إعلام لبناني: استشهاد 27 شخصاً في غارات إسرائيلية على البقاع
تتفاقم معاناة الشعب اللبناني، حيث أفادت وسائل الإعلام اللبنانية اليوم بأن 27 شخصاً استشهدوا نتيجة الغارات الإسرائيلية على منطقة البقاع.
وتأتى هذه الأحداث المأساوية في وقت تعاني فيه المستشفيات من ضغط متزايد بسبب عدد الجرحى والمصابين المتزايدين نتيجة النزاع المستمر.
وأوضح وزير الصحة اللبناني، الدكتور فراس الأبيض، أن المستشفيات بحاجة ماسة إلى الدعم في هذه الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن مراكز الرعاية الصحية تُعتبر خط الدفاع الأول للنازحين، حيث تواجه هذه المراكز العديد من التحديات وتحتاج إلى توافر بعض الأدوية الأساسية لعلاج المصابين.
كما أكد الأبيض أن القطاع الخاص يقوم بدوره بنفس مستوى القطاع الحكومي، مما يعكس درجة عالية من التضامن والوحدة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
منسقة أممية تشدد على ضرورة حماية التراث الثقافي اللبناني
وفى سياق الأحداث، حذرت المنسقة الأممية بلاسخارت من الأضرار التي قد تلحق بالمعالم التاريخية اللبنانية، وفي منشور على منصة "إكس"، شددت بلاسخارت على ضرورة حماية التراث الثقافي اللبناني وعدم تحويله إلى ضحية أخرى للصراع، مشيرة إلى أن بعض المواقع الأثرية في لبنان، التي تعود لآلاف السنين، تواجه تهديدًا غير مسبوق.
ودعت الأطراف المعنية إلى اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على هذه الثروة الثقافية التي تعكس جزءًا مهمًا من الهوية الحضارية للبنان والمنطقة.
تدمير واسع للمباني الدينية
أشارت بلاسخارت في تقريرها إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية، التي بدأت منذ 6 أكتوبر 2023، أسفرت عن تدمير أو تضرر عدد كبير من المباني المخصصة للعبادة في مختلف المناطق اللبنانية.
شملت هذه المباني مساجد في مناطق متعددة مثل يارون وكفردونين ومارون الراس وطير دبا وكفر تبنيت، إلى جانب حسينية للنساء في بلدة مفدون وكنيسة روم كاثوليكية في مدينة صور.
كما تم استهداف مسجدين آخرين في العباسية والضيرة بواسطة المتفجرات، وفي 29 أكتوبر، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي مسجد أم التوت في قضاء صور.
تهديد مباشر لمواقع التراث العالمي
أكدت بلاسخارت على أن الهجمات المتزايدة في وادي البقاع، وخاصة في منطقة بعلبك، باتت تشكل تهديدًا خطيرًا لمجمع المعبد القديم المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وتعتبر هذه المواقع أهدافًا مدنية محمية وفقًا للقانون الإنساني الدولي، ولا ينبغي استهدافها إلا إذا تحولت إلى أهداف عسكرية، ومع ذلك، تشدد الأمم المتحدة على ضرورة التزام جميع الأطراف المتنازعة بمبادئ التناسب والحذر في العمليات العسكرية لحماية هذه المواقع التاريخية.
الأبعاد الثقافية والدينية للتدمير
أشارت المنسقة الأممية إلى أن استهداف أماكن العبادة يلحق ضررًا كبيرًا بحرية الدين ويمثل انتهاكًا للحقوق الدينية للمجتمعات المتأثرة.
علاوة على ذلك، يعتبر تدمير التراث الثقافي تدميرًا للهوية التاريخية والثقافية لهذه المجتمعات، مما يخلق جرحًا عميقًا لا يُشفى بمرور الزمن.
وأكدت بلاسخارت أن حماية الإرث الثقافي اللبناني أمر حيوي لضمان بقاء ذاكرة وهوية الشعب اللبناني، مما يتطلب من جميع الأطراف العمل على حماية هذه المواقع من أي أضرار أو تدمير محتمل.