زكي فطين عبد الوهاب.. صراع مع المرض وأرث فني خالد
كتبت - أميرة محمد
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان زكي فطين عبد الوهاب، نجل المخرج فطين عبد الوهاب والفنانة ليلى مراد، الذي رحل عن عالمنا تاركًا إرثًا غنيًا من الفن.
نشأ زكي فطين في بيئة فنية عريقة، الأمر الذي دفعه لدخول عالم الفن منذ الصغر، متأثرًا بوالديه وخاله الفنان منير مراد.
التحق زكي فطين بمعهد السينما دون علم والده، الذي رفض عمله في الفن خوفًا من صعوباته.
في عام 1981، تزوج زكي فطين من الفنانة سعاد حسني بعد قصة حب نشأت خلال تصوير فيلم "أهل القمة". واجه هذا الزواج رفضًا من والدته التي تعجبت مما يقوله فكيف لطالب لا يعرف كيف يكسب قوت يومه أن يتزوج من نجمة كبيرة مثل سعاد حسني.
ورفضت الزيجة رغم حبها الكبير لسعاد، وعلى الرغم من هذا لم تتدخل في اختياراته، حيث قال زكي فطين في لقاء تلفزيوني انها في النهاية قالت له: "دائمًا تتعبني حتى في ولادتك كنت سأموت".
في لقاءات تلفزيونية، اعترف زكي فطين بأن سعاد حسني كانت تحب طليقها علي بدرخان أكثر منه، حتى بعد زواجهما.
كشف أيضًا عن زواجه من أمريكية هربت إلى بلادها بعد ذلك لعدم تحملها المعيشة، تاركة معه طفلًا لا يعرف مكانه حتى الآن.
شارك زكي فطين في العديد من الأفلام والمسلسلات الناجحة، تاركًا بصمةً مميزةً في الفن المصري، وأبرزهم: "إسكندرية كمان وكمان"، "سكوت هنصور"، "ريش نعام"، "بحب السيما"، "الفاجومي"، "سمارة"، "أهل كايرو"، "المواطن إكس"، "على كف عفريت"، "طرف ثالث"، و"تفاحة آدم"، وغيرهم.
كان لديه عزة نفس في اختيار أعماله ولا يرضخ نهائيًا لما يقال عنها "ظروف السوق" بل كان يؤكد أنه لم يطلب يومًا من منتج أو مخرج دورًا في عمل فني، بل كان ينتظر أن يهاتفوه ليعرضوا عليه المشاركة ليختار الأدوار التي يراها مناسبة.
قرر زكي فطين عبد الوهاب خوض تجربة جديدة في مسيرته عام 1996، عندما أخرج تجربة سينمائية تحت اسم "رومانتيكا"، لكن بعدها قرر ألا يسلك هذا الطريق ويكتفي بمجال التمثيل.
حياة زكي فطين عبد الوهاب لم تكن سهلة، خاصة في نهايتها، وفي عام 2019 أعلن إصابته بمرض السرطان، وكان يتابع مع الجمهور تطورات صحته خطوة بخطوة حتى استطاع أن يقاومه ويتعافى منه، وفي العام الذي رحل فيه، أعلن إصابته مرة أخرى بالسرطان، لكنه لم يتمكن هذه المرة من هزيمته ورحل عن عالمنا تاركاً رصيداً يفخر به.
في عام 2019، أعلن زكي فطين عبد الوهاب عن إصابته بسرطان الرئة، وبدأ رحلة علاجه التي واجه خلالها صعوبات مالية.
أكد زكي فطين خلال لقاءات تلفزيونية على أهمية العامل النفسي في التغلب على المرض، حيث ساعدته ثقته بنفسه وإيمانه بالشفاء على تخطي الصعوبات.
تلقى زكي فطين دعمًا كبيرًا من زملائه الفنانين، خاصة الفنانة نادية لطفي وشقيقه أشرف أباظة، الذين وقفوا إلى جانبه خلال فترة مرضه.
اضطر زكي فطين إلى بيع سيارته لاستكمال علاجه، مما يعكس صعوبة الأوضاع المالية التي واجهها خلال رحلة مرضه.
أثنى زكي فطين على دور نقابة المهن التمثيلية في مساعدته على استكمال علاجه، مؤكدًا أنه لولا دعم النقابة لما استطاع تخطي هذه الأزمة.
وفي يوم 20 مارس توفى الفنان زكي فطين عبد الوهاب بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 61 عامًا.
رحل زكي فطين عبد الوهاب تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا من الأفلام والمسلسلات، بالإضافة إلى قصة حياته الملهمة التي واجه فيها الصعوبات بشجاعة وتفاؤل.