الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء توضح حكم إهداء ثواب تلاوة القرآن عن الوالدين بعد وفاتهما

قراءة القرآن
قراءة القرآن

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال يتناول موضوعًا شائعًا بين الناس: هل يجوز للإنسان أن يهب ثواب قراءة القرآن الكريم لشخص لا يزال على قيد الحياة؟ وفي إجابة واضحة، أكدت دار الإفتاء أن الإسلام يجيز للمسلم أن يهدي ثواب عمل صالح قام به -مثل قراءة القرآن- إلى أي شخص، سواء كان حيًّا أو ميتًا.

 وأضافت الدار أن هذا الأمر من قبيل الدعاء والتقرب إلى الله، قائلةً: “لا خلاف في أنه يجوز للمسلم إذا عمل عملًا صالحًا أن يدعو الله بأن يهب مثل ثواب هذا العمل لمن شاء من الأحياء أو الأموات، ويصل ثواب هذا العمل إليهم بإذن الله تعالى.”

هبة ثواب الصدقة للوالدين

وفي سياق متصل، طرحت دار الإفتاء حكم الصدقة عن الوالدين بعد وفاتهما، موضحةً فضل هذا العمل وأثره، وردًا على سؤال جاءها عن جواز إخراج صدقة وهبة ثوابها للوالدين المتوفين، أكدت الدار أن بر الوالدين لا يتوقف عند وفاتهما، بل يستمر حتى بعد رحيلهما من خلال أعمال البر والخير التي يمكن أن يقوم بها الأبناء.

وأوضحت دار الإفتاء أن الله تعالى قد أوجب بر الوالدين في العديد من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…﴾ [الإسراء: 23-24]. وأكدت أن هذا البر لا ينحصر بزمان أو حال، بل يشمل حياتهما وبعد وفاتهما.

بر الوالدين بعد وفاتهما

واستشهدت الدار بحديث نبوي شريف، ورد عن أبي داود في “سننه”، حيث سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “هل بقي عليَّ من بر أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟” فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “نَعَمْ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا.”

وأكدت الدار أن من أعظم صور البر بالوالدين بعد وفاتهما أن يتصدق الابن عنهما ويهب ثواب الصدقة لهما، خاصةً إذا كانت الصدقة جارية يستمر نفعها، واستشهدت بما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إن أمي تُوفيَتْ، أينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال: «نَعَمْ»، قال: فإن لي مَخْرَفًا (بستانًا)، فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها.”

رسالة دار الإفتاء

اختتمت دار الإفتاء بيانها بتشجيع المسلمين على القيام بأعمال الخير وإهداء ثوابها لأحبائهم، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، مؤكدة أن هذه الأعمال من شأنها أن تُعزز الروابط الروحية بين الناس وتُقربهم إلى الله، وأوضحت أن هذه الممارسات تدخل في باب الإحسان الذي دعا إليه الإسلام، وهو سبيل لنيل رضا الله وثوابه العظيم.

ومن هنا، توجه الدار رسالة للمجتمع بأن البر والإحسان ليس مجرد التزام وقتي ينتهي بوفاة الأحباب، بل هو سلوك مستمر يمكن التعبير عنه بأعمال الخير والدعاء والاستغفار، مما يُظهر سماحة الدين الإسلامي وحرصه على ترابط القلوب حتى بعد فراق الأحبة.

فضل كثرة عدد المصلين على الجنازة

أكدت دار الإفتاء أن كثرة المصلين على الميت تعد من الأعمال التي ينال بها المسلم الشفاعة والمغفرة، سواء للميت أو للمصلين، واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رواه الإمام مسلم: “مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ”.

كما أوردت حديثًا آخر عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَبْلُغُوا أَنْ يَكُونُوا مِائَةً، فَيَشْفَعُوا لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ”.

موقف الإمام أثناء صلاة الجنازة

وفيما يتعلق بموقف الإمام أثناء صلاة الجنازة، أوضحت دار الإفتاء أن السنة النبوية توضح أن الإمام يقف عند رأس الرجل وعند وسط المرأة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصلي على الرجال عند الرأس وعلى النساء عند الوسط، لكن الدار أكدت أن هذا الموقف مستحب وليس واجبًا، مما يعني أن الخلاف حوله بين الفقهاء يتعلق بالسنة وليس بصحة الصلاة.

كما شددت الدار على أهمية الابتعاد عن اللغط والمشادات أثناء صلاة الجنازة، وأوضحت أن الجنائز مقام يقتضي السكون والصمت، لما في ذلك من استحضار للموت والخشوع لله عز وجل، مشيرة إلى قول الصحابي قيس بن عباد: “كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُونَ رَفْعَ الصَّوْتِ فِي الْجَنَائِزِ”.

حكم صلاة الجنازة وثوابها

بيّنت دار الإفتاء أن صلاة الجنازة فرض كفاية، أي إذا قام بها عدد كافٍ من المسلمين سقط الإثم عن الباقين، كما أوضحت أن لها ثوابًا عظيمًا، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ وَلَمْ يَتْبَعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ”. قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ”.

وذكرت أيضًا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل اتباع الجنازة من حقوق المسلم على أخيه المسلم، مؤكدة أهمية المشاركة في هذه الشعيرة لما تحمله من معانٍ إنسانية ودينية سامية.

تم نسخ الرابط