هل يعزز السمك أعراض البرد؟ حقيقة أم خرافة؟
تعد الأسئلة المتعلقة بالسمك وأثره على صحتنا من المواضيع التي تثير الكثير من الجدل بين الأشخاص، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتناول بعض الأطعمة أثناء الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا، واحدة من هذه الأسئلة التي كثيرًا ما يتداولها الناس هي: “هل السمك يعزز أعراض البرد؟” هناك العديد من الآراء التي تشير إلى أن السمك قد يزيد من شدة البرد، بينما يرى البعض الآخر أنه لا علاقة له بتفاقم الأعراض.
وفي هذا المقال يناقش “القارئ نيوز” هذا الموضوع بشيء من التفصيل، ونكشف ما إذا كانت هذه الفكرة مبنية على أساس علمي أم أنها مجرد خرافة.
السمك وفوائده الصحية
قبل الخوض في النقاش حول تأثير السمك على البرد، من المهم أن نفهم أولًا ما الذي يجعل السمك طعامًا صحيًا، يعد السمك مصدرًا غنيًا بالبروتينات والفيتامينات والمعادن مثل فيتامين “د” وأحماض أوميجا-3 الدهنية، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي السمك على الزنك والمغنيسيوم، وهي معادن تلعب دورًا مهمًا في دعم جهاز المناعة.
أحماض أوميجا-3: هذه الأحماض لها خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن تساعد في تقليل التورم والاحتقان، مما يجعلها مفيدة أثناء فترة الإصابة بالبرد.
الزنك: يساعد الزنك في تقوية الجهاز المناعي، وله دور في تقليل مدة الأعراض إذا تم تناوله في المراحل المبكرة من الإصابة بالبرد.
فيتامين د: هذا الفيتامين له دور كبير في تقوية المناعة أيضًا ويساعد على تقليل الالتهابات.
ما هو تأثير السمك على البرد؟
على الرغم من الفوائد الصحية العديدة للسمك، إلا أن هناك بعض المفاهيم الشعبية التي تفيد بأن السمك قد يزيد من أعراض البرد أو يفاقمها، لكن هل هذه المعتقدات صحيحة؟ دعونا نتحقق من الحقائق العلمية:
1. السمك لا يفاقم الأعراض
في الواقع، لا يوجد دليل علمي يثبت أن تناول السمك يزيد من أعراض البرد أو يجعلها أسوأ، على العكس السمك يحتوي على العناصر الغذائية التي قد تساهم في تعزيز جهاز المناعة وتسريع عملية الشفاء.
إذا كنت مريضًا بالبرد أو الأنفلونزا، فإن السمك يعد خيارًا جيدًا لأنه يساعد في تقوية جهاز المناعة، أحماض أوميجا-3 تساعد في تقليل التورم والالتهابات في الجسم، بينما الزنك يساعد في تقليل مدة الإصابة بالبرد.
2. السمك يحتوي على الزئبق
إحدى الخرافات التي قد تُثار عند الحديث عن السمك أثناء المرض هي أن السمك يحتوي على الزئبق، الذي قد يكون له تأثير سلبي على الصحة، هذا صحيح إلى حد ما حيث أن بعض الأنواع من السمك، مثل التونة، قد تحتوي على مستويات أعلى من الزئبق.
ولكن الزئبق بشكل عام لا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتفاقم أعراض البرد، إذا كنت تتناول السمك بشكل معتدل وتختار الأنواع التي تحتوي على مستويات أقل من الزئبق (مثل السلمون، والسردين، والماكريل)، فإن السمك يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي خلال فترة المرض.
3. تأثير السمك على الأغشية المخاطية
في بعض الأحيان، يعتقد الناس أن السمك يمكن أن يؤدي إلى زيادة إفرازات المخاط في الأنف والحنجرة، لكن هذا الادعاء لا يمتلك أساسًا علميًا موثوقًا، لا يُعتبر السمك طعامًا “مثيرًا” لإنتاج المخاط، وبالتالي ليس له تأثير مباشر على زيادة الاحتقان أو إفرازات الأنف، ولكن إذا كنت تعاني من حساسية تجاه نوع معين من الأسماك، فقد تلاحظ تفاعلات تحسسية قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
4. السمك أثناء الإصابة بالبرد: كيف يساعد؟
بدلاً من أن يكون السمك عاملًا يفاقم الأعراض، فهو في الواقع يمكن أن يكون مفيدًا أثناء الإصابة بالبرد، لنلقِ نظرة على بعض الأسباب التي تجعل تناول السمك خيارًا جيدًا خلال فترة المرض:
السمك مصدر للبروتين: أثناء الإصابة بالبرد، يحتاج الجسم إلى البروتينات لمساعدته في مكافحة الفيروسات والميكروبات وتعزيز عملية الشفاء، السمك يعد من المصادر الممتازة للبروتين الخفيف، الذي يمكن هضمه بسهولة ولا يضع عبئًا كبيرًا على الجهاز الهضمي.
الأحماض الدهنية أوميجا-3: الأوميجا-3 هي مواد غذائية مضادة للالتهابات، يمكن أن تساعد في تهدئة الأنسجة الملتهبة في الجهاز التنفسي وبالتالي تسهيل التنفس، كما أنها تساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وهو أمر مهم جدًا في حال كان الشخص يعاني من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
الفيتامينات والمعادن: تحتوي العديد من أنواع السمك على فيتامين “د” والزنك، وهي عناصر مغذية تدعم وظيفة جهاز المناعة وتعزز قدرة الجسم على مكافحة العدوى.
5. السمك والحساسية: هل يجب تجنب السمك أثناء البرد؟
بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية تجاه أنواع معينة من السمك، مثل التونة أو القشريات، في هذه الحالات، قد تزداد الأعراض التنفسية مثل السعال أو الاحتقان بسبب رد الفعل التحسسي، لذلك إذا كنت تعرف أنك تعاني من حساسية تجاه السمك، فيجب عليك تجنبه أثناء مرض البرد أو الأنفلونزا.
هل يعزز السمك أعراض البرد؟ الجواب هو لا، السمك لا يفاقم أعراض البرد بشكل عام، في الواقع السمك يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة التي يمكن أن تدعم جهاز المناعة وتساعد الجسم في التعافي، من الأحماض الدهنية أوميجا-3 إلى الزنك والفيتامينات، السمك يمكن أن يكون جزءًا مفيدًا من النظام الغذائي عند الإصابة بالبرد.
ومع ذلك، يجب أن تأخذ في اعتبارك أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه بعض أنواع الأسماك قد يحتاجون إلى تجنب تناولها خلال فترة المرض، كما يُنصح بتناول السمك بكميات معتدلة، خاصة إذا كنت من الأشخاص الذين يستهلكون أنواعًا تحتوي على مستويات عالية من الزئبق.
لا تترك الأساطير والمفاهيم الخاطئة تسيطر على اختياراتك الغذائية، وركز على تناول الأطعمة التي تدعم صحة جهازك المناعي وتساعدك على التعافي بشكل أسرع.