عودة الأمل من جديد للفلسطينيين بعد اتفاق وقف الحرب بغزة
سيطرت حالة من الفرح وعمت الفرح والزغاريد والأفراح وصيحة "الله أكبر" قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن فى قطاع غزة برعاية مصرية قطرية.
اتفاق وقف الحرب في غزة
بعد 15 شهرا كاملة من العدوان، والذى أسفر عن سقوط عشرات الألاف الشهداء والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، ناهيك عن حالة الدمار الكبير التي يشهدها القطاع إثر الهجمات المتواترة، والتي وضعت سكانه في مأزق إنساني حرج، خلال الأشهر الماضية، وهو ما يمثل ثمرة مهمة لجهود كبيرة بذلتها القوى الإقليمية، وعلى رأسها الدولة المصرية، والتي نجحت في إدارة العملية التفاوضية، خلال العديد من المراحل، ناهيك عن كونها استطاعت أن تكبل بنيامين نتنياهو وحكومته بالكثير من الضغوط.
وفي إطار العديد من المسارات المتزامنة، والتي دارت بين الدبلوماسية تارة، القضاء الدولي تارة أخرى، والبعد الإنساني تارة ثالثة، في ظل تقاعس الدولة العبرية عن تمرير المساعدات لسكان القطاع، لتكشف الغطاء أمام تعنت اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي فشل في تبرير انتهاكاته في العديد من المواقف.
عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع
الاتفاق المرتقب، يشمل وقفا لإطلاق النار مدته 6 أسابيع حيث ستنسحب خلال قوات الاحتلال تدريجيا من وسط غزة مع السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، وهو ما يمثل بعدا مهما للغاية، في ضوء استعادة الأرض لسكانها مجددا، بعد خطط ممنهجة ومنظمة كانت تهدف في الأساس إلى تهجير الفلسطينيين، من أراضيهم، بما يعني تصفية القضية الفلسطينية.
ويبقى الجانب الإنساني أحد أهم الأبعاد التي تضمنها الاتفاق، حيث يشمل السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع.
قضية الرهائن
وتضمن الاتفاق إفراج حركة حماس عن 33 رهينة إسرائيلية بينهم جميع النساء (مجندات ومدنيات) والأطفال والرجال فوق سن 50، حيث ستقوم بالإفراج عن الرهائن الإناث والشباب تحت 19 سنة أولا ثم الرجال فوق 50 عاما، وفي المقابل ستفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 مقابل كل جندية إسرائيلية تفرج عنها حماس.
وبحسب الاتفاق، ستفرج إسرائيل عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023 بحلول نهاية المرحلة الأولى، كما ستفرج حماس عن الرهائن على مدى 6 أسابيع، بواقع 3 رهائن كل أسبوع والبقية قبل نهاية الفترة، كما سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء أولا، ثم رفات الرهائن القتلى.
وبحسب الاتفاق، ستكون مصر وقطر والولايات المتحدة ضامنون لتنفيذ الاتفاق.
والمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ فى اليوم 16 من المرحلة الأولى ومن المتوقع أن تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين بما فى ذلك الجنود الإسرائيليين الذكور ووقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للجنود الإسرائيليين.
ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثالثة إعادة جميع الجثث المتبقية وبدء إعادة إعمار غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
نص اتفاق صفقة تبادل المحتجزين والأسرى
وقال التقرير إن الاتفاق ينص على الإفراج عن 3 محتجزين إسرائيليين باليوم الأول، و4 في اليوم السابع، و13 في اليوم الـ14، وفي اليوم الـ28 سيطلق سراح 3 محتجزين، و3 في اليوم الـ35، والباقون في الأسبوع الأخير.
المرحلة الأولى من الصفقة
فيما أشارت قناة CNN ونقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، إنه من المتوقع أن تطلق حماس سراح 33 محتجزًا خلال المرحلة الأولى من الصفقة، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية في الوقت نفسه.
وذكر ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أنه "خلافًا للأنباء، حركة حماس لم تعط ردها بعد بخصوص الصفقة".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول من حركة حماس أن الحركة لم تقدم بعد ردًا مكتوبًا على مقترح وقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن المحتجزين.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن "المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قد ينعقد الليلة والوزراء عدلوا برامجهم"، لافتةً الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيجري مشاورات مساء اليوم الأربعاء، مع أعضاء الوفد المفاوض الموجود في الدوحة.
دعم الصفقة
يشير تقرير القناة 12 العبرية إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة تتضمن زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة إلى 600 شاحنة يوميًا، بالتزامن مع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور "نتساريم" في المرحلة الأولى من الاتفاق، ومنذ اليوم 22 من بدء تنفيذ الاتفاق سيتمكن سكان غزة من العودة إلى شمال القطاع، ولفت التقرير إلى أن المرحلة الثانية للصفقة تبدأ من اليوم 43 وتستمر 42 يومًا.
وفيما يحظى نتنياهو بأغلبية واضحة في مجلس الوزراء وفي الحكومة لصالح الصفقة، في ضوء الدعم المتوقع من أغلبية وزراء الليكود وإعلان الفصائل الحريدية أنها ستدعم أي مخطط لها، من المتوقع أن يصوّت الوزراء الستة من حزبي الصهيونية الدينية وعوتسما يهوديت ضد القرار؛ كما ذكرت صحيفة "معاريف".
كان نتنياهو أجرى سلسلة من المحادثات مع وزير المالية اليميني يتسئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير في الأيام الأخيرة في محاولة لتخفيف المعارضة ومنعهما من الاستقالة من الحكومة.
وأوضحت مصادر بحكومة الاحتلال، لوسائل إعلام إسرائيلية إنه من المتوقع أن يجتمع نتياهو وسموتريتش مرة أخرى مساء اليوم بحضور وزير الشؤون الاستراتيجية. بعد انتهاء اجتماعهما الأول بالاتفاق على استمرار الحوار وبلورة توافقات.
ونقل موقع "والا" العبري عن مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المحادثات أن "هناك خطًا ساخنًا بين تل أبيب وفريق التفاوض في الدوحة، ويتم تقديم إحاطات حول الوضع طوال الوقت وتقييمات للوضع مرتين في اليوم".
وكشف مصدر مصري مطلع أنه تم التوصل إلى اتفاق ينهى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة بجهود الوسطاء بعد ساعات من العمل الشاق، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل لها.
وقال المصدر إنه سيصدر بيان مشترك بعد قليل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.