كيف تؤثر نصيحة محمد رمضان بالخروج مع زوجتك على صحتك النفسية؟

حقق برنامج “مدفع رمضان” الذي يعرض على قناة DMC نجاحًا كبيرًا بين المشاهدين، ويقدمه النجم محمد رمضان الذي استطاع أن يضفي على البرنامج طابعًا إنسانيًا مميزًا جعله قريبًا من قلوب المصريين، ومن بين الفقرات الطريفة التي قدمها محمد رمضان كانت مبادرته لتشجيع الأزواج على الخروج مع زوجاتهم، حيث أعلن عن جائزة مالية كبيرة لأول شخص يقابله يسير مع زوجته قائلًا: “أول واحد هنقابله مخرج مراته هيكسب معانا”، وهي جملة نالت إعجاب الكثيرين وأثارت تفاعلًا واسعًا بين الجمهور.
لكن بعيدًا عن الطرافة والمزاح، فإن الخروج مع الزوجة له فوائد نفسية كبيرة تعزز العلاقة الزوجية وتساعد في تحقيق التوازن العاطفي، وهو ما أكدته الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشاري الصحة النفسية، التي تحدثت عن المكاسب النفسية التي يجنيها الزوجان عند قضاء وقت ممتع معًا خارج المنزل.
التوازن النفسي وتقوية الروابط العاطفية
أوضحت الدكتورة سلمى أبو اليزيد أن مجرد التمشية مع الزوجة لها تأثير إيجابي على الحالة النفسية، حيث تساعد على تحقيق التوازن النفسي بين الزوجين وتقوي العلاقة العاطفية بينهما، فالمشي معًا يتيح لهما فرصة لتبادل الأحاديث والاستمتاع بلحظات من القرب والدفء بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية، حتى وإن كان الحديث يدور حول أمور بسيطة مثل نكتة سمعاها من قبل، فإن مجرد مشاركتها سويًا يعزز مشاعر الحب والصدق والتفاهم.
كما أن الخروج من المنزل والتجول معًا يساهم في كسر الروتين اليومي الذي قد يسبب الملل والفتور في العلاقة، فالقيام بنشاط مشترك خارج إطار المهام المنزلية أو العمل يجعل الزوجين يقتربان من بعضهما البعض أكثر، ويمنحهما فرصة لرؤية بعضهما من زاوية مختلفة، مما يعزز مشاعر الود والتقدير.
الصداقة بين الزوجين وتأثيرها على العلاقة
تابعت استشاري الصحة النفسية حديثها مؤكدة أن تعامل الزوج مع زوجته وكأنها صديق مقرب له له تأثير عميق على وجدانها، وهو ما ينعكس على سلوكها وتصرفاتها معه، فكلما شعر الزوجان بأنهما أقرب إلى بعضهما البعض على المستوى العاطفي والفكري، زادت درجة التفاهم بينهما، وقلّت الخلافات والمشاحنات التي قد تنشأ بسبب ضغوط الحياة.
كما أن الخروج مع الزوجة والحديث معها في بيئة مريحة يساعد على تحسين الحالة المزاجية لكلا الطرفين، حيث يمنحهما فرصة للتعبير عن مشاعرهما بحرية، مما يقلل التوتر والضغط النفسي، ويساعد على خلق بيئة زوجية أكثر استقرارًا وسعادة.
تقليل خطر العنف الأسري وتقريب وجهات النظر
أكدت الدكتورة سلمى أبو اليزيد أن قضاء وقت ممتع مع الزوجة خارج المنزل يلعب دورًا مهمًا في تقليل خطر وقوع العنف الأسري، حيث يساعد على تقوية الروابط العاطفية بين الزوجين ويعزز التواصل بينهما، مما يقلل من احتمالية نشوب المشاحنات والمشاجرات التي قد تتطور إلى عنف لفظي أو جسدي.
كما أن قضاء الوقت معًا في أجواء هادئة ومريحة يساعد على تقريب وجهات النظر بين الزوجين، حيث يتيح لهما فرصة للتحدث عن الأمور التي قد تسبب خلافات بطريقة أكثر هدوءًا وتفهمًا، مما يسهم في حل المشكلات بطريقة صحية وبعيدة عن التوتر والانفعال.
الانغماس في الحياة الزوجية وبناء ذكريات سعيدة
من أهم فوائد الخروج مع الزوجة هو الانغماس في الحياة الزوجية بشكل أعمق، حيث يساعد ذلك على خلق لحظات وذكريات جميلة تبقى في الأذهان، فكل مرة يخرج فيها الزوجان معًا ويقضيان وقتًا ممتعًا، تتكون لديهما ذكريات إيجابية تعزز مشاعر الحب والمودة بينهما، وتجعلهما أكثر تمسكًا ببعضهما البعض.
كما أن هذه اللحظات الجميلة تسهم في تعزيز الرضا عن العلاقة الزوجية، حيث يشعر كل من الزوج والزوجة بأنهما يحظيان بالاهتمام والتقدير من الطرف الآخر، مما يزيد من استقرار العلاقة ويساعد في بناء زواج ناجح وسعيد.
الخروج مع الزوجة.. عادة يجب الحفاظ عليها
في النهاية، فإن الخروج مع الزوجة ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل هو وسيلة فعالة لتعزيز العلاقة الزوجية وتقوية الروابط العاطفية بين الزوجين، لذلك يُنصح بأن يكون الخروج مع الزوجة عادة دائمة وليس مجرد مناسبة عابرة، فالوقت الذي يقضيه الزوج مع زوجته خارج إطار المسؤوليات اليومية هو استثمار حقيقي في سعادتهما واستقرار حياتهما الزوجية.
ربما تكون النصيحة التي قدمها محمد رمضان في برنامجه “مدفع رمضان” بطريقة طريفة تحمل في طياتها معنى أعمق وأهم، وهو ضرورة الاهتمام بالزوجة ومنحها الوقت والاهتمام اللازمين للحفاظ على علاقة قوية ومتينة، فالعلاقة الزوجية الناجحة لا تقوم فقط على المسؤوليات والالتزامات، بل تحتاج أيضًا إلى الحب والاهتمام والتواصل المستمر.