تناول الطعام في وقت متأخر قد يضر قلبك وصحتك أكثر مما تتخيل

يعد تناول الطعام في وقت متأخر من الليل من العادات التي قد يمارسها الكثيرون بسبب العمل المتأخر، أو الاسترخاء أمام التلفاز، أو ببساطة الجوع المفاجئ ومع ذلك، قد يكون لهذه العادة تأثيرات سلبية على صحة الجسم بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص، مما يسبب العديد من المخاطر الصحية التي قد لا تكون واضحة على الفور.

تأثير تناول الطعام في وقت متأخر على هضم الطعام

عندما نتناول الطعام في وقت متأخر من الليل، يكون الجسم قد بدأ في الاستعداد للراحة والنوم، ويقل نشاط الجهاز الهضمي، في الظروف الطبيعية، يعمل الجهاز الهضمي بشكل أفضل عندما يكون الجسم نشطًا، بينما أثناء النوم تنخفض مستويات النشاط البدني والعضوي بشكل عام وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الهضم، مثل الحرقة أو الارتجاع الحمضي، عندما يستلقي الشخص بعد تناول الطعام، يزيد احتمال ارتجاع الطعام من المعدة إلى المريء بسبب ضعف العضلة العاصرة المريئية السفلية أثناء النوم.

زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب

تناول الطعام في وقت متأخر يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، الدراسات الحديثة أظهرت أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يساهم في زيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الجسم، وعند تناول وجبة كبيرة في المساء، قد يزيد الضغط على القلب بسبب الجهد الإضافي الذي يحتاجه الجسم لتكسير الطعام أثناء فترة الراحة، هذا يزيد من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو أحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى أمراض القلب.

تأثير تناول الطعام المتأخر على الوزن وصحة الأيض

عند تناول الطعام في وقت متأخر، يكون الجسم أقل قدرة على حرق السعرات الحرارية بشكل فعال، بعد ساعات طويلة من النوم، يصبح الجسم في حالة “راحة” ولا يستطيع معالجة الطعام بالشكل الأمثل، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم، الدراسات تشير إلى أن تناول الطعام ليلاً قد يسبب زيادة الوزن، خاصة إذا كان الطعام يحتوي على سعرات حرارية عالية أو كميات كبيرة من الكربوهيدرات.

كما أن تناول الطعام في وقت متأخر يمكن أن يعطل عملية الأيض ويؤثر على إنتاج الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، هذه العلاقة بين تناول الطعام في وقت متأخر وزيادة خطر الأمراض الأيضية تدعم الفكرة القائلة بأن توقيت الطعام ليس أقل أهمية من نوعيته.

قلة النوم وتأثيراتها على الصحة

من العوامل الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار هي العلاقة بين تناول الطعام في وقت متأخر وجودة النوم، عندما يتناول الشخص وجبة كبيرة قبل النوم مباشرة، قد يعاني من صعوبة في النوم أو من نوم غير مريح، نتيجة لعملية الهضم النشطة التي تحدث في المعدة وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل في النوم بسبب تناول الطعام المتأخر، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة.

بينما قد يبدو تناول الطعام في وقت متأخر مريحًا وسهلًا للبعض، إلا أنه يسبب مشاكل صحية كبيرة على المدى الطويل. يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هضمية، زيادة في الوزن، وتفاقم مشاكل القلب والأوعية الدموية، لذلك من الأفضل محاولة تجنب تناول الطعام في وقت متأخر قدر الإمكان، والابتعاد عن الوجبات الثقيلة في ساعات الليل، الحفاظ على مواعيد ثابتة للطعام واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تحسين صحتك العامة وحماية قلبك من المخاطر الصحية.