا من سقراط وأربعة آخرين تنفيذ حكم إعدام ظالم على حاكم سلاميز. 

وحوكم على سقراط أيضًا بسبب إنكاره الآلهة وإفساد أخلاق الشباب. 

يُذكر أن عملية إعدام سقراط أُجلت كثيرًا بسبب أعياد دينية، وكان يمكنه أن يهرب، وتمنت السلطات حينها أن يهرب. 

كما ذُكر أن وسائل هروب سقراط من سجنه قبل تنفيذ حكم الإعدام كانت متيسرة، حيث كان بإمكان تابعيه أن يقدموا رشوة لحراس السجن، لكنه رفض ذلك احتراما للقوانين.

 أمر القاضي سقراط بالمثول أمام اللجنة العليا في أثينا والتي تكونت من مواطني البلد ، بهدف الدفاع عن نفسه ضد التهم المنسوبة إليه. 

تم اختيار هؤلاء المواطنين عن طريق القرعة من الرجال المنتمين إلى مختلف الطبقات الاجتماعية وممن حملوا الجنسية الأثينية فقط. 

يستدل من محاكمة سقراط أنها كانت تمثل فارق كبير بين مختلف المحاكمات، حيث كانت المحكمة مكونة من 500 مواطن أثيني. 

وبعد أن قدم كلاً من المدعي عليه وسقراط ما لديهم، حكم القاضي بإدانة سقراط ب280 صوتٍ مقابل 220 فقط.

نقل أفلاطون في كتاباته أن التصويت قد جاء في صالح عقوبة الموت 360 صوتًا مقابل 140، حيث خسر سقراط تعاطف المواطنين معه بسبب نبرته الساخرة وعدم طلبه العفو. 

وبحسب ما جاء كتاب "أوروبا تاريخ وجيز" تأليف جون هيرست :

إن طريقة إعدام سقراط، كانت شرب السم ، وكان ذلك السم مستخرج من نبات الشوكران. 

ووجب أن يشرب السم في نهاية اليوم، وترجاه تلامذته أن يؤخر من شرب السم. 

لكنه رفض معللًا ذلك بأنه سيشعر بالمهانة أمام نفسه إذا تمسك بالحياة، وأخذ السم بكل هدوء، قائلا: "إن هذا السم يقتل سريعًا".