الخميس 24 أبريل 2025 الموافق 26 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أخطأت في تحديد القبلة هل صلواتي السابقة صحيحة؟.. علي جمعة يجيب

الصلاة
الصلاة

طرحت إحدى الفتيات سؤالًا على الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، خلال لقائه في برنامج “نور الدين والدنيا”، حيث قالت: “أنا أعيش في بيت منذ فترة طويلة، وفجأة أخبرني أحد الأشخاص بأن اتجاه القبلة الذي كنت أصلي نحوه خاطئ، فهل تعتبر صلواتي السابقة صحيحة أم يجب عليّ إعادتها؟”

رد الدكتور علي جمعة على السؤال

أجاب الدكتور علي جمعة موضحًا أن صلاة الفتاة التي كانت تؤديها في الاتجاه الخاطئ تُعد صحيحة، طالما أنها اجتهدت في تحديد القبلة ولم تكن على علم بالخطأ، مؤكدًا أن التصحيح يبدأ فقط من اللحظة التي يدرك فيها المصلي الخطأ ويعرف الاتجاه الصحيح للقبلة، ومن ثم عليه أن يستقبل القبلة الصحيحة في الصلوات المقبلة.

متى يجب إعادة الصلاة عند اكتشاف الخطأ؟

أوضح الدكتور علي جمعة أن الاجتهاد في تحديد القبلة مرتبط بوقت أداء الصلاة، فإذا اجتهد شخص في تحديد القبلة وأدى صلاة الظهر، ثم اكتشف قبل صلاة العصر أن الاتجاه كان خاطئًا، ففي هذه الحالة عليه إعادة صلاة الظهر، أما إذا لم يكتشف الخطأ إلا بعد دخول وقت العصر، فإنه لا يعيد الصلوات السابقة، بل يبدأ من وقت علمه بالتصحيح في أداء الصلوات بالاتجاه الصحيح.

مفهوم تحديد القبلة وانحراف الاتجاه

أشار الدكتور علي جمعة إلى أن كثيرًا من الناس يعتقدون أنهم يصلون في اتجاه خاطئ، بينما في الواقع يكون اتجاههم صحيحًا ضمن الحدود المسموح بها شرعًا، موضحًا أن المصلي عندما يصلي باتجاه الكعبة يكون وجهه موجهًا نحوها، وهناك مفهوم يُعرف بـ”قوس الوجه”، وهو المسافة الممتدة من قبل الأذن اليمنى إلى قبل الأذن اليسرى، فإذا خرج شعاع من هذه المنطقة باتجاه الكعبة، فإن المصلي يعتبر متجهًا للقبلة بشكل صحيح.

حكم الانحراف البسيط عن القبلة

أكد الدكتور علي جمعة أن هذا القوس يمتد بزاوية 45 درجة، فإذا حدث انحراف في اتجاه القبلة، سواء من المصلي نفسه أو بسبب تصميم المساجد، وكان هذا الانحراف في حدود نصف القوس أي أقل من 22 درجة، فإن الصلاة تظل صحيحة، حيث يكون المصلون ما زالوا مستقبلين الكعبة ضمن نطاق الاتجاه الصحيح.

دليل شرعي على صحة التوجه العام للقبلة

استدل الدكتور علي جمعة بقول الله تعالى في سورة البقرة: “فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ”، موضحًا أن الله لم يقل “عين المسجد الحرام”، وإنما قال “شطْر المسجد”، مما يدل على أن المطلوب هو الاتجاه نحو الكعبة بشكل عام وليس التوجه إليها بدقة متناهية، وهو ما يثبت أن الانحراف البسيط لا يؤثر على صحة الصلاة.

في ختام حديثه، أكد الدكتور علي جمعة أن المسلم يجب عليه الاجتهاد في تحديد القبلة بأقصى قدر ممكن، فإذا اجتهد ثم تبين له بعد ذلك خطأ الاتجاه، فليس عليه إعادة ما مضى، ولكن عليه تصحيح القبلة في الصلوات التالية، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك تساهلًا في درجات الانحراف الطفيفة، طالما أنها لم تخرج عن حدود قوس الوجه باتجاه الكعبة.

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن أول واجب على المؤمن هو معرفة الله - سبحانه وتعالى -، حيث إن إدراك وجوده والإيمان به هو أساس العقيدة الإسلامية، وقد أمرنا الله بالتفكير المستقيم للوصول إليه ولترسيخ إيماننا، فقال في كتابه الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وهذا يدل على أن عبادة الله ومعرفته هما الغاية من الخلق، فلا يمكن للمؤمن أن يؤدي عباداته بإخلاص إلا إذا كانت قائمة على يقين ومعرفة حقيقية بالله عز وجل.

