الأربعاء 16 أكتوبر 2024 الموافق 13 ربيع الثاني 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
جريدة القارئ نيوز جريدة القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في ذكرى ميلاده.. ماذا تعرف عن رفاعة الطهطاوي مؤسس الصحافة المصرية؟

رفاعة الطهطاوي
رفاعة الطهطاوي

في مثل هذا اليوم منذ أكثر من 200 سنة ولد رفاعة الطهطاوي مؤسس الصحافة المصرية، ورائد لنهضة المصرية القديمة، الذي تميز في مجالات عدة، وبرزت مواهبه ورجاحة عقله ومواهبه منذ صغره.

ونستعرض في هذا التقرير على رفاعة الطهطاوي.

نشأة الطهطاوي

ولد رفاعة بك بن بدوي بن علي بن محمد بن علي بن رافع بيوم 15 أكتوبر نت عام 1801، وذلك بطهطا الواقعة بمديرية جرجا، صعيد مصر.

ولد لأسرة من الأشراف وانتقل مع والده إلى عدة مناطق منها النيدة، ثم فرشوط ثم قنا، وفي رحلته مع والده حفظ القرآن وجميع المتون، إلى أن توفي والده عام 1816، وانتقل الطهطاوي إلى القاهرة بعد ذلك ليكمل دراسته بالأزهر الشريف وذلك في عام 1817.

دراسة الطهطاوي

ودرس رفاعة الطهطاوي على يد العديد من شيوخ الأزهر، ومنهم مثلا حسن العطار، الذي اهتم به اهتماما شديدا.

وفي تلك الفترة برز اهتمام رفاعة بالتاريخ والجغرافيا فاهتم بتعلمهما، وأنهى دراسته بعام 1822، وتم تعيينه كمدرس لمدة سنتين، قبل أن ينتقل ليكون واعظ وإمام بالجيش عام 1824.

سفر الطهطاوي لـ فرنسا

وسافر رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا، مرافقا لأول جالية مصرية هناك، واستغل رفاعة مدة بقاؤه في فرنسا في تعلم اللغة الفرنسية، والبحث عن العلوم الجديدة وترجمتها للعربية، وشملت العلوم التي ترجمها: الجغرافيا والتاريخ وبعض العلون الأخرى.

كما حرص رفاعة على البقاء على تواصل مستمر ببعض الشخصيات العلمية الفرنسية، وأبرزهم: مسيو جومار، العالم البارون دوساسي، وغيرهم.

واهتم الطهطاوي بالتأليف والترجمه، فكتب عدة كتب وأرسلها لمصر ومن أبرزها: "مبادئ العلوم المعدنية"، "تلخيص الإبريز في تلخيص باريز"، وطبعت هذه الكتب بمصر حيث طبع الأول ب1828، والثاني عام 1932 بمطبعة بولاق الرسمية.

عودة رفاعة إلى القاهرة

وعند عودة رفاعة إلى القاهرة عام 1831، تم تعيينه مترجم بمدرسة الطب بأبي زعبل، كما أشرف على مدرسة المارستان.
واهتم رفاعة بعدة علوم في وقت واحد، فمع اهتمامه بالجغرافيا والتاريخ، وتعلمه للغة الفرنسيه واهتمامه بالترجمة، درس الحساب والهندسة والمنطق.

وانتقل إلى مدرسة الطوبجية بعام 1833 كمترجم للعلوم العسكرية والهندسية، كما أنشأ مدرسة التاريخ والجغرافيا في العام نفسه.

الطهطاوي ومدرسة الألسن

وأنشأ الطهطاوي مدرسة الترجمة "الألسن" عام 1835م، وأولاها اهتمامه الكامل، حيث أشرف عليها بنفسه فنيا وإداريا فضلا عن أنه درس بها الأدب والشرائع العربية والغربية، كما كان يختار كتب الترجمة أو يشرف عليها، الأمر الي أظهر اهتمامه بالترجمة أثناء فترته في المدرسة.

واستعان خلال هذه الفترة بالشيخ أحمد عبد الرحيم، كما تخرج على يده العديد من المعلمين الذين عملوا في كثير من المدارس المصرية.

