في ذكري رحيل الإمام الحسين.. أين دفنت رأسه وجسده؟
في ذكرى واحدة من أكبر مآسي التاريخ الإسلامي، وهى استشهاد سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهما، وهو حفيد النبي محمد صلي االله عليه وسلم، بعد قتل على يد قتلته من بني أمية واتباع يزيد بن معاوية يوم عاشوراء في معركة كربلاء، ليستشهد نجل السيدة فاطمة الزهراء ومعه أصحابه وأهل بيته.
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب
يذكر انه قتل في المعركة 72 رجلًا من أصحاب الحسين، و88 رجلًا من جيش عمر، وطعنه سنان بن أنس واحتز رأسه.
وقيل أن الذي قطع رأسه شمر بن ذي الجوشن.
أين دفنت رأس الإمام الحسين؟
وبحسب الأديب الكبير عباس العقاد في كتابه "أبي الشهداء الحسين بن علي" فأن أغلب أقوال المؤرخين اتفقت فيما بينها على موضع مدفن جسد الإمام الحسين عليه السلام، فيما تعددت أيما تعددٍ في موطن الرأس الشريف.
وقال العقاد الاختلافات في موضع رأس الإمام الحسين، فمنها: أن الرأس قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها.
ومنها: أنه أرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص والي يزيد على المدينة، فدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء.
ومنها: أنه وُجِدَ بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته، فدُفِنَ بدمشق عند باب الفراديس.
وأخر منها: أنه كان قد طيف به في البلاد حتى وصل إلى عسقلان، فدفنه أميرها هناك، وبقي بها حتى استولى عليها الإفرنج في الحروب الصليبية؛ فبذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة حيث دفن بمشهده المشهور.
وذكر العقاد ما قاله الشعراني في طبقات الأولياء: «إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه في كيس من الحرير الأخضر على كرسي من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب.
ودُفِنَ في المشهد الحسيني قريبًا من خان الخليلي في القبر المعرف».
وقال السائح الهروي في الإشارات إلى أماكن الزيارات: «وبها — أي عسقلان — مشهد الحسين — رضي الله عنه — كان رأسه بها، فلما أخذتها الإفرنج نقله المسلمون إلى مدينة القاهرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة».
وفي رحلة ابن بطوطة أنه سافر إلى عسقلان «وبه المشهد الشهير حيث كان رأس الحسين بن عليٍّ عليه السلام، قبل أن ينقل إلى القاهرة»، وكذلك ذكر سبط بن الجوزي فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات، وأنه لما جيء به بين يدي يزيد بن معاوية قال: «لأبعثنَّه إلى آل أبي معيط عن رأس عثمان» وكانوا بالرقة، فدفنوه في بعض دورهم، ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع، وهو إلى جانب سوره هناك..