لا تهملها.. تعرّف على أهم أعراض النقرس المبكرة للسيطرة عليه سريعاً
يعد النقرس من الأمراض الشائعة التي تصيب المفاصل وتتسبب في آلام حادة ونوبات مفاجئة تؤثر على الحركة وجودة الحياة، ويحدث نتيجة تراكم حمض اليوريك في الجسم مما يؤدي إلى تكون بلورات في المفاصل تسبب الالتهابات والألم، وعلى الرغم من أنه يُعرف باسم “داء الملوك” بسبب ارتباطه بالأطعمة الغنية باللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، إلا أنه قد يصيب أي شخص نتيجة عوامل مختلفة مثل العوامل الوراثية أو نمط الحياة غير الصحي.
تظهر أعراض النقرس عادة بشكل مفاجئ، ولكن هناك بعض العلامات المبكرة التي قد تشير إلى بداية المشكلة، وإذا تم اكتشافها في وقت مبكر يمكن تقليل تأثير المرض والسيطرة عليه من خلال تغييرات في نمط الحياة والعلاج المناسب، لذلك من المهم معرفة هذه الأعراض واتخاذ الإجراءات اللازمة عند ظهورها.
ألم مفاجئ في المفاصل.. العلامة الأولى والأكثر وضوحاً
أحد أبرز الأعراض المبكرة للنقرس هو الشعور بألم مفاجئ وحاد في المفاصل، وغالباً ما يبدأ الألم في إصبع القدم الكبير ولكنه قد يؤثر أيضاً على الكاحلين أو الركبتين أو المعصمين، يحدث الألم بشكل مفاجئ أثناء الليل أو في الصباح الباكر ويكون شديداً لدرجة أنه قد يوقظ الشخص من نومه، إذا كنت تعاني من ألم حاد في أحد المفاصل دون سبب واضح، فقد يكون ذلك إشارة إلى بداية النقرس.
تورم واحمرار المفصل المصاب
بعد فترة قصيرة من بدء الألم، قد تلاحظ تورماً في المفصل المصاب مع احمرار ودفء في المنطقة المحيطة به، ويرجع ذلك إلى الالتهاب الناتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك داخل المفصل، يكون المفصل المصاب أكثر حساسية للمس، وقد يشعر الشخص بألم حتى عند لمس الغطاء أو الملابس للمنطقة المصابة، هذه الأعراض قد تستمر لبضعة أيام ثم تهدأ تدريجياً، ولكنها قد تعود مرة أخرى إذا لم يتم التعامل مع المشكلة من البداية.
الشعور بالحرارة في المفصل المتأثر
إلى جانب الألم والتورم، يشعر الشخص المصاب بالنقرس بارتفاع في درجة حرارة المفصل المتأثر، مما يجعله يبدو وكأنه يحترق من الداخل، ويحدث ذلك بسبب الاستجابة المناعية للجسم التي تؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، هذا العرض من العلامات المهمة التي يمكن أن تساعد في تمييز النقرس عن أمراض المفاصل الأخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
تقييد الحركة وصعوبة تحريك المفصل
عندما يبدأ النقرس في التطور، يصبح تحريك المفصل المصاب أكثر صعوبة، فقد يشعر المريض بتيبس في المفصل وصعوبة في ثنيه أو مده بشكل طبيعي، وإذا لم يتم التعامل مع الحالة مبكراً فقد يؤدي ذلك إلى تكرار نوبات الألم والتهابات المفاصل المستمرة، مما يؤثر على القدرة على المشي أو أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
الشعور بوخز خفيف أو انزعاج قبل نوبة الألم الحادة
في بعض الحالات قد يسبق نوبة النقرس الحادة شعور خفيف بالوخز أو عدم الراحة في المفصل المصاب، وهذا ما يُعرف بالمرحلة التحذيرية للنقرس، حيث تبدأ بلورات حمض اليوريك في التراكم داخل المفصل دون أن تسبب ألماً شديداً في البداية، وإذا كنت تشعر بهذه الأعراض بشكل متكرر فقد يكون ذلك علامة مبكرة على احتمال الإصابة بالنقرس لاحقاً.
ظهور كتل صغيرة تحت الجلد (توفات النقرس) في المراحل المتقدمة
إذا لم يتم علاج النقرس في مراحله المبكرة، قد تتكون كتل صغيرة صلبة تحت الجلد تُعرف باسم “توفات النقرس”، وهذه التكتلات تحتوي على بلورات حمض اليوريك وتتكون عادة حول المفاصل أو في الأصابع أو الأذن، وتعتبر علامة على أن المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تلف المفاصل المستمر.
ما الذي يزيد من خطر الإصابة بالنقرس؟
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالنقرس، ومن بينها تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، حيث تؤدي هذه الأطعمة إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الجسم.
كما أن تناول المشروبات السكرية والمشروبات الغازية والكحول قد يساهم أيضاً في تفاقم المشكلة، بالإضافة إلى ذلك فإن زيادة الوزن والسمنة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس، حيث تؤثر على كيفية تعامل الجسم مع حمض اليوريك وتزيد من احتمالية تراكمه في المفاصل.
بعض الحالات الطبية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالنقرس، كما أن استخدام بعض الأدوية المدرة للبول قد يساهم في ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يزيد من خطر تكون بلورات النقرس.
كيف يمكن السيطرة على النقرس في مراحله المبكرة؟
إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المبكرة للنقرس، فمن المهم اتخاذ خطوات للحد من تطور المرض والسيطرة عليه، وأحد أهم الخطوات هو تعديل النظام الغذائي، حيث يُفضل تقليل تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، مع زيادة استهلاك الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالألياف التي تساعد على تحسين عملية التخلص من حمض اليوريك.
شرب كميات كافية من الماء يومياً يساعد في تقليل تركيز حمض اليوريك في الجسم ويمنع تكون البلورات في المفاصل، كما يُنصح بممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على الوزن الصحي وتقليل الضغط على المفاصل، كما أن تقليل تناول الكحول والمشروبات السكرية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالنقرس.
إذا كنت تعاني من أعراض النقرس بشكل متكرر فمن الأفضل مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد مستوى حمض اليوريك في الدم، حيث يمكن للطبيب وصف الأدوية المناسبة التي تساعد في تقليل الالتهابات وتخفيف الألم، كما توجد أدوية تعمل على تقليل إنتاج حمض اليوريك أو تساعد في التخلص منه بشكل أسرع عن طريق الكلى.
الكشف المبكر هو المفتاح للحفاظ على صحة المفاصل
النقرس من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها بسهولة إذا تم اكتشافها مبكراً، فمعرفة الأعراض الأولية واتخاذ الإجراءات اللازمة يساعد في منع حدوث نوبات الألم الشديدة وتجنب المضاعفات المحتملة، لذلك إذا كنت تشعر بأي من العلامات المذكورة فمن الأفضل عدم تجاهلها واستشارة الطبيب في أقرب وقت للحفاظ على صحة مفاصلك والاستمتاع بحياة خالية من الألم.