التفكير المستقيم.. مفتاح الإيمان الحقيقي

أوضح الدكتور علي جمعة أن التفكير المستقيم هو السبيل الصحيح للوصول إلى الحقيقة، فهو يقتضي من الإنسان أن يدرك الواقع كما هو، بعيدًا عن التزييف أو التضليل، لذلك حذر الله - سبحانه وتعالى - من الكذب والافتراء، واعتبر شهادة الزور من كبائر الذنوب، حيث إن تزوير الحقائق يقود الإنسان إلى الضلال، وقد شدد النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك بقوله: (من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)، فقد حذر النبي من خطورة الكذب، لأنه يؤدي إلى خلق واقع مزيف يتعارض مع ما أراده الله، وهو ما يتسبب في الابتعاد عن التفكير السليم القائم على العلم والحقائق.

أركان التفكير المستقيم في الإسلام

أشار الدكتور علي جمعة إلى أن التفكير المستقيم يقوم على عدة أركان أساسية، أولها الابتعاد عن الأوهام والخرافات، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع)، وهو ما يعني ضرورة التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها أو الاعتقاد بها، كما أكد أن من أساسيات التفكير المستقيم أن يقيم الإنسان برهانه ودليله على ما يقول، مستشهدًا بقوله تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، فالدين الإسلامي لا يقوم على الظنون أو الادعاءات الباطلة، بل على الأدلة والبراهين الواضحة.

كما أوضح أن من خصائص التفكير المستقيم أن يتبع الإنسان منهجًا علميًا واضحًا في التفكير، بحيث يطرح التساؤلات الصحيحة ويبحث عن الإجابات من مصادر موثوقة، وذلك من خلال استخدام القلب والعقل والسمع والبصر للوصول إلى الحقيقة.

الابتعاد عن الخرافة والعمل لتعمير الكون

أكد الدكتور علي جمعة أن من أساسيات التفكير السليم الابتعاد عن الخرافات التي لا تستند إلى حقائق، والعمل على تعمير الأرض بدلاً من تدميرها، فالإنسان مكلف بتحقيق النفع في حياته وترك أثر إيجابي لمن بعده، وقد أشار الله إلى ذلك في قوله: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، وهو ما يدل على أهمية العمل الصالح والنافع، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، مما يدل على أن الاستمرارية في العمل النافع أهم من كثرته دون فائدة.

وأضاف أن الإنسان يجب أن يتقن عمله ويحرص على أن يكون له أثر واضح، مستشهدًا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه)، فالإسلام يدعو إلى الإبداع والإتقان، ويرفض الاتكال والخمول، لذلك فإن التفكير المستقيم لا يقتصر فقط على إدراك الحقائق، بل يجب أن يُترجم إلى أفعال تساهم في تطوير المجتمع وتحقيق الخير للناس.

ثمار التفكير المستقيم.. الوصول إلى اليقين ومعرفة الله

أوضح الدكتور علي جمعة أن التفكير المستقيم هو الذي يؤدي إلى معرفة الله - سبحانه وتعالى -، وهو أول واجب على المؤمن، كما أنه يمنح الإنسان اليقين والطمأنينة، ويبعده عن الكذب والافتراء وشهادة الزور، التي حذر منها الله في قوله: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا}، فاتباع الهوى دون دليل يؤدي إلى الضلال، بينما التفكير القائم على الأدلة والبراهين يؤدي إلى الإيمان الحقيقي.

وأشار إلى أن التفكير السليم لا يساعد الإنسان فقط في تقوية علاقته بالله، بل يوجهه أيضًا نحو العمل الصالح وإفادة الآخرين، فالإسلام دين يدعو إلى العلم والتدبر، وليس إلى التواكل أو الاتباع الأعمى، لذلك فإن كل مسلم مطالب بأن يستخدم عقله للوصول إلى الحقيقة، وألا يعتمد على الظنون والأوهام في تشكيل معتقداته.

أكد الدكتور علي جمعة أن أول واجب على المؤمن هو معرفة الله - سبحانه وتعالى -، وأن الطريق إلى هذه المعرفة يكون من خلال التفكير المستقيم القائم على إدراك الواقع كما هو، والابتعاد عن الكذب والخرافة، وإقامة الدليل والبرهان على كل ما يعتقده الإنسان، كما أن التفكير المستقيم لا يقتصر على الأمور الدينية فقط، بل يشمل أيضًا العمل النافع وتعمير الأرض، لأن الإيمان لا يكتمل إلا بالعمل الصالح الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، فمن خلال التفكير السليم والبحث عن الحقيقة، يستطيع الإنسان أن يقترب من الله ويحقق الغاية التي خلق من أجلها.

تم نسخ الرابط