من يستحقها وما مقدارها.. الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال والصدقة

فرض الله تعالى على المسلمين زكاة الفطر وزكاة المال وجعل لكل منهما شروطًا وأحكامًا خاصة، وكثير من الناس يخلط بين هذه الأنواع من الزكاة وبين الصدقة، لذا من المهم معرفة الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال والصدقة من حيث التعريف، والمقدار، والمستحقين، ووقت الأداء.

تعريف زكاة الفطر وزكاة المال والصدقة

زكاة الفطر هي زكاة واجبة على كل مسلم يملك قوت يومه وليلته في رمضان، وتؤدى عن كل فرد من أفراد الأسرة، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، أما زكاة المال فهي الزكاة التي تجب على من يملك النصاب الشرعي من المال وتستمر في حوزته لمدة سنة هجرية كاملة. أما الصدقة فهي تطوع مستحب، وتتميز بأنها غير مقيدة بمقدار معين أو وقت معين.

مقدار زكاة الفطر وزكاة المال

مقدار زكاة الفطر يُقدَّر بصاعٍ من غالب قوت أهل البلد، مثل الأرز أو التمر أو القمح، ويعادل الصاع قرابة 2.5 إلى 3 كيلوغرامات حسب نوع الطعام.

تُخرج زكاة الفطر للفقراء والمساكين فقط، أما زكاة المال فتختلف حسب نوع المال، فالنقود والمعادن الثمينة وعروض التجارة تجب فيها الزكاة بنسبة 2.5% إذا بلغ المال النصاب وهو ما يعادل قيمة 85 جرامًا من الذهب عيار 21، ومضى عليه عام هجري كامل.

وقت إخراج زكاة الفطر وزكاة المال

وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان ويستمر حتى قبل صلاة عيد الفطر، ويستحب إخراجها قبل العيد لإغناء الفقراء في هذا اليوم المبارك، أما زكاة المال فتجب عند مرور سنة هجرية كاملة على المال الذي بلغ النصاب، ويمكن إخراجها في أي وقت من العام بمجرد تحقق هذا الشرط.

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال باعتبار المستحقين

زكاة الفطر تصرف فقط للفقراء والمساكين لتوفير ما يعينهم على الاحتفال بالعيد دون حاجة أو عوز. أما زكاة المال فلها ثمانية مصارف محددة في القرآن الكريم، وهي: الفقراء، والمساكين، والعاملون عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمون، وفي سبيل الله، وابن السبيل، أما الصدقة فهي تطوعية وتُعطى لمن يحتاج من المسلمين وغير المسلمين، وتُصرف في جميع أوجه الخير والمصالح العامة.

شروط وجوب زكاة الفطر وزكاة المال

زكاة الفطر: يجب أن يكون المسلم حيًا وقت غروب شمس آخر يوم من رمضان وأن يكون لديه ما يزيد عن قوت يومه وليلته.

زكاة المال: يشترط لوجوبها أن يبلغ المال النصاب الشرعي، وأن يمر عليه حول (عام هجري كامل) في ملك المزكي.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟

الأصل في زكاة الفطر أن تُخرج من الطعام كما ورد في السنة النبوية، ولكن أجاز بعض الفقهاء مثل أبي حنيفة وبعض التابعين إخراجها نقدًا إذا كان ذلك أنفع للفقير، وترى دار الإفتاء المصرية أن إخراج زكاة الفطر نقدًا جائز ويحقق المقصود من الزكاة وهو سد حاجة الفقير.

أخطاء شائعة في زكاة الفطر

1.تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد: لا يجوز تأخير إخراج زكاة الفطر عن وقتها المحدد إلا لعذر، ومن أخرجها بعد الصلاة فهي صدقة عادية ولا تسقط عنه.

2.عدم إخراج الزكاة عن المولود الجديد: إذا وُلد الطفل قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان وجب إخراج زكاة الفطر عنه، أما إذا وُلد بعد غروب الشمس فلا تجب.

3.إخراج زكاة الفطر للأصول أو الفروع: لا يجوز إخراج زكاة الفطر للوالدين أو الأبناء أو الأحفاد لأنهم من الأشخاص الذين تجب نفقتهم على المزكي.

4.إهمال زكاة الفطر عن الفقراء: يجب التأكد من أن الزكاة تصل إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين لتحقيق الغاية من تشريعها.

الحكمة من زكاة الفطر

شرع الله زكاة الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث، ولتكون طعمةً للفقراء والمساكين يوم العيد، وقد قال النبي ﷺ: “أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم”، أي وفروا لهم ما يكفيهم حتى لا يطلبوا من الناس.

متى يجوز تعجيل زكاة الفطر؟

يجوز تعجيل زكاة الفطر قبل عيد الفطر بيوم أو يومين كما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما، ويرى الشافعية أنه يجوز إخراجها من أول رمضان لتحقيق منفعة الفقير في أي وقت من الشهر.

من لا تجب عليهم زكاة الفطر؟

الفقير الذي لا يملك قوت يومه وليلته.

الجنين الذي لم يولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان.

الميت الذي توفي قبل مغرب ليلة العيد.

زكاة المال والصدقة: أيهما أفضل؟

زكاة المال فرض واجب على من بلغ نصابه، بينما الصدقة تطوع ومستحبة في جميع الأوقات، وقد تكون الصدقة أحيانًا أفضل إذا كانت في وقت حاجة شديدة أو في سبيل إصلاح المجتمع، لكنها لا تغني عن الزكاة المفروضة.

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر، وتؤدى عن كل فرد في الأسرة وتُخرج من الطعام أو قيمته نقدًا.

زكاة المال فرض على من يملك نصابًا معينًا لمدة عام كامل، وتُصرف في ثمانية مصارف حددها الشرع.

الصدقة عمل تطوعي لا يُشترط له نصاب أو وقت معين، ويجوز صرفها في أي وجه من وجوه الخير.

الحرص على أداء الزكاة بأنواعها يعكس طاعة المسلم لله وحرصه على التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين.