وزارة الصحة تكشف التحاليل السنوية الضرورية لمرضى السكري
في إطار اهتمامها المستمر بتوعية المرضى وتقديم الرعاية الصحية الأمثل، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن مجموعة من التحاليل الدورية التي يجب على مرضى السكر إجراؤها سنويًا، هذه التحاليل لا تقتصر فقط على قياس مستويات السكر في الدم، بل تشمل فحوصات شاملة تهدف إلى مراقبة صحة الجسم بشكل عام والوقاية من المضاعفات الصحية التي قد تنشأ نتيجة لهذا المرض المزمن.
وظائف الكبد والكلى:
من أهم التحاليل التي أوصت بها وزارة الصحة هو إجراء فحص دوري لوظائف الكبد والكلى، ذلك لأن مرض السكري يمكن أن يؤثر بشكل كبير على هذه الأعضاء الحيوية، فالأبحاث الطبية أظهرت أن ارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل قد يتسبب في تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الكبد والكلى، مما يؤدي إلى قصور في وظائفهما، لذا يعد فحص هذه الوظائف سنويًا أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن أي مشاكل قد تواجهها الكبد أو الكلى وبالتالي اتخاذ الإجراءات العلاجية في الوقت المناسب.
الدهون والكوليسترول في الدم:
من الجوانب المهمة الأخرى التي تطرقت إليها وزارة الصحة هو فحص مستويات الدهون والكوليسترول في الدم. مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في مستويات الدهون في الدم، مثل ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، هذه الاضطرابات قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو ما يتطلب مراقبة دورية للمستويات الدهنية، من خلال إجراء هذا الفحص السنوي، يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى تعديل نظامه الغذائي أو استخدام الأدوية المناسبة لتحسين هذه المؤشرات.
الغدة الدرقية:
تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك التمثيل الغذائي، ومع ذلك فإن مرض السكري يمكن أن يؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية مثل قصور أو فرط نشاط الغدة، لذا يعتبر فحص وظائف الغدة الدرقية من التحاليل الضرورية التي يجب على مريض السكر إجراؤها بانتظام للكشف عن أي خلل في عمل الغدة الذي قد يؤثر على السيطرة على مستوى السكر في الدم.
زلال البول:
فحص زلال البول (أو البروتين في البول) يعد أحد الفحوصات الهامة التي يتم تحديدها لمريض السكري، زيادة كمية البروتين في البول قد تشير إلى بداية مرض الكلى السكري، وهو أحد المضاعفات الشائعة التي يمكن أن يعاني منها مرضى السكر. في حالات معينة، قد يكون زلال البول علامة على تدهور صحة الكلى، لذا فإن إجراء هذا الفحص بانتظام يساعد في الكشف المبكر عن أي خلل في وظائف الكلى وبالتالي توفير العلاج اللازم في وقت مبكر.
حساسية القمح للأطفال المصابين بالسكر النوع الأول:
أما بالنسبة للأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول، فقد أكدت وزارة الصحة على أهمية فحص حساسية القمح بشكل دوري، فالأطفال الذين يعانون من هذا النوع من السكري يكونون عرضة للإصابة بحساسية القمح أو ما يعرف بمرض “السيلياك”، هذا المرض يؤدي إلى تفاعل مناعي غير طبيعي ضد الجلوتين، ما قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي والتغذية، لذلك يُنصح بإجراء هذا الفحص سنويًا للأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول لتجنب أي مضاعفات صحية قد تطرأ نتيجة هذه الحساسية.
إن تحاليل السكر الدورية التي تحددها وزارة الصحة تساهم في ضمان صحة أفضل لمرضى السكري، وتساعد على الوقاية من المضاعفات المحتملة، يتطلب الأمر من المرضى أن يكونوا على دراية كاملة بأهمية هذه الفحوصات، التي تُعد خطوة أساسية للحفاظ على صحتهم، فالتشخيص المبكر والمتابعة المستمرة يمكن أن يساعد في التحكم في المرض والحد من تأثيراته على الجسم، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بالسكري.