مصر تدعو لإعلان تعهدات مالية ملائمة لدعم غزة
في إطار جهود مصر الداعمة للاستجابة الإنسانية في غزة ولمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، إن مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يأتي في ظل المأساة غير المسبوقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع نتيجة العدوان الغاشم الإسرائيلي المستمر.
إعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ لدعم غزة
وقال عبد العاطي، أن ما يحدث في قطاع غزة مأساة فاقمت من معاناته الإنسانية المتواصلة منذ عقود بسبب استمرار الاحتلال، وهو ما يؤكد ضرورة إعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ لدعم غزة، من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية بالقطاع وإحياء الاقتصاد المحلي.
وأكد وزير الخارجية، أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلّف حجمًا هائلًا من الدمار، يزيد من أعبائه عجز مؤسسات المجتمع الدولي والمنظومة القانونية الدولية عن اتخاذ قرار ومواقف رادعة وحاسمة تحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق وتوقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وزير الخارجية: إسرائيل تستخدم التجويع والحصار كسلاح والتهجير كعقاب جماعي للفلسطينيين
وفي ذات السياق، أشار الوزير إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فاق كل الحدود، إذ تواصل إسرائيل ارتكاب الفظائع على مرأى ومسمع من العالم منذ أكثر من عام دون رادع، وفي مشاهد مروعة تعجز الكلمات عن وصفها، موضحًا أن إسرائيل تستخدم التجويع والحصار كسلاح والتهجير كعقاب جماعي للفلسطينيين بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.
تدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة لوكالة اونروا في قطاع غزة
واضاف عبد العاطي خلال المؤتمر "على مدار 13 شهرًا وقف المجتمع الدولي متفرجًا أمام ما يتم ارتكابه من أفعال بشعة، ومشاهد قتل للأطفال والنساء، وتشريد للسكان المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقصف سيارات الإسعاف واستهداف العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم موظفي الأمم المتحدة الذين أودى القصف بحياة أكثر من 173 منهم، غالبيتهم من شهداء وكالة أونروا، إضافة إلى تدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة للوكالة في قطاع غزة من بينها أكثر من 65 مدرسة"، مدينًا بشكل كامل إقرار التشريع غير القانوني لحظر عمل وكالة أونروا.
ودعا وزير الخارجية إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، لافتًا إلى أدوار مصر في هذا الملف، بما في ذلك إنشاء أول مخيم إيواء في جنوب غزة، وتقديم نحو 70% من المساعدات التي دخلت القطاع.
مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية فى غزة
جاء ذلك خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية فى غزة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور ممثلين من الأمم المتحدة، وبمشاركة 103 وفود للدول والمنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات المالية
وبمشاركة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية الكويتي سالم عبدالله الجابر الصباح، والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، ونائبة أمين عام الأمم المتحدة أمينة محمد، و103 وفود للدول والمنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات المالية.
أهداف المؤتمر
وذلك بهدف تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الإستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع.
جاء المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر الماضي.
رئيس وزراء فلسطين: مصر وقفت إلى جانبنا منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي
وخلال كلمة رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة فلسطين الدكتور محمد مصطفى، وجه الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، والأشقاء في مصر، على عقد هذا المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية في غزة، بهذا الوقت العصيب، مؤكّدًا تقديره العميق للدعم الثابت والمستمر الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني، على كل الأصعدة السياسية والإنسانية والإغاثية، بما يعزز صموده ويسهم في الحفاظ على حقوقه المشروعة.
وتابع رئيس وزراء فلسطين قائلا: أن مصر وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، وبذلت جهودًا حثيثة مع الأشقاء والأصدقاء لوقف هذا العدوان الغاشم ووقف إطلاق النار.
كما أكد أنّ مصر كثفت العمل من أجل تنسيق دخول المساعدات الإنسانية وضمان وصولها بما في ذلك من خلال المؤسسات الوطنية لجمهورية مصر، وتحديدا الهلال الأحمر المصري، الذي عمل جنبا إلى جنب مع نظيره الفلسطيني، وغيرها من المؤسسات الإنسانية لاستقبال أبناء الشعب الفلسطيني الجرحى والمحتاجين للرعاية الطبية.
لقاء الرئيس السيسي وعاهل الأردن لبحث الأوضاغ الفلسطينية
وكشف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إلى أن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف فيما يتعلق بالتطورات في الأراضي الفلسطينية، حيث أكد الزعيمان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، وأهمية البناء على مخرجات القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عقدت مؤخرا في الرياض.
وأكد الزعيمان على حرصهما على نجاح مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة، والذي سوف تستضيفه القاهرة يوم 2 ديسمبر المقبل، في تحقيق أهدافه، مؤكدين أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع، ومشددين على الدور المحوري لوكالة "الأونروا" في هذا الإطار.
وثمن الرئيس السيسي الجهود الأردنية المستمرة لتقديم الدعم إلى الأشقاء الفلسطينيين، وأكد العاهل الأردني على تقدير بلاده للجهود المصرية لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات إلى القطاع.
وأضاف الرئيس السيسي والعاهل الأردني في هذا الصدد الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، يعتبر أساسياً لتنفيذ حل الدولتين، ويعد الضمانة الرئيسية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.