مفتي الجمهورية يكشف أبرز التوصيات والمخرجات بختام الندوة الدولية
اختتم فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، فعاليات الندوة الدولية الأولى التي نظمتها دار الإفتاء المصرية بمناسبة اليوم العالمي للفتوى تحت شعار “دَور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري”، والتي حظيت برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كلمة مفتي الجمهورية في ختام الندوة الدولية
خلال كلمته الختامية، أكد الدكتور نظير عياد أن الندوة تأتي في وقتٍ بالغ الأهمية، حيث تواجه المجتمعات العديد من التحديات الفكرية المتطرفة التي تهدد استقرارها، وشدد على أن الفتوى تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الأمن الفكري من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومواجهة الفكر المنحرف، وتوجيه الأفراد نحو الفطرة السليمة التي تقوم عليها المجتمعات السوية.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن اختيار شعار الندوة يُعبر عن إدراك عميق بأهمية الأمن الفكري كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية، مُشيدًا بالتنظيم المتميز وحضور نخبة من كبار العلماء والمفتين، فضلًا عن مشاركات بارزة من باحثين ومفكرين داخل مصر وخارجها، وخصّ الأزهر الشريف بالإشادة، واصفًا إياه بمنارة العلم التي تسهم في ترسيخ الفكر الوسطي ومكافحة التطرف على مستوى العالم الإسلامي.
مفتي الجمهورية: فعاليات ثرية ونقاشات معمّقة
تميزت الندوة بجلسات علمية وورش عمل تناولت محاور متنوعة تتعلق بالأمن الفكري، أبرزها:
1.الجلسة الأولى: ركزت على دور الفتوى في تعزيز الأمن الفكري، موضحةً كيف يمكن للفتوى أن تسهم في بناء وعي فكري سليم ومواجهة الأفكار المتطرفة.
2.الجلسة الثانية: ناقشت تحديات حماية الأمن الفكري وطرائق مواجهتها، بما في ذلك وسائل مكافحة الفتاوى العشوائية التي تنتشر عبر وسائل الإعلام الرقمي.
كما تضمنت الفعاليات ورش عمل متخصصة، منها:
ورشة التصدي للفتاوى العشوائية: استعرضت الورشة خطورة انتشار الفتاوى غير المتخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأوصت بقصر الإفتاء على الجهات الرسمية والمؤهلة لضمان تحقيق الأمن الفكري.
ورشة منهجية الرد الرشيد: تناولت قضية الإلحاد كحالة تطبيقية، وناقشت أنماط الإلحاد وطبيعته في العالم العربي، ووضعت استراتيجيات للتعامل معه على أسس علمية ومنهجية متوازنة.
مفتي الجمهورية التوصيات النهائية: خارطة طريق للأمن الفكري
خرجت الندوة بمجموعة من التوصيات الختامية التي عكست رؤية شاملة لمواجهة التحديات الفكرية الإقليمية والدولية، وجاء أبرزها:
1.دعم القضية الفلسطينية: أكدت الندوة ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، مع الإشادة بالدور المصري في تحقيق السلام.
2.التضامن الدولي: دعت إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الحقوقية لوقف الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
3.الأزمة السورية: طالبت الشعب السوري بالحفاظ على وحدته الوطنية في مواجهة التحديات.
4.الدور المصري: أشادت بمبادرات مصر لتعزيز السلام والحوار بين الثقافات والأديان.
5.قانون تنظيم الإفتاء: شددت على أهمية سن تشريعات تحظر الإفتاء لغير المؤهلين، بما يضمن مواجهة الفتاوى العشوائية.
6.تأهيل المرأة في الإفتاء: أكدت أهمية تعزيز مشاركة المرأة في مجال الإفتاء وتطوير برامج تأهيلية لذلك.
7.الأمن الفكري في المناهج: أوصت بإدراج موضوعات الأمن الفكري ضمن المناهج الدراسية لزيادة الوعي بين الأجيال الجديدة.
8.الجهود الإعلامية: دعت إلى دور إعلامي فعال لنشر خطاب معتدل يخدم قضايا الأمن الفكري.
رسالة أمل واستمرار العمل
اختتم فضيلة المفتي كلمته بالتأكيد على أهمية التعاون المستمر بين المؤسسات الإفتائية في العالم، داعيًا إلى تعزيز الثقة بين المفتين والجمهور والعمل المشترك لمواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية.
وأكد أن التوصيات الصادرة عن الندوة تُعد خطوة هامة نحو ترسيخ دعائم الأمن الفكري وتحقيق الاستقرار المجتمعي، مشددًا على ضرورة الاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع بما يخدم المصالح الوطنية والإسلامية.
بهذا تكون الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية قد وضعت حجر الأساس لمشروع فكري متكامل يهدف إلى مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح والاعتدال، مما يعكس ريادة مصر في مجال الإفتاء ودورها المحوري في الحفاظ على الهوية الإسلامية الوسطية.