وكان أبرز أسباب تميز مدرسته هو اهتمامها بتدريس اللغات وخاصة الفرنسية، فضلا عن تقديم علوم متنوعة أخرى تشمل الإدارة والقوانين الأجنبية وفنون الأدب العالية والشرائع الإسلامية.

وكان رفاعة هو من أنشأ قلما للترجمة بعام 1841م، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس مدرسة الإدارة الإفرنجية "العلوم السياسية" عام 1844م، وقسم خاص للإدارة الزراعية الخصوصية عام 1847م.

عمل الطهطاوي في الصحافة

وأشرف رفاعة الطهطاوي على جريدة الوقائع المصرية بعام 1842، وتدرج إلى أن تولى رئاسة تحريرها، وهنا بدأ عهد جديد وتعديلات أحدثها على الجريدة.

فبدأ رفاعة بتجديد من محتوى الجريدة وقالبها الإخراجي، كما غير اسمها وبدأ بعملية تمصيرها وإدراج اللغة العربية لتأخذ الصدارة ثم ترجمتها باللغة التركية في الصفحة المواجه لها.

فعمد الطهطاوي إلى كتابة الصفحة العربية بالجهة اليمنى، والترجمة التركية بالجهة اليسرى، وأرسلها إلى محمد باشا، مع وثيقة تنظيم كتب فيها أن الجريدة ستعتمد في الأساس على الأخبار المصرية كمادة رئيسية، أما الحوادث الخارجية يمكن أن تنشر لكن تبقى الغلبة للأخبار المصرية.

تغيرات في المضمون الصحفي

واهتم الطهطاوي بقيم الخبر الصحفي وأهمها الحداثة، حيث كلف مترجم بإحضار الأخبار إن تأخرت، وفي حال لم تصل الأخبار في الوقت المناسب فإنه كان يكلف علي لبيب أفندي، معاون ديوان المجارس، المترجم العربي ليذهب إلى الدواوين واحضار الأخبار في الموعد المناسب.

كما تطرق رفاعة إلى إدخال التجديدات على محتوى الجريدة، فتحولت الأخبار والحوادث والافتتاحية إلى موضوعات تهم الشرق الأوسط وأوروبا، بينما ابتعد عن المدح والحشو المبالغ به.
وناقشت الجريدة السياسات الداخلية والخارجية إلى أن صدر قرار بترقيته لقائم مقام في عام 1843.

بعثته إلى السودان

وأرسل عبان حلمي الثاني رفاعة الطهطاوي إلى السودان، وأغلق مدرسة الألسن بنوفمبر 1849، وظل بالسودان حوالي 3 سنوات عمل على الإشراف على مدرستها وترجم الرواية الفرنسية "تلايمك".

إلى أن عاد إلى مصر بعام 1854، مع تولي سعيد باشا الحكم، فأعاد مدرسة الألسن، وتولى وكالة المدرسة الحربية عام 1855، وأنشأ مدرسة مستقلة للحربية بالقلعة، وتولى أيضا نظارة مدرسة الهندسة ومصلحة الأبنية، وفي ذلك الوقت أعد رفاعة أول مشروع له لطباعة كتب التراث العربي الإسلامي.

ولكن الرحلة توقفت هنا حيت تم فصله من كل وظائفه الرسمية بعام 1861.

عودته للصدارة مرة أخرى

ولكن فصله لم يدم طويلا حيث عاد مرة أخرى في عهد الخديوي إسماعيل، فعاد الطهطاوي لنظارة قلم الترجمة، وأنشأ مع علي مبارك مجلة "روضة المدارس" 1870، وتولى رئاسة تحريرها وتصرف فيها كيفما يريد.

وتضمنت المجلة موضوعات تتعلق بالأدب، السياسة، التاريخ، الزراعة، الطب، التجارة، فضلا عن إنشاء ملحقات إضافية لموضوعات كانت أطول من أن توضع بالمجلة، كما برز اهتمام رفاعة بالمرأة، وكانت مجلته من أولى الصحف في هذا المجال.

وألف رفاعة كتابه "المرشد الأمين للبنين والبنات" في عام 1872م، وترجم حوالي 7 كتب.
وفاته

توفي رفاعة الطهطاوي في 27 مايو 1873م، ودُفن بمدافن العائلة بباب الوزير

تم نسخ الرابط