مفتاحك للسير على طريق الجنة.. وصايا نبوية لكل مسلم

كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سبع وصايا نبوية عظيمة تمثل منهجًا متكاملًا للمسلم في حياته اليومية، وتسهّل طريقه إلى الجنة، كما أنها تساعد على تفريج الكربات، وستر العيوب، ونيل رضا الله تعالى.
وصايا نبوية جامعة للخير
استشهد الدكتور علي جمعة بحديث رسول الله ﷺ الذي يوجّه فيه المسلمين إلى أعمال صالحة تُقرّبهم إلى الله وتيسّر عليهم أمور الدنيا والآخرة، حيث قال النبي ﷺ:
“من نفّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه”.
تفريج الكربات وتقديم العون للناس
أوضح الدكتور علي جمعة أن أولى هذه الوصايا تتعلق بتفريج الكرب عن المسلمين، حيث إن المسلم الذي يساعد أخاه في إزالة همّه أو حل مشكلته ينال أجرًا عظيمًا عند الله، ويُكافأ بأن يفرّج الله عنه كربات يوم القيامة.
وأشار إلى أن الكربات قد تكون مادية كدفع الدين عن شخص معسر، أو معنوية مثل مساعدة مريض أو الوقوف بجانب المحتاجين، مؤكدًا أن أعمال الخير مهما بدت بسيطة، فإنها ذات أثر كبير في الدنيا والآخرة.
وشدّد على أهمية أن يعمل المسلم لآخرته من خلال خدمة الناس وتخفيف معاناتهم، لأن هذه الأعمال سببٌ في نيل رحمة الله يوم الحساب، موضحًا أن يوم القيامة مليء بالكربات التي يحتاج فيها الإنسان إلى رحمة الله، ومن يفرّج كربات الناس في الدنيا ينال ذلك الفضل في الآخرة.
التيسير على المعسرين ومساعدة المحتاجين
الوصية الثانية التي ركّز عليها الحديث الشريف هي التيسير على المعسرين، وبيّن الدكتور علي جمعة أن التخفيف عن الأشخاص الذين يمرّون بضائقة مالية سواء بإنظارهم أو إسقاط الدين عنهم هو عملٌ عظيم يبارك الله لصاحبه في الدنيا والآخرة.
وأوضح أن إسقاط الدين عن المعسر من الأعمال التي يكون أجرها أعظم من الفرض في بعض الأحيان، مستشهدًا بحكمة الشريعة التي تحث على التيسير على الناس ومراعاة أحوالهم.
كما أشار إلى أن الله يكافئ من ييسّر على غيره بأن ييسّر عليه في الدنيا عند وقوعه في أزمات، وفي الآخرة حينما يحتاج إلى رحمة الله.
ستر عيوب الناس وعدم فضحهم
أكد الدكتور علي جمعة أن ستر عيوب الآخرين من أعظم الأخلاق التي أوصى بها النبي ﷺ، موضحًا أن المسلم الذي يستر أخاه في الدنيا، سواءً كان ذلك خطأً أو زلّة، يستره الله في الدنيا والآخرة.
وبيّن أن من واجب المسلم أن يعامل الآخرين كما يحب أن يُعامل أبناءه، مشددًا على ضرورة تجنب التشهير أو كشف عيوب الناس، لأن الله وعد من يحرص على ستر الناس بأن يحفظه من الفضيحة ويغفر له زلاته.
وذكر أن من رأى أخاه على معصية فعليه نصحه سرًا والعمل على إصلاحه بدلًا من فضحه أو الإساءة إليه، لأن الستر دليل على الرحمة والتسامح.
العلم طريق إلى الجنة
أوضح الدكتور علي جمعة أن طلب العلم من الأمور التي جعلها النبي ﷺ سببًا لتسهيل طريق المسلم إلى الجنة، مشيرًا إلى أن كل خطوة يخطوها المسلم في سبيل العلم، سواء بحضور درس أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى المحاضرات، هي طريق للنجاة والفلاح.
وأضاف أن الأمة الإسلامية هي أمة العلم والمعرفة، حيث كانت أول كلمة نزلت على النبي ﷺ هي “اقرأ”، مما يدل على أهمية التعلم والسعي إلى المعرفة.
وبيّن أن العلم النافع يُقوّم حياة الإنسان ويجعله أقرب إلى الله، ويؤدي إلى النجاح في الدنيا والثواب في الآخرة.
فضل مجالس الذكر وتلاوة القرآن
تحدّث الدكتور علي جمعة عن فضل الاجتماع في بيوت الله لتلاوة القرآن وتدارسه، مشيرًا إلى أن هذه المجالس يحيط بها الملائكة وتنزل عليها السكينة، وتكون سببًا في أن يذكر الله عباده في الملأ الأعلى.
وأكد أن هذه المجالس تُطهّر القلوب وتُنوّر البصائر، وتُقوّي علاقة المسلم بربه، وهي وسيلة للحصول على المغفرة والرحمة.
وشدّد على أهمية تخصيص وقت من حياة المسلم لحضور هذه المجالس أو تلاوة القرآن مع الآخرين، لأن فضلها عظيم ويؤدي إلى البركة في الحياة.
أعمال بسيطة بأجر عظيم
اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن هذه الوصايا السبعة ترسم طريقًا واضحًا لكل مسلم يريد الفوز برضا الله والجنة، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال رغم بساطتها فإن أجرها عند الله عظيم.
ودعا المسلمين إلى الاقتداء بهذه الوصايا وتطبيقها في حياتهم اليومية، لأن الله وعد من يعمل بها بأن يعينه، ويغفر له، ويسهّل له طريق الجنة.