الرئيس الفرنسي يهنئ فيروز بعيد ميلادها الـ90: صوتك يطيب القلوب
حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الاحتفال بعيد ميلاد الفنانة اللبنانية فيروز الـ90، حيث وجه لها رسالة عبر حسابها على إنستجرام.
كتب الرئيس الفرنسي باللغتين العربية والفرنسية: "صوت فيروز لا يزال يطيب قلوب اللبنانيين والفلسطينيين الباحثين على دفئ السلام، التى تجسد كرامة هذه المنطقة، عقبال المية!".
ذكرى ميلاد «فيروز»
ويذكر أن احتفل العالم العربي، أمس، بذكرى ميلاد أيقونة الغناء العربي، الفنانة فيروز. صاحبة الصوت الملائكي الذي حفر اسمه في ذاكرة الأجيال، وبات صوتها جزءًا أصيلاً من الهوية الثقافية العربية.
ولدت فيروز، واسماً نهاد وديع حداد، في 20 نوفمبر 1935، في بيروت.
بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث انضمت إلى كورال الإذاعة اللبنانية، سرعان ما اكتشف موهبتها الأخوان فليفل، لتبدأ رحلتها الفنية الحقيقية.
أغاني خالدة تجاوزت الزمان والمكان
بأغانيها التي مزجت بين الأصالة والحداثة، استطاعت فيروز أن تصل إلى قلوب الملايين، وأصبحت رمزًا للفن الراقي والأصيل. أغانيها تتناول مواضيع إنسانية عميقة، وتعبّر عن هموم وآمال الشعوب العربية.
فيروز "جارة القمر"
لقبها الجمهور بـ"جارة القمر"، نظراً لصوتها الساحر الذي يلامس القلوب، وأدائها المتميز الذي يجعلها فريدة من نوعها.
شراكة مع الرحابنة
شكلت شراكة الفنانة فيروز مع الأخوين رحباني، علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية. بدأت هذه الشراكة في خمسينيات القرن الماضي، حيث قدم عاصي الرحباني الألحان لفيروز، والتي سرعان ما تزوجته وأنجبت منه أربعة أبناء.
كانت أعمالهم معًا، سواء على المسرح أم في الأغاني، تجسيدًا للعصر الذهبي للموسيقى اللبنانية والعربية.
قدمت هذه الثلاثي أعمالاً خالدة، حفرت في ذاكرة الأجيال، وأصبحت جزءًا من الهوية الثقافية العربية.
انطلاقة حقيقية ونجاح ساحق
بدأت مسيرة فيروز الفنية بشكل جدي عام 1952، عندما بدأت تسجيل أغانيها التي لحنها عاصي الرحباني.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عجلة الإبداع، فكل أغنية جديدة كانت تحمل في طياتها لمسة سحرية تجذب المستمعين.
انفصال مؤثر وتجديد فني
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته فيروز مع الرحابنة، إلا أن الزواج انتهى بالانفصال عام 1979. ومع ذلك، استمر تأثير الرحابنة على مسيرتها الفنية.
بعد الانفصال، بدأ نجلها زياد الرحباني يتعاون معها، مما أضاف بُعدًا جديدًا لمسيرتها الفنية.
قدم زياد ألحانًا عصرية تجددت بها موسيقى فيروز، وحافظت على مكانتها كأيقونة للغناء العربي.
أحيت فيروز العديد من الحفلات والمهرجانات في لبنان ومدن عربية وعالمية، وقد ارتبط اسمها ارتباطا عميقا بقلعة بعلبك، إحدى أبرز المعالم الأثرية في لبنان. فقد كانت هذه القلعة التاريخية شاهدة على العديد من حفلاتها التي تركت أثرا لا ينسى في ذاكرة جمهورها، حيث أضافت الأبنية الرومانية الضخمة وجمال الموقع العريق بعدا خاصا لصوتها.
كما تميزت مسيرتها بتقديم المسرحيات الغنائية، التي أصبحت جزءا أساسيا من تاريخ الفن اللبناني، وقد جمعت هذه المسرحيات بين جمال الكلمة، وسحر اللحن، وقوة الأداء التمثيلي، ومن أبرزها "ميس الريم"، "هالة والملك" و"المحطة".
استطاعت فيروز وفق ما يقوله حجازي أن تكسب جمهورا واسعا في العالم العربي واحترام العالم بأسره، ويشدد "يكفيها فخرا أنها رفضت الذهاب للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين زار لبنان، فزارها هو شخصيا في منزلها، هذا حدث استثنائي يعكس مكانتها العظيمة، ويؤكد أن الفنان عندما يكون كبيرا في بلده، يصبح كبيرا في العالم".
تميزت أغاني فيروز بالبساطة والعمق في آن واحد، غنت عن الحب والحياة والوطن والقضية الفلسطينية.
كما قدمت أغاني للأطفال، مما جعلها قريبة من قلوب جميع الفئات العمرية.
كانت فيروز رائدة في مجال الموسيقى العربية، حيث قدمت أغاني قصيرة ذات معنى، مخالفة بذلك الأغاني الطويلة السائدة في ذلك الوقت.