رئيس الوزراء: استضافة القاهرة للمنتدى الحضري العالمي تأكيد على مكانة مصر الدولية
تتجه أنظار العالم اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث تُعقد النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي، في خطوة تؤكد الدور الريادي لمصر في دعم قضايا التنمية الحضرية المستدامة على الساحة الدولية.
في إطار هذا الحدث العالمي، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، مؤتمرًا صحفيًا ظهر اليوم للإعلان عن انطلاق فعاليات المنتدى، بحضور أنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
ترحيب واستعراض لأهمية المنتدى الحضري العالمي
افتتح رئيس الوزراء كلمته بالترحيب بأنا كلوديا روسباخ، ممثلة منظمة الأمم المتحدة، وجميع الوزراء والمسؤولين الحاضرين، مؤكدًا اعتزاز مصر باستضافة هذه النسخة من المنتدى الحضري العالمي.
وأعرب الدكتور مدبولي عن أهمية المنتدى باعتباره ثاني أكبر فعالية تنظمها الأمم المتحدة بعد مؤتمر المناخ، مشيرًا إلى أن تنظيم المنتدى في مصر يعكس ثقة المجتمع الدولي في الدولة المصرية وقدرتها على استضافة الأحداث الكبرى التي تسهم في تعزيز قضايا التنمية المستدامة.
اختيار القاهرة رسالة تقدير دولية لمصر
أكد الدكتور مدبولي أن اختيار القاهرة لاستضافة هذا المنتدى يعبر عن تقدير المجتمع الدولي للجهود التنموية التي تبذلها مصر، وخاصة في مجال التطوير الحضري، حيث أصبحت القاهرة نموذجًا بارزًا في هذا المجال.
وأشار إلى أن تنظيم المنتدى في القاهرة يعد لحظة خاصة له على المستوى الشخصي، إذ كان يشغل سابقًا منصب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة "الهابيتات"، وكان يعمل حينها على أن تستضيف مصر هذا الحدث العالمي، وهو ما تحقق اليوم بفضل التزام الدولة المصرية بتنفيذ سياسات تنموية مستدامة.
تحديات تنظيم المنتدى
تناول رئيس الوزراء التحديات التي واجهت الحكومة المصرية في استضافة المنتدى في القاهرة، باعتبارها مدينة ضخمة يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة.
وأوضح أن هذا التحدي يعكس الثقة في القدرة التنظيمية لمصر، خاصة أن المنتدى يشهد حضور 37 ألف مشارك، من بينهم 72 وزيرًا، و96 محافظًا وعمدة مدينة من مختلف دول العالم.
وأكد أن اختيار القاهرة لتنظيم هذه الفعالية يشير إلى مدى الثقة في قدرة المدينة على استيعاب هذا العدد الكبير من المشاركين وتنظيم المنتدى بسلاسة.
جهود مصر لتطوير البنية التحتية والنقل الحضري
أشاد الدكتور مدبولي بالجهود المبذولة على مستوى محافظة القاهرة ومحافظات مصر عامة، من تطوير مشروعات النقل الحضري والبنية الأساسية لتسهيل حركة المشاركين في المنتدى.
وأشار إلى أن تلك الاستعدادات لاقت إشادة من قبل السيدة أنا كلوديا روسباخ، التي أكدت أن هذه النسخة من المنتدى تتميز بأكبر عدد من المشاركين في تاريخ المنتديات الحضرية، وهو إنجاز يعكس نجاح مصر في تنظيم الفعاليات الدولية.
التجربة المصرية في التنمية الحضرية نموذج يحتذى به
وأشار رئيس الوزراء إلى أن اختيار القاهرة يأتي بناءً على الإنجازات التي حققتها مصر على أرض الواقع في مجالات متعددة تتعلق بالتنمية الحضرية، مثل مشروعات الإسكان الاجتماعي التي تخدم محدودي الدخل والشباب، وتطوير المناطق العشوائية، والنقل المستدام، وإنشاء المدن الذكية والخضراء.
واعتبر الدكتور مدبولي أن مصر تمثل نموذجًا عالميًا رائدًا في مجال تطوير المناطق غير الآمنة، حيث تسعى الدولة إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال هذه المشروعات التنموية.
أهمية تبادل الخبرات من خلال المنتدى الحضري
لفت رئيس الوزراء إلى أهمية المنتدى كمنصة دولية لتبادل الخبرات والأفكار، حيث يتيح الفرصة أمام المشاركين للاستفادة من التجربة المصرية في التنمية الحضرية، ليس فقط من خلال النقاشات والجلسات، بل أيضًا عبر زيارات ميدانية لمشروعات قائمة على أرض الواقع.
وأكد أن القاهرة، كمدينة ذات تراث حضاري كبير، ستشهد نقاشات مستفيضة حول مشروعات التراث العالمي، بما يسهم في تعزيز فهم القيم الثقافية والحضارية ضمن جهود التنمية المستدامة.
مبادرة حياة كريمة
اختتم رئيس الوزراء كلمته بالإشارة إلى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" كمثال بارز على جهود التنمية في مصر، موضحًا أن هذه المبادرة تهدف إلى تحسين مستوى الحياة في الريف المصري، وتستهدف أكثر من 60 مليون مواطن، الأمر الذي جعلها محط تقدير من الأوساط الدولية كواحدة من أهم التجارب الناجحة في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين نوعية الحياة للمواطنين.
في ختام كلمته، أعرب الدكتور مدبولي عن أمله في أن يسهم المنتدى الحضري العالمي في تقديم توصيات ونتائج تساهم في إحداث تطور نوعي في مجال التنمية الحضرية، خاصةً في ظل التحديات العالمية الراهنة، من تغيرات بيئية وأزمات اقتصادية تؤثر على مختلف جوانب التنمية الحضرية